وَلَيَالٍ عَشْرٍ والشفع والوتر
د. نبيل الكوفحي
جو 24 :
رمضانيات 20
..
القران الكريم كتاب معجز خالد، لن ينتهي كشف اسراره حتى قيام الساعة. وقد ذكر الله فيه من كل مجموعات الاسماء التي يحتوي عليها الكون: المخلوقات الحية والجامدة، السماء والارض وما فيهما، الزمان والمكان، الجموع، الصفات، ... الخ. وذكر كل مجموعات الافعال التي يستخدمها العرب. وذكرت فيه الارقام قليلها وكثيرها, مفردها وزوجيها، قال تعالى (وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ).
ورد اسمه (الله) سبحانه وتعالى (2699) من المرات، وهذا العدد هو عدد أولي لا ينقسم إلا على الواحد وقد يكون في ذلك دليلاً على وحدانية الله سبحانه (قل هو الله أحد). كذلك فإن فإننا نرى في هذا العدد (2699) إشارة مختزنة لعدد أسماء الله الحسنى حيث نلاحظ أنه ينتهي ب (99). ولا يتعارض هذا مع عدد سور القرآن (114) وعدد آياته (6236)، منها (85) سورة ورد اسم اللَّه فيها، بينما عدد الآيات التي ورد فيها اسم اللَّه (1825) آية. كانت أكثر الارقام ورودا في القران هي الفردية (1=145، 7= 24، 3= 17) ونجد للتسبيح والذكر دلالة فيها.
أمامنا أيام قلائل سرعان ما تذهب وقد لا تعود في حياة بعضنا، لذا علينا استثمارها (وترها وشفعها)، في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره)، وفيها ليلة القدر خير من الف شهر، أي إحْياؤها بالعبادة فهي خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة ، وهذا فضل عظيم تنزل فيها القران (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم)، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). فطوبى لمن أدركها ودعا ربه فغفر له. فأطيلوا القيام في هذه الليالي وأخروا الوتر ان صليتم في جماعة (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وِترا).
وتقبل الله صيامكم وقيامكم.