المرصد العمّالي: العاملون في مراكز تدريب السواقة يواجهون أزمةً مصيريةً
جو 24 :
في منتصف شهر آذار الماضي استشرى الصمت في مراكز تدريب السواقة وقيادة المركبات. لم يكن ذلك هيّناً على العاملين في قطاع استبدّ به الوباء كما استبدّ بغيره من القطاعات، خاصّةً، أنّ أزمة وباء كورونا المستجد تتسم بـ"السرابية" أي لا نهاية لأفقها، وهذا ما يجعل الفئات العمّالية تتوجّس قلقاً من تقهقر إجباري للواقع الاقتصادي.
صاحب أحد مراكز تدريب السواقة موسى العشّا تحدّث لـ "المرصد العمّالي الأردني" بأنين عن أزمة هذا القطاع قائلًا: "أنا لدي أربع مراكز، وعندي 35 سيارة، مجموع الموظفين لدي 55 موظفاً، ومجموع الرواتب 8000 دينار، وأتكلّف ترخيص 450 لكل سيارة .. ماذا أفعل في هذه الأزمة؟!".
ويضيف العشّا: "المدرّبون الذين يعملون في مراكزي لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهر3، وذهبت إلى البنك كي أتمكن من الحصول على قرض بالفائدة التي حدّدها البنك المركزي، إلّا أنّني لم أحصل على شيء".
رئيس الجمعية الأردنية لمراكز تدريب السواقة والعاملين فيها إبراهيم العبدلات استهلّ حديثه لـ"المرصد العمّالي الأردني" قائلاً: "المراكز وضعها صعب إن لم نقل كارثي، كما أنّ هذه المراكز تراكمت عليها المصاريف. أما العاملون فيها فيواجهون ظروفاً صعبة".
ويستكمل العبدلات حديثه: "المدربون في المراكز يصنّفون عدة تصنيفات وهي: العاملون بنظام العمولة، العاملون براتب شهري، العاملون بنظام الساعة. لهذا ونتيجة للأزمة الحالية؛ فإنّ معظم المدربين والعاملين سيتم تسريحهم، وهنالك قضية ضرورية، وهي أن العاملين في هذا القطاع 30% منهم فقط مشتركون في الضمان الاجتماعي، كما أنّ 30% من العاملين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً و20% منهم من المتقاعدين العسكريين".
وبحسب الجمعية الأردنية لمراكز تدريب السواقة والعاملين فيها؛ فإنّ عدد مراكز تدريب السواقة يصل إلى 185 مركزًا على مستوى المملكة، فيما يصل عدد المدربين والعاملين في القطاع 2670 مدربًا، وعدد سيارات التدريب يصل إلى 1700 سيارةً.
ويستطرد موضّحاً: " قطاعنا مرتبط مع وزارة الداخلية وليس مع وزارة النقل، وذلك لأنّ عملنا ينحصر مع الأمن العام، الأمر الذي دفعنا إلى تقديم التماسات لوزارة الداخلية كي نتمكن من الحصول على تعويضات، إلّا أننا لم نحظَ برد من الوزارة والجهات الأخرى".
عمر العمري صاحب مركز تدريب آخر أبدى خلال حديثه للمرصد تشاؤمه قائلًا: "النتيجة علينا صفر .. خسرنا كل شيء، من بداية شهر آذار الماضي لا يوجد عمل، وأنا قبلها بأيام رخصت سيارات التدريب بـ3 آلاف دينار .. أليس هذه مصيبة؟!
"ما إلنا تمثيل نقابي حقيقي". بهذه العبارة أكّد العمري أنّ مشكلة قطاع تدريب السواقة التشتّت النقابي.
ويستدرك مبيناً: "فشل نقابتنا يجعل موقفنا ضعيفاً عند مطالبة الجهات المعنية بالتعويضات، وهذه هي المشكلة الأبرز في قطاعنا".
وتأسست الجمعية الأردنية لمراكز تدريب السواقة والعاملين فيها عام 2009، والتي تعتبر نقابة للعاملين في قطاع التدريب على السواقة، إذ وبحسب الجمعية؛ فإنّ أهدافها تتلخّص بمساعدة أصحاب المراكز والعاملين فيها، والعمل على إنشاء ميادين متخصّصة للتدريب، والتنسيق مع شركات السيارات، ورفع المستوى المهني للعاملين.
فيما ستبدأ مراكز تدريب السواقة بالعودة إلى عملها اعتباراً من يوم الأحد المقبل، لكن وبحسب المتحدثين أعلاه، فإنّ القطاع لن يتمكّن من استعادة قدراته، خصوصاً، أنّ "تعلّم القيادة" لا يعتبر من أولويات المواطنين في التوقيت الحالي.