"أقنعة شفّافة لا تكفي".. هل تختلف معاناة الصم والبكم من جائحة كورونا؟
جو 24 :
يعيش ثلاثة أرباع سكان العالم في منازلهم التزاما بتدابير التباعد الاجتماعي والحجر الصحي، التي تفرض عليهم التقيد بأسلوب حياة استثنائي، كما يردد كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الكثير منا لم يلتفت لفئة الصم والبكم الذين يعانون الأمرّين وفق الإذاعة العامة الأميركية "أن بي آر".
تقرير الإذاعة يسلط الضوء على الواقع المرير الذي يعيشه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع أو البصر.
الإذاعة نقلت عن مواطنة أميركية صماء من ولاية واشنطن وتدعى برايان برغر قولها إن حياتها أصبحت تتلخص في استخدام مجموعة من الأجهزة والشاشات والتطبيقات.
"أبدأ يومي بفتح تطبيق تحويل الكلام إلى نص على هاتفي الذكي، ثم أحمل الجهاز بالقرب من جهاز الكمبيوتر الخاص بي في المنزل حتى أتمكن من متابعة دروس روضة ابنتي عبر الإنترنت"، تضيف برغر "إنها الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها، وأنا صماء، مراقبة تقدم ابنتي في المدرسة".
موقع "أن بي آر" قال إنها كتبت في تبادل بريد إلكتروني "إنه واقع مجنون ليس الجميع محظوظين ولديهم أكثر من جهاز كمبيوتر وهاتف ذكي أو جهاز لوحي".
جعلت المعايير الجديدة التي فرضتها جائحة كورونا مثل ارتداء أقنعة الوجه، والحفاظ على المسافة الاجتماعية وإجراء المحادثات من خلال برامج المؤتمرات عن بعد، الحياة أكثر تعقيدًا بالنسبة للكثير، ولكن بالنسبة للصم وضعاف السمع فقد "تحولت المهام اليومية إلى متاهات تكنولوجية" على حد تعبير أحدهم.
يقول آخر "الحياة الجديدة، كشفت أوجها لعدم المساواة في أنظمة الصحة".
وأحد أكثر تحديات الوباء بالنسبة لفئة الصم والبكم هو التواصل من خلال أقنعة تحجب الوجه، إذ يستحيل على الأشخاص الذين يقرؤون الشفاه رؤية أفواه الناس أو اتباع تعابير الوجه.
وتعبيرات الوجه مثل تجعيد الأنف وحركات الفم أيضًا مكونات من لغة الإشارة الأميركية.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، دأبت شركات التصنيع ووسائل الإعلام على الترويج لأقنعة الوجه الشفافة كحل سريع ومباشر للمشكلة، ومع ذلك، هذا ليس حلاً مثاليًا لعدد من الأسباب، يقول أحدهم "فليس كل الصم يقرؤون الشفاه".
يشتكي الصم البكم كذلك من صعوبة الوصول إلى المستشفيات جراء القوانين المتشددة التي اعتمدتها المؤسسات الصحية تفاديا لانتشار عدوى الفيروس التاجي المستجد.
كما يشعر الأشخاص الصم وضعاف السمع بالقلق من أن قيود المستشفيات المشددة على الزوار ستعني أنه سيكون من الصعب العثور على مترجمين يمكنهم مرافقتهم لمواعيدهم الطبية.
ريما بوجين، المقيمة في ولاية فرجينيا، والتي فقدت سمعها قبل سنوات، كتبت مؤخرًا مقالة افتتاحية في مجلة أرلينغتون حول مخاوفها من الإصابة بـ كوفيد- 19 والذهاب إلى المستشفى بدون زوجها، أليكس.
وجاء في المقال "بدون أليكس كيف أفهم ما يقوله الأطباء والممرضات، خاصة في خضم الفوضى؟ هل سيكون لديهم الوقت أو الصبر لكتابة ما يقولونه على ورقة؟ هل يُسمح لي بإحضار هاتف أو جهاز لوحي مع تطبيق تسمية توضيحية، بافتراض وجود حتى شبكة واي فاي في وحدة العناية المركزة؟
الحرة