بيانات تكشف زيف الأعداد المعلنة لوفيات كورونا في روسيا
جو 24 :
أثارت معدلات الوفاة المعلنة في روسيا جراء جائحة كورونا الفيروسية، شكوك الباحثين، فهي في حدود 13 حالة وفاة لكل مليون، وهذا أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 36، والمسجل عادة في بلد يعاني من نقائص في نظامه الصحي.
ولكن مع وصول مزيد من البيانات في شهر أبريل، فإن اللغز بدأ يتضح.
فقد أظهرت البيانات الصادرة عن حكومة مدينة موسكو، يوم الجمعة، أن عدد الوفيات المسجلة في العاصمة الروسية في أبريل تجاوز متوسط الخمس سنوات لنفس الفترة بأكثر من 1700.
وهذا العدد أعلى بكثير من العدد الرسمي لوفيات كوفيد-19 البالغ 642، وهو ما يشير إلى وجود نقص كبير في الإبلاغ من قبل السلطات.
"ثلاث مرات"
وقالت تاتيانا ميخائيلوفا، الباحثة بالأكاديمية الرئاسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة في موسكو إن "هناك شيئا وحيدا واضحا؛ ربما يكون عدد ضحايا Covid-19 أعلى بثلاث مرات تقريبا من العدد الرسمي".
وفي حين أن العدد الرسمي للوفيات المنسوبة إلى الفيروس التاجي في روسيا حتى يوم الاثنين، بلغ 1124 في موسكو و 2009 في بقية أنحاء البلاد، فإن الوصول إلى تقدير أكثر دقة سيكون معقدا للغاية، حسب تقرير لنيويورك تايمز.
فمنذ أن أعلنت حكومة موسكو أوامر الإغلاق في مارس، غادر آلاف الأشخاص المدينة وهو نزوح من شأنه أن يقلل من عدد الوفيات المسجلة فيها.
كما أن تحويل 37 مستشفى لعلاج حالات كورونا فقط، من شأنه أيضا الإسهام في موت أناس آخرين، بغير الوباء، حسب التقرير.
وقال أليكسي راكشا، أخصائي الديموغرافيا المستقل في موسكو "إن إجمالي 70 في المئة من الوفيات المرتبطة بالفيروس التاجي لم يتم الإبلاغ عنها في موسكو، وحوالي 80 في المئة على نطاق البلاد".
"تلاعب بالنظام"
وأوضح راكشا أن سبب انخفاض أرقام الوفيات في روسيا يمكن أن يعزى إلى الطريقة التي يتم بها تسجيل أسباب الوفاة والمتبعة في روسيا منذ فترة طويلة. وأضاف "من المحتمل جدا أن السلطات في مستوى ما تتلاعب بهذا النظام لتحقيق النتيجة التي تريدها".
وأبلغت روسيا عن أول حالة وفاة بفيروس كورونا في 19 مارس، عندما توفيت امرأة تبلغ من العمر 79 عامًا في موسكو. بعد ذلك بوقت قصير، أعيد تصنيف الوفاة على أنها نتجت عن جلطة دموية، وتمت إزالة الحالة المضمنة سابقا مع ضحايا كوفيد-19، حسب التقرير.
"لم يهزم بعد"
وفي أبريل من هذا العام، لقي أكثر من 11800 شخص مصرعهم في موسكو، حسب إحصائيات رسمية، وهذا الرقم أعلى بكثير من أي أبريل آخر منذ عام 1995، عندما كانت روسيا غارقة في أزمة اقتصادية أسوأ من الكساد الكبير.
ويرى خبراء أن الصورة الحقيقية لوفيات كورونا في روسيا ستتضح في مايو الحالي، بالتزامن مع إحكام وباء كورونا قبضته على البلاد.
وخلال الأسبوع الماضي تم تسجيل حوالي 45 حالة وفاة، وأكثر من 5000 حالة جديدة في موسكو.
وبعد أيام من إعلان السلطات الصحية الروسية عن أكبر ارتفاع في يوم واحد، أقر الرئيس بوتين يوم الاثنين بأن المرض" لم يهزم بعد".
الحرة