jo24_banner
jo24_banner

الصيام وفق نظام الكون

د. نبيل الكوفحي
جو 24 :
 رمضانيات 8
...
نستقبل شهر رمضان بإيذان طلوع هلال القمر ، ونودعه كذلك فنستقبل العيد بفرح العبادة,
ونستقبل صيام يومه ببيان الخيط الأبيض من الأسود وهو ايذان ببزوغ شمس اليوم،
ونفطر. ونفرح بختام صيامه و صومه بغروب شمس ذلك اليوم.
هكذا ببساطة دون تعقيد؛ نسير وفق النظام الكوني الذي لا يقدر عليه أحد مهما على وتجبر, فلا نحتاج في صيامنا وافطارنا لأذن من احد.
( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )!
لئن كان صيام يومنا في مشقة احيانا؛ فلان ضياء الشمس : نور فيه حرارة،
‏لكن محصلة صوم الشهر كلها راحة ومغفرة وبركة ونور، فنور القمر: نور بلا حرارة،
ونفهم ذلك حينما نقرا قوله تعالى: ‏" هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورا"
وهكذا هي الاعمال العظيمة المؤثرة صعبة احيانا في ذاتها، وتفاصيلها ومساراتها، وفيها تعب وبذل وتضحية، لكنها بمجموعها؛ محصلة خير ونجاح وفوز، وعلو وسيادة.
كما هي تضحيات الجهاد والاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ففيها الم القتال ومصيبة الموت ، وحسرة الخذلان، ووجع الاذى والأعراض والتضييق ، ، ،
لكنها بالصبر والثبات بداية طريق النور للمجتمع والوطن والامة؛ وإلا ما كانت الشهادة في سبيل الله حياة للأمة وثمن تحرير أوطانها (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)
كأفراد: نصوم هذا الشهر العظيم ونحييه بكل الطاعات، شهر نزول القران فيه (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) وختامه (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ على مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وكأمة: علينا أن نستذكر أنه كانت فيه المعارك الكبرى للامة وانتصاراتها العظيمة: بدءًا من معركة بدر الكبرى وفتح مكة وفتح الاندلس وة بلاط الشهداء وعين جالوت وغيرها. فالله اكبر ولله الحمد على نعمة الهداية.
وتقبل الله صيامكم، وأكرمنا بتحرير الارض والمقدسات والتمكين.
 
تابعو الأردن 24 على google news