مع سوريا الموحدة القوية
![](https://jo24.net/assets/writers/images/41a90920b52d21fedd1210de06126de9.jpg)
حمادة فراعنة
مصلحتنا الوطنية والقومية كشعب وكدولة، وحدة سوريا وقوتها، فقوتها رصيد إحتياطي لنا، لخلق حالة من التوزان الإستراتيجي أمام تطلعات العدو الإسرائيلي ومحاولاته الخبيثة في إعادة نقل الصراع خارج فلسطين، بعد أن نجح الرئيس الراحل ياسر عرفات في نقل وإعادة الموضوع الفلسطيني برمته، وعنوانه وأدواته وخيارات الحل، من خارج فلسطين إلى داخلها، من المنفى إلى الوطن، وهذا برز تأثيره وتداعياته في الإنتفاضة الثانية عام 2000، وفي حملتي العدو الإسرائيلي ضد الضفة الفلسطينية عام 2002 وحصار رام الله والمقاطعة وتدمير مؤسسات السلطة الوطنية، وفي إجتياح غزة أواخر عام 2008 بداية عام 2009، فرغم الدمار والقتل والهمجية، لم يرحل فلسطيني واحد، لا من الضفة ولا من القطاع، فعنوان الفلسطيني هو الصمود على الأرض، والموت في الوطن لا خارجه، بعد رحلات العذاب والتشرد في بلاد العالم.
لقد رفعنا شعاراً حيوياً يقول: نقبل للسوريين ما نقبله لأنفسنا كأردنيين، من ديمقراطية وتعددية والإحتكام إلى صناديق الأقتراع، ونرفض لسوريا ما نرفضه لأنفسنا كأردنيين، من دمار وخراب وعنف وعمل مسلح وعمليات تفجير إرهابية، ولذلك كان الأردن ولا يزال ممسكاً بالحل السياسي للصراع بين النظام والمعارضة سواء السياسية منها المدنية والوطنية أو المعارضة المسلحة، التي عجزت بعد سنتين على إسقاط النظام وإنهائه، مثلما أخفق النظام أيضاً على إنهاء المعارضة وإجتثاثها.
مصلحتنا في وحدة سوريا وقوتها حصيلة خبرة وتجربة، وحصيلة متابعة وتدقيق لما جرى في ليبيا ومن قبلها ما جرى للعراق، ولما يجري حالياً في سوريا، حيث لا أمل يرتجى من التدخلات الأجنبية، ولذلك يرفض الأردن الضغوط المكشوفة عليه، كي لا يتورط في المستنقع السوري، وما زال صامداً ممسكاً بالأتزان والتوازن، ولهذا على بعض أحزاب المعارضة مساعدة الحكومة على مواصلة هذا الموقف، لا أن تكون أداة بيد الأميركيين لتغيير الموقف الأردني الصائب. (الراي)
h.faraneh@yahoo.com