طبيبة في نيويورك تنتحر.. فيروس كورونا يسبب مضاعفات نفسية خطيرة للأطباء
جو 24 :
أقدمت طبيبة طوارئ في أحد مستشفيات مانهاتن بمدينة نيويورك على الانتحار بعد أن أشرفت على علاج عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 خلال الفترة الماضية، وفقا لما صرح به والدها للشرطة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقريرها إن الدكتورة لورنا برين مديرة قسم الطوارئ في مستشفى نيويورك- بريسبيتيريان انتحرت في منزل عائلتها بمدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا.
ويؤكد الدكتور لورانس ميلنيكر نائب رئيس قسم جودة الرعاية الجيدة في المستشفى أن فيروس كورونا تسبب في مضاعفات نفسية خطيرة لأطباء الطوارئ في نيويورك بؤرة انتشار الوباء في الولايات المتحدة الأميركية.
وصرح تايلور هاون المتحدث باسم شرطة شارلوتسفيل في رسالة بالبريد الإلكتروني بأنهم تلقوا يوم الأحد الماضي مكالمة تطلب المساعدة الطبية، وأفاد بأنه تم نقل الضحية إلى المستشفى للعلاج، لكنها توفيت لاحقا جراء الإصابات التي ألحقتها بنفسها.
وأكد والدها الدكتور فيليب برين أنها مرت بوضع صعب خلال الفترة الماضية بسبب الأعداد الكبيرة من المصابين بفيروس كورونا، وأضاف "لقد حاولت القيام بعملها، وهذا ما قتلها".
وأشارت الصحيفة إلى أن والد الدكتورة المنتحرة قال إن ابنته أصيبت بالفيروس ولكنها عادت إلى عملها بعدما تعافت.
وأفاد برين بأن ابنته البالغة من العمر 49 عاما لم تكن تعاني من أعراض مرضية، لكنه قال إنه عندما تحدث معها للمرة الأخيرة بدت تائهة، وأيقن أن هناك شيئا ما.
وأضاف الوالد أن ابنته كانت تتحدث عن مرضى يموتون قبل أن يتم إخراجهم من سيارات الإسعاف، قائلا "لقد كانت في الخطوط الأمامية في مواجهة الفيروس.. تأكدوا أنها كانت فعلا بطلة".
وفي بيان، وصف مستشفى نيويورك- بريسبيتيريان الدكتورة برين بأنها بطلة جسدت أرقى المثل الطبية أثناء عملها في قسم الطوارئ بالمستشفى.
وأضاف البيان "هدفنا اليوم هو تقديم الدعم لأسرتها وأصدقائها وزملائها وهم يجابهون هذه المأساة في ظل هذا الظرف الصعب".
وبينت الصحيفة أن الدكتورة برين -إلى جانب عملها- ملأت أوقات فراغها بالأصدقاء والهوايات والرياضة، وقال أحد أصدقائها إنها كانت أيضا متدينة وتطوعت لتقديم مساعدات لكبار السن مرة في الأسبوع، كما كانت لها علاقات طيبة مع أفراد أسرتها المقيمين في فرجينيا.
وقال طبيب في المستشفى إن الدكتورة برين كانت تعتني دائما بالآخرين وتسعى للتأكد من حصولهم على معدات وقائية أو أي شيء آخر يحتاجونه، وحتى عند بقائها في المنزل للتعافي من الفيروس كانت تبعث رسائل نصية إلى زملائها للاطمئنان عليهم.
ويقع مستشفى نيويورك-بريسبيتيريان -الذي كانت تعمل فيه الدكتورة المنتحرة- في مانهاتن، ويتسع لمئتي سرير، وقد اضطر في بعض الأيام لاستقبال 170 مصابا بفيروس كورونا، وفي 7 أبريل/نيسان الجاري بلغ عدد الوفيات بالفيروس في المستشفى 59 حالة.
المصدر : نيويورك تايمز