في يومهم العالمي.. الممرضون يعيشون أصعب أيامهم
يحتفل الممرضون بيومهم العالمي الثلاثاء في وقت يواجهون فيه خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد أكثر من غيرهم خاصة مع معاناة بعضهم في بلدان كثيرة من قلة وسائل الحماية.
وليس بغريب أن يقول مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "الممرضين والممرضات هم الركيزة الأساسية للأنظمة الصحية"، فهم أول ما تقع عيناك عليهم عند زيارة العيادة الطبية أو المستشفى قبل الطبيب.
وأعلن الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" السادسَ من مايو من كلِ عام، يوماً وطنيا لتكريم أبطالِ المستشفيات في الحرب ضد فيروس كورونا.
وفي تصريحات له خلال تكريم الجهاز التمريضي قال ترامب إن أزمة كورونا هي أسوأٌ من هجمات الـ11 من سبتمبر عام 2001 وحتى من الهجوم الياباني على قاعدة "بيرل هاربور" اِبان الحرب العالمية الثانية.
نقص في العمالة
في تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي أفاد بأنه يوجد حوالي 28 مليون ممرض ووممرضة محترفين وممارسين في العالم، مشيرة إلى وجود نقص بنحو 6 ملايين ممرض.
وأشارت المنظمة إلى أن النقص يتركز أساسا في الدول الفقيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية.
وأشار مدير المجلس الدولي للممرضات هاورد كاتون إلى أن نسبة الإصابات والأخطاء الطبية والوفيات "أكثر ارتفاعا عندما يكون عدد الممرضين قليلا".
وعبرت الرئيسة المناوبة لمؤسسة "التمريض الآن" ماري واتكينز التي شاركت في كتابة التقرير عن قلقها من أن أكثر الدول لم تعد تخرج العدد الكافي من المهنيين في هذا المجال، وتعتمد على المهاجرين، الأمر الذي يزيد من خطورة الأزمة في البلدان التي يغادرها المهنيون المحترفون.
وقالت إن "80 في المئة من الممرضين المحترفين في العالم حاليا يعملون في خدمة 50 في المئة فقط من السكان".
إجراء الاختبارات
وطلبت واتكينز إخضاع العاملين في الطاقم الطبي للفحوصات الطبية لكشف فيروس كورونا المستجد، في وقت تشير التقارير الى أن 9 في المئة من هؤلاء مصابون بالفيروس في إيطاليا، و14 في المئة في إسبانيا.
وتابعت "هناك نسبة كبيرة من العاملين في الطاقم الطبي الذين سيمتنعون عن العمل خوفا من أن يصابوا هم بالمرض". كما لا يمكنهم التأكد، بسبب عدم إجراء الفحص، مما إذا كانوا قد أصيبوا به فعلا، وباتوا يملكون مناعة ضده، أي أنهم قادرون على العودة الى العمل.
ومن القاهرة، حذر المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في دول شرق المتوسط أحمد المنظري من نقص طواقم التمريض والقبالة في المنطقة مشيرا إلى أن ذلك "ينذر بالخطر".
وقال المنظري "أدعو الدول الأعضاء إلى تكثيف الاستثمار للحد من نقص ينذر بالخطر في أعداد طواقم التمريض والقبالة".
ويبلغ عدد أعضاء هيئة التمريض العاملين بالفعل في مصر 221 ألف ممرض في بلد يبلغ تعداد سكانه أكثر من مئة مليون نسمة.
وتوفي حتى الآن 6 من عناصر التمريض في مصر بسبب فيروس كورونا المستجد، فضلا عن عدد المصابين، " ورغم ذلك يقاتلون في أداء الخدمة للمريض"، بحسب نقيبة التمريض في مصر الدكتورة كوثر محمود في تصريحات لها الثلاثاء، مشيرة إلى أن التمريض يؤدي أكثر من 70 في المئة من الخدمات الطبية للمريض.
وفي المقابل يبلغ عدد أعضاء هيئة التمريض في الولايات المتحدة المسجلين مليونين و438 ألف في بلد يبلغ تعداده حوالي 330 مليون نسمة.
شكر وخطابات وقضاء يوم
طالبت منظمة الصحة العالمية من الجمهور عامة والعاملين الصحيين إظهار تقديرهم واحترامهم لزملائهم الممرضين والممرضات، كما دعت القادة المحليين إلى بذل مزيد من الجهود دعما لهم.
واقترحت المنظمة إظهار الشكر والتقدير من خلال زهرة أو بطاقة تهنئة أو المشاركة بتغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو إرسال خطابات لاسترعاء انتباه القادة السياسيين حول أهمية التمريض.
كما اقترحت المنظمة قضاء يوم مع ممرض أو ممرضة والتعرف عن المزيد عنهم وعن عملهم المنقذ للأرواح "لأنهم لا يستغنى عنهم لبناء مستقبلنا"، بحسب المنظمة.
وبالفعل، زارت مجموعات من الحراك الشعبي اللبناني بعض المستشفيات بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، حيث وزعت الورود وقوالب الحلوى على الممرضين والممرضات تعبيرا عن تقديرهم لجهودهم في مواجهة جائحة كورونا.
وأصبح هاشتاغ #InternationalNursesDay هو الأكثر تداولا في العالم تنوعت من خلاله رسائل الحب والدعم لأعضاء التمريض في مختلف البلدان.
والاحتفال بيوم التمريض يأتي في ذكرى ميلاد فلوريس نايتنغيل التي أسست لمهنة التمريض في المستشفيات.