jo24_banner
jo24_banner

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها في "رحلة العمر"؟

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها في رحلة العمر؟
جو 24 :

(CNN) -- في مطلع هذا العام،انطلقت سفينة الرحلات البحرية العملاقة "كوستا ديليزيوسا"، وعلى متنهاحوالي ألفي راكب، منمدينة البندقية الإيطالية متوجهةًإلى البحر الأدرياتيكي في رحلة حول العالم.وكان يأملركابهابأن تكون "رحلة العمر".

 

وكانطاقم سفينة "ديليزيوسا"المتمرس، وعلى رأسهم القبطانوالبحارة المخضرم نيكولي ألبا، يتطلعإلى رحلة طويلة. وكانوا على علم بأنهم سيعملون بجد لإبقاء الضيوف سعداء بينما تشقالسفينةمحيطات العالم، ولكنهم لم يتوقعوا أن تكون هذه الرحلة مختلفةإلى هذا الحد عن سابقتها.

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها؟

رست "كوستا ديليزيوسا" في سيدني، وهي واحدة من وجهات موانئها الأخيرة

 

وبدلاً من ذلك، مع انتشار جائحة فيروس كورونا، ستبحر سفينة "ديليزيوسا"إلى التاريخ.

وعندما انطلقت في رحلتها، كانت السفينة التي يبلغ طولها 965 قدماًمن بين آلاف السفن السياحية التي تجوب محيطات العالم. وفي الوقت الذي وصلت فيه "ديليزيوسا" إلى إيطاليا هذا الأسبوع، كانت آخر سفينة سياحية لا تزال في البحر وتحمل أعداداًكبيرة من الركاب.

وقد كشف الركاب الذين أكملوا الرحلةالبحريةعن إحساسهم بالإبحارحول الكوكبوسط غرق العالم في أزمة جائحة كورونا،ووسط مخاوف متزايدة من صعود الفيروس على متن السفينةوإلحاق الدمار بمن عليها.

وفي الأسابيع القليلة الأولى، كانت الأمور تسير كالمعتاد. وقضى الضيوف وقتاً ممتعاً خلال الإبحارمن برشلونة إلى بربادوس، حيث أشعة الشمس، وبرامج الترفيه على متن السفينة، وتجربةزيارة أماكن جديدة على خريطة العالم.

وكان من بينهم دانا ليندبرج، محللة أعمال متقاعدة من ولاية تكساس والتي كانت تخطط لرحلتها منذ عام 2018. والصحافي المتقاعدكارلوس بايا وزوجته يولاندا.وقرر بايا، وهو من فالنسيا،اغتنام اللحظة والشروع في رحلة بحرية طويلة بعد أن تم تشخصيهبمرض باركنسون.

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها؟

الزوجان يولاندا وكارلوس بايا في صورة تذكارية على جزيرة القيامة خلال الرحلة

وتوقفت السفينة بعد ذلكفي أمريكا الجنوبية والمحيط الهادئ. وقامت ليندبرج بإثراءصفحتها على موقع "فيسبوك" بلقطات عن تماثيل جزيرة القيامة ومقتطفات الحياة على متن السفينة. بينما استمتع كارلوس ويولاندا بايا باستكشاف المركز التاريخي في عاصمة بيرو، ليما.

وعندما كانت السفينة تبحرفي فبراير/شباط، بدأ شبح "كوفيد-19"بمطاردة الرحلة. وبدأت عناوين الأخبار المقلقة خارج آسيا في زيادة مخاوف الركاب، بما في ذلك خبر الحجر الصحي المثير للجدل لسفينة مليئة بالركابفي اليابان، مما دفع القبطان إلى مراجعة مسار الرحلة لتجنب المنطقة الموبوءة.

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها؟

دانا ليندبرج (أقصى اليمين) مع راكبين على متن السفينة

وأصيب العديد من الركاب بخيبة أمل، ولكن ليندبرج لم تمانع، إذتضمنالمسار الجديد التوقف في جزر المالديفوسيشيل.

وكتبت ليندبرج على "فيسبوك" في 22 فبراير / شباط: "جميع الموانئتعد جديدة تقريباًبالنسبة لي، ولا أريد على الإطلاق أن يتم حجري في مقصورة داخلية ... آمل أن تبدأ حالات الإصابةالجديدة في الانخفاض".

ويقول بايا إنه شعر بالحزن لتفويت فتراتالتوقفالمخطط لها في اليابان، وكوريا، وتايوان، وهونغكونغ. وأعرب عن قلقه إزاء تقارير عن تأثير الفيروس في الصين. ولكنه في النهاية كان واثقاًمن أن المسارالجديد سيبقي السفينةفي آمان.

ويوضحلـCNNأن "كوفيد-19" كان خلفهم. وكانوايحاولون مراوغته، إذا جاز التعبير.

ومع ذلك، بدا الوضع خارجالسفينة يزداد سوءاً يوماًبعد يوم. وكانت هناك تقارير عن إصاباتبالفيروس على متن الرحلات البحرية الأخرى في جميع أنحاء العالم.

وفي 13 مارس/آذار، قامت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية، وهيالهيئة التي تشرف على معظم شركات الرحلات البحرية الكبرى، بتعليق عملياتها من موانئ الولايات المتحدة، مما أدى إلى بدء سلسلة من عمليات الإسترداد، ما أدى إلىتدافع جميع السفن الترفيهية الكبيرة للعثور على ميناء آمن وإيصال الركاب إلى بر الأمان.

