رغم جائحة كورونا.. قطاع غزة المحاصر ينظم بطولة دولية منزلية للكاراتيه
لجأ أحد المراكز الرياضية بقطاع غزة إلى إقامة بطولة دولية في الكاراتيه عبر الإنترنت، للتغلب على توقف النشاط الرياضي بسبب جائحة كورونا، والذي تسبب في لجوء المدربين إلى التدريبات الفردية للاعبين في المنازل ومتابعتها من خلال مقاطع فيديو.
وتعتبر الرياضة ومنها لعبة الكاراتيه متنفسا لسكان قطاع غزة في كافة الفئات العمرية كوسيلة للتغلب على الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
وأقام مركز بشارات الدولي في مدينة نابلس بطولة فلسطين الدولية المنزلية عبر الإنترنت بالتعاون مع عدد من الحكام الدوليين من مختلف الدول، حيث شارك في هذه البطولة 11 دولة (فلسطين، الإمارات، مصر، تركيا، الجزائر، المغرب، الفلبين، أستراليا، سلطنة عُمان، سوريا، الأردن).
واستهدفت البطولة فئات عمرية مختلفة لكلا الجنسين تضم أكثر من مئة لاعب، وكان لقطاع غزة نصيبا من المراكز المتقدمة للفئة العمرية الوحيدة التي شارك فيها تحت 14 و15 عاما فقط باللاعبين عبد الرحمن دبابش وعائدة البياري.
وقالت البطلة عائدة البياري البالغة 15 عاما للجزيرة نت إنه "رغم سعادتي بالفوز بالميدالية البرونزية من بين 17 لاعبة من مختلف الدول، فإنني حزنت كثيرا عندما توقفنا عن التدريب بسبب جائحة كورونا"، مشيرة إلى أنها لم تتوقف عن التدريب منذ بدأت ممارسة الكاراتيه قبل ست سنوات بتشجيع من عائلتها.
وأضافت "الكاراتيه عبارة عن وسيلة للدفاع عن النفس ولا تتسبب في أي أذى للمنافسين، لذلك كنا نستمتع في التدريبات بالنادي مع أصدقائي وشعرنا بفراغ كبير بسبب توقف التدريبات الجماعية".
وحصلت عائدة على جوائز عدة في بطولات محلية ودولية، لكن هذه البطولة الدولية تعتبرها انتصارا على ظروف الحجر المنزلي التي تُسببها جائحة كورونا.
ويقول عبد الرحمن دبابش (15 عاما) الفائز بالمركز الثاني في بطولة فلسطين الدولية المنزلية لفئة الذكور، للجزيرة نت، إنه بدأ ممارسة الرياضة قبل أربع سنوات، بعدما شاهد اللعبة في التلفاز وأحبها كثيرا، مما جعله ينضم إلى أحد فرق الكاراتيه لتطوير مستواه والمنافسة دوليا.
ويضيف عبد الرحمن "خلال أزمة كورونا واصلت التدريبات من المنزل، حيث أسجل مقطع فيديو وأرسله إلى المدرب من أجل تقييم أدائي، في بعض الأوقات أتدرب على شاطئ البحر بشكل منفرد لأن رياضة الكاراتيه تحتاج إلى مساحة واسعة للتحرك بحرية".
ويقول المدرب حسن الراعي للجزيرة نت، "أطلقت حملة رياضتك في بيتك لحث اللاعبين على مواصلة التمارين وعدم الانقطاع عنها بسبب كورونا، ثم فكرت بمتابعة التدريبات من خلال الفيديوهات، حتى ظهرت بطولات دولية منزلية فقررنا المشاركة فيها، ونعد فئات عمرية جديدة عددها عشرة لاعبين للمشاركة في بطولتي المجر ودبي المنزلية أيضا".
بطولات جديدة
وشجع نجاح البطولة الدولية الأولى جميع اللاعبين في غزة على الاجتهاد للمشاركة في بطولات أخرى، ومنهم منى أبو شعبان (17 عاما) التي تقول للجزيرة نت "الشعور بإمكانية التنافس والفوز أعاد لنا طاقتنا ونشاطنا في التدريبات، ونحن نهتم بمعرفة مستوانا في الكاراتيه مقارنة مع لاعبين من دول أخرى وهذه فرصة جميلة تمكننا من المنافسة معهم وتطوير مهاراتنا من المنزل".
ويقولالمدير التنفيذي لمركز بشارات الدولي أمين بشارات، الذي أطلق أول بطولة منزلية دولية، للجزيرة نت "انطلقت الفكرة بدافع حرصنا على إيجاد حافز للمتدربين لدينا والحفاظ على مستواهم الرياضي من خلال التواصل معهم عبر الإنترنت، وحولتها إلى واقع علاقة المركز الطيبة مع حكام رياضيين دوليين من المغرب والأردن رحبوا كثيرا بالمساهمة في خروج الفكرة إلى النور".
وأضاف بشارات "قمنا بالإعلان عن البطولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسرعان ما أعلنت 11 دولة رغبتها بالمشاركة فيها، وكانت آلية المنافسات قائمة على تسجيل اللاعب أو اللاعبة مقطع فيديو وإرساله للتقييم من قبل حكام البطولة الذين اختاروا الفائزين حسب قواعد اللعبة من بين أكثر من مئة لاعب ولاعبة من مختلف الفئات العمرية".
وأكد بشارات أن نجاح البطولة دفع المركز للاستمرار في هذا التوجه، كما يخطط لعمل معسكر رياضي يجمع اللاعبين من مختلف الدول للمشاركة في التدريبات عبر الإنترنت أيضا تحت إشراف أفضل المدربين المعتمدين.
المصدر : الجزيرة