العمل عن بعد يكشف عيوب مؤسستك.. كيف تحقق مهامك دون ضغط عصبي؟
في تقريرها الذي نشرته صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية، قالت الكاتبة شارلوت سيسلينسكي إنه في ظل العمل عن بعد المفروض على ملايين الفرنسيين المعزولين في منازلهم، منذ 17 مارس/آذار بسبب تفشي فيروس كورونا تمحورت الأسئلة الشائعة المطروحة على محركات البحث حول الاستفسارات المتعلقة بالعمل عن بعد وبرعاية الأطفال.
حسب المعهد الفرنسي للرأي العام، قبل تنظيم الإضرابات احتجاجا على إصلاحات المعاشات التقاعدية كان حوالي 29% من الفرنسيين يعملون عن بعد، أي ما يعادل 5,2 ملايين عامل. وحسب تقديرات وزارة العمل، هناك حوالي ثمانية ملايين وظيفة تابعة للقطاع الخاص يمكن أدائها عن بعد خلال فترة الحجر الصحي، ناهيك عن حوالي 5,7 ملايين شخص آخرين يعملون في القطاع العام.
1. اخلق طقوس عمل خاصة
أفادت الكاتبة بأن إيميلي لبران، مؤسِسة وودينيت، وهي وكالة تقوم بإنشاء مواقع ويب للأفراد أو للشركات، تشرف على 14 شخصا يعملون عن بعد وتدير مدونة تتطرق فيها إلى تفاصيل حياتها اليومية كعاملة. للحفاظ على حسها الإبداعي، وإنهاء المهام الموكلة إليها، وتلتزم مديرة وودينيت بصرامة بقواعد معينة.
تعليقا على ذلك، قالت لبران "يستغرق عملي 35 ساعة، عليّ توزيعها على جدول عملي، حيث أرغب في العمل على الأقل عشر ساعات أسبوعيا في وكالتي، فضلا عن أنه علي التحضير لمؤتمر وسيتطلب مني ذلك أربع ساعات. وكل أسبوع، أدرج في تقويم غوغل الخاص بي كل هذه المسائل المختلفة".
2. لا تستسلم للاجتماعات
في حال كنت تعتقد في البداية أن عملك عن بعد سيعفيك من حضور اجتماعات المكتب الشاقة، فمن المؤكد أنك مخطئ في ذلك. من المحتمل أن تكون هذه الفترة من العمل عن بعد فرصة لموازنة الوقت الذي تقضيه في تبادل الحديث مع الزملاء بشكل أفضل.
ونقلت الكاتبة عن سيرينا بورغيرو، مديرة الأبحاث في شركة ستيلكايز، أنه "ينبغي أن تكون واضحا جدا بشأن جدول الأعمال الخاص بك وأن تلتزم به، وتبدأ مهمتك وتنتهي منها في الوقت المحدد".
وأضافت "توفر التكنولوجيا أدوات، ولكن لاستخدامها بشكل جيد، ينبغي عليك تجنب تنظيم اجتماعات بأعداد كبيرة". كما نوهت بورغيرو بأنه "ينبغي أن تكون الاجتماعات قصيرة وعملية وذات جدول أعمال واضح".
3. أغلق الميكروفون
أكدت الكاتبة أنه من الضروري التحلي ببعض الصراحة والشجاعة لمواجهة الزملاء في حال أزعجك الضجيج الذي يحيط بهم عند محادثتهم بتقنية الفيديو أثناء مقابلات العمل. فصوت صراخ الأطفال أو ربما حديث زوجاتهم اللاتي يجرين لقاءات عمل هن الأخريات قد يزيد من التوتر. لا حرج من أن تطلب من زميلك بلطف إغلاق الميكروفون لتفادي الضغط والصداع، ومن المستحسن أن تبادر بذلك ما أن تشعر بالإزعاج.
4. كن لطيفا مع زملائك
نصحت الكاتبة بالحفاظ على علاقات جيدة مع زملاء العمل حتى في ظل العمل عن بعد والوضع العام الذي تسيطر عليه الفوضى الاقتصادية. في هذا الإطار، يشير جوليان دولون وهو مدير الدراسات الهندسية بمؤسسة أوراكل، بعد سنوات من العمل مع مختلف الموظفين في مناطق متعددة من العالم، إلى أنه من المستحسن تفادي الرسائل المقتضبة والأجوبة التي تتسم بالفتور.
ويفسر أن العمل عن بعد يكشف إيجابيات وسلبيات كل من المؤسسة وفريق العمل. فإذا كانت المؤسسة غير متزنة والفريق غير مهني سيزداد الوضع سوءا. وفي حال طرأ خطب ما، يتعين على المدير النظر في أصل المشكل ما إذا كان بشريا أو تقنيا أو شخصيا.
5. احذر العزل الذهني
ذكرت الكاتبة تغيير أجواء العمل من قبيل المحادثات أثناء استراحة القهوة وتبادل أطراف الحديث مع الزملاء. في فرنسا، صرح 87% من الموظفين عن بعد ممن شملهم الاستطلاع الذي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام أن العمل عن بعد يحقق إنتاجية أكبر. لكن الدراسة نفسها أثبتت أن الموظفين الأكثر انعزالا تعرضوا للإجهاد والضغط العصبي.
يشير جون دينيس بودان، أخصائي نفسي، إلى ضرورة المحافظة على روح الانفتاح على الخارج، وهو ما يمكن أن يتخذ أشكالا عدة على غرار لقاء واحد على الأقل في الأسبوع مع فريق العمل عبر الفيديو يتطرق إلى تطور سير العمل والمهام المزمع تنفيذها. أما ميساء، وهي مديرة سابقة بشركة ياهو، أكدت أن موظفيها أصبحوا أكثر إنتاجية لكنهم أقل إبداعا وتواصلا مع بعضهم.
6. تجنب الأخبار الزائفة
نوهت الصحيفة بأهمية تفادي نشر الأخبار الزائفة نظرا لحساسية الوضع وتعقيده، إذ يعاني الجميع من الأخبار المرعبة، لذلك من المستحسن التفكير قبل إرسال معلومات غير مؤكدة أو من مصدر غير موثوق.
7. تفادي اختراق حاسوبك الشخصي
أشارت الصحيفة إلى ضرورة الانتباه في حال كنت تعمل في مؤسسة مهمة، لأنه من المرجح أنه تم تزويد حاسوبك بنظام مراقبة افتراضي يهدف إلى حماية معطيات المؤسسة المحملة في حاسوبك. قدمت وكالة الأمن السيبراني الأوروبية سلسلة من التوصيات هذه الأيام، وذلك لأنه منذ ظهور الوباء، سجلت زيادة حادة في حالات اختراق الحواسيب. كما نصحت بعدم الخلط بين العمل والترفيه والانتباه إلى رسائل البريد الإلكتروني الواردة من أشخاص مجهولين أو مصادر مجهولة.