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها في

شاهد ركاب السفينة العديد من مناظر غروب الشمس من على سطح السفينة

وعند هذه النقطة، رست السفينةفي مدينة "Albany"التاريخية والي تقع في الطرف الجنوبي لأستراليا. بالنسبة لمعظم من كانوا على متنها، كانت آخر تجربة على اليابسةحتى عادوا إلى أوروبا بعد أكثر من شهر.

ويذكر بايا أنهمكانواسعداء للغاية، مشيراً إلىأمسية ممتعة قضيت في الإحتفال بعيد القديس باتريك في حانة محلية، وأضاف:"لم نكن نعرف أن السعادة انتهت هناك".

وبينما كانالركاب يستمتعونبآخر مذاقٍللحرية، كان قبطانالسفينة،نيكولي ألبا، يحاولصياغة خطة من شأنها توجيه سفينته،وركابها وطاقمها،بعيداً عن الخطر.

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها في

القبطان نيكولي ألبا على متن سفينة "كوستا ديليزيوسا"

وقالألبا لـCNN: "كنت أتوقع تجربة فريدة، ولكنهاتجاوزت كل التوقعات"، مضيفاً أنه منذ مغادرتهم، في 5 يناير/كانون الثانيمنالبندقية، "تغير العالم بأكمله".

وأشار ألبا إلى أنالوضع كانغريباً، معإغلاق مختلف الموانئوالبلدان.

ومع وصول السفينة إلى فريمانتل، أستراليا في 16 مارس/آذار، قررألبا، بالإتفاق مع شركة خطوط الرحلات البحرية"Costa Cruises"، عدم السماح لأي راكب بالخروج من السفينة.

وجاء القرارالرسمي بأن السفينةستستمر في رحلتها حولالعالم، ولكن بدونالتوقف في الموانئ. وكان من المقرر أن تعود السفينة إلى البندقية في 26 أبريل/نيسان.

وانتشرت الشائعات على متن السفينة عن الموانئ المغلقة والحجر الصحي. وقرر بعض الركاب القلقين حجزرحلات من فريمانتل للعودةإلى الوطن.

وبالنسبة للعديدمن الركاب، فإن الأسبوعينالأولين بعد مغادرة أستراليا كانا الأصعب. وعرف الجميع أن فترة حضانة الفيروس هي 14 يوماً، مما يعني أنه إذا كان أياً من الركاب قد أصيب بالعدوىفمن المحتمل أن يبدأفي إظهار الأعراض قريباً.

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها في

الراقصة كوني سيدلر ، في الصورة على خشبة مسرح سفينة "كوستا ديليزيوسا"

وشعرتالراقصة النمساوية ضمن طاقم الترفيهعلى السفينة، كوني سيدلر، بالتوترحيال كيفيةإيقاف انتشار الفيروس إذا وقعت إصابة على السفينة، فهيتبلغ من العمر 31 عاماً وتنعمبصحة جيدة، ولكن ماذا عنالعديد من الركابالذين هم ضمنالفئةالمعرضة للخطر.

وتصاعدالتوترمع انتشار التقارير حول تأثرأوروبا بالفيروس. وكان العديدمن الركاب منإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا،أي من الدول الأكثر تضرراً.

وعلى الرغم من المخاوف، أدرك العديد من الركابأن الحظ يحالفهم. إذدخلت البلدان في جميع أنحاء العالم عمليات الإغلاق وحظر السفر وإجراءات التباعد الاجتماعية، بينما استمروا همفي التمتع بحمامات الشمس، وعروض المسرح، والطعام الفاخر.

وتم تنفيذ بعض تدابير التباعد الاجتماعي على متن السفينة. وتقول سيدلر إن فرقتها بدأت في تقديم المزيد من العروض حتى يتمكن الركاب من الجلوس بعيداً عن بعضهم البعضخلال كل عرض.

ولكن على عكس السفن السياحية الأخرى، اتاحت السفينة حريةتنقل الركاب كالمعتاد.

وكانت هناك فترة وجيزة مدتهاحوالي 36 ساعة أرغمتالركاب على البقاء في غرفهم، بعد أن غادر أحد الركاب السفينة في صقلية لأسباب صحية، ولكن تم رفع الحجر الصحي بعد اختبار هذا الراكب سلبياً لفيروس كورونا.

وتوفي أحد الركاب على متن السفينةفي 6 أبريل/نيسان، وفقاًلسلطات الموانئ في إيطاليا، ولكن لا يعتقد أن الوفاة مرتبطة بفيروس كورونا.

ويقولبايا إنه تفاجأبهدوء واحترافية طاقم السفينةفي مثل هذه الظروف الصعبة.

آخر سفينة سياحية تعود لموطنها وسط جائحة كورونا.. ماذا حدث مع ركابها في

السفينة بعد أن رست في مدينة جنوا الإيطالية

ويوم الاثنين بتاريخ 20 أبريل/نيسان، رست سفينة "كوستا ديليزيوسا" في برشلونة، حيث غادر183 راكباًإسبانياًوبرتغالياًو 112 ضيفاًفرنسياً. وكان من بينهم بايا.

وبالنسبة لبايا، كانت العودة إلى منزله في مدينة فالنسيا جنوب شرق إسبانيا بمثابة العودةإلى مكان مختلف تماماًعماتركهفي يناير/كانون الثاني. إذ لم يكن هناك ضجيج ولا تلوث.

ووصلت السفينة إلى الميناء الأخير فيجنوا، في22 أبريل/نيسان،ونسقت شركة" Costa" عودة الركاب إلى أوطانهم،الذين حصلوا أيضاًعلى تعويض.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير