قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن نقابة الأطباء المصريين احتجت بسبب تراخي السلطات وعدم إجراء فحوص لاكتشاف الإصابة بفيروس كورونا وعدم توفير أقنعة وحماية في المستشفيات، فضلا عن تخفيف إجراءات الحماية بشكل أكبر أثناء شهر رمضان.
وتقول سارة عادل -وهي طبيبة شابة من الإسكندرية- إنها تجد حرجا في عبور عتبة شقتها واستئناف الحياة الطبيعية بين ذويها مخافة أن تحمل لهم العدوى.
وأضافت الطبيبة -التي تتحدث باسم مستعار- أن الأطباء في مصر لا يتمتعون في مواجهة فيروس كورونا إلا بحماية ضعيفة، خاصة "نحن الأطباء والممرضات الشباب الذين على اتصال دائم بالمرضى، ونحن نفتقر إلى معظم المعدات".
وأشارت الطبيبة إلى أنها وزملاءها لا يشعرون بدعم رؤسائهم، بل على العكس تماما، وتقول "في المرة الأخيرة أهاننا أحد المسؤولين لأننا لم نرغب في العمل بدون معدات، وسألنا: هل تعتقدون حقا أن هذا القناع الصغير يحميكم من الموت؟".
مواجهة منفردة
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن نقابة الأطباء المصرية تستنكر ظروف الممارسة غير المقبولة بسبب نقص الاختبارات بالنسبة للعاملين بالمستشفى، ونقص المعدات وتهاون السلطات التي خففت الإجراءات الوقائية مع حلول شهر رمضان، حيث أخرت وقت حظر التجول، وتركت المتاجر تعود إلى الاكتظاظ مرة أخرى "حتى أنه لم يعد أحد يتذكر وجود الوباء الذي يفتك بالبلاد".
ونبهت الصحيفة إلى أن الأرقام الرسمية في مصر لا تزال منخفضة نسبيا لكن الاختبارات والفحوص لا تزال قليلة، حيث تم الإبلاغ رسميا عن ستة آلاف حالة فقط في بلد يبلغ تعداد سكانه مئة مليون نسمة.
ورغم أن المستشفيات ليست مكتظة حتى الآن فإن الطواقم الطبية تبدو تحت الضغط، ولا يختلف الأمر في ذلك بين أي منطقة وأخرى من البلاد.
المشاكل نفسها تعاني منها جنوب سيناء، كما تقول ندى (اسم مستعار) من صيدلية المستشفى، مبدية أسفها لطريقة إدارة الأزمة، مضيفة "لا تسمح لنا إدارتنا بتغيير الأقنعة بعد أربع ساعات من الاستخدام أو عندما تكون رطبة، وفي بعض الأحيان نبقى ثلاثة أو أربعة أيام بدون حماية بسبب نقص المعدات".
وقالت الصحيفة إن هذا الكلام تؤكده التحقيقات التي قامت بها مؤسسة مدى مصر الإعلامية في العديد من المستشفيات الكبرى التي تفشى فيها الفيروس، حيث أصيب نصف العاملين في مستشفى نجيلة بمرسى مطروح.
وختمت الصحيفة بأن شعور الغضب هذا يتقاسمه جزء كبير من العاملين في مهنة الطب الذين يشعرون أن السلطات تخلت عنهم وتركتهم وحيدة في المعركة ضد فيروس كورونا.