الوفيات العربية تتركز في 4 دول.. أفريقيا تجنبت الأسوأ وترامب يروج لفحص خاطئ
جو 24 :
كشفت دراسة حديثة أن الرئيس الأميركي كان يروج لآلية فحص لكورونا بعيد جدا عن الدقة، وفي حين تؤكد المؤشرات أن القارة الأفريقية تجنبت الأسوأ تظهر الأرقام أن الوفيات الناتجة عن الفيروس بالدول العربية تتركز في أربع دول.
وتفيد آخر الأرقام بأن فيروس كورونا أصاب 4 ملايين و391 ألفا، توفي منهم أزيد من 300 ألف، فيما تماثل للشفاء أزيد من 1.5 مليون مريض.
وتتصدر الولايات دول العالم على صعيدي الإصابات والوفيات الناتجة عن الفيروس، حيث سجلت حتى الحين نحو 1.4 مليون إصابة وأزيد من 83 ألف وفاة.
وفي سياق متصل، كشفت دراسة أجراها باحثون في معهد "نيو لانغون هلث" في جامعة نيويورك بأن اختبارا سريعا لفيروس كورونا المستجد يروج له الرئيس دونالد ترامب ويستخدم لفحص مسؤولي البيت الأبيض أعطى نتائج سلبية خاطئة في نصف الحالات تقريبا.
الجهاز الذي صنعته مختبرات "أبوت" يظهر نتائج إيجابية في خمس دقائق وسلبية في 13 دقيقة، وأجريت الفحوص بالأجهزة التي تحتاج إلى 45 دقيقة لتعطي النتيجة.
ووجد الباحثون أن اختبار "أبوت" أظهر نتائج سلبية خاطئة في حوالي ثلث الحالات التي نقلت فيها العينة المأخوذة باستخدام مسحة أنفية في محلول سائل، و48% عندما بقيت جافة، وهي الطريقة التي أوصت بها الشركة.
واعترضت المختبرات على نتائج الدراسة التي لم يراجعها بعد باحثون مستقلون، وقالت إنه ليس واضحا أن العينات أخذت بشكل صحيح.
وأوضح الناطق باسم الشركة سكوت ستوفيل أن دراسة أخرى من جامعة ديترويت وجدت أن الاختبار دقيق بنسبة 98%.
وقد حظي اختبار "آي دي ناو" باهتمام واسع عندما حصل على موافقة الجهات التنظيمية وقدمه ترامب في البيت الأبيض في نهاية مارس/آذار الماضي.
خيبة أمل الرئيس
من جهة ثانية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس إن أمله خاب كثيرا في الصين لإخفاقها في احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، مضيفا أن الوباء العالمي يلقي بظلاله على اتفاق التجارة بين البلدين.
وظهر الفيروس أولا في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، واكتسح العالم في الأشهر الأخيرة.
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس اليوم "خاب أملي كثيرا في الصين".
وأضاف "كان يجب ألا يسمحوا لهذا بالحدوث، أبرم اتفاق تجارة عظيم، والآن أقول إن شعوري حياله لم يعد كما كان، بالكاد كان الحبر قد جف ثم جاءت الجائحة".
ووجه الرئيس الأميركي سهام انتقادات لنظيره الصين شي جين بينغ الذي سبق أن قال مرارا إنه على علاقة جيدة به، وقال "لكن حقيقة الأمر، حاليا لا أرغب في التحدث معه".
لغز المناعة الأفريقية
وبينما خلف الفيروس أعدادا هائلة من القتلى والمرضى في أوروبا والأميركتين وآسيا تشير الأرقام إلى أن القارة الأفريقية تجنبت الأسوأ نظرا للعديد من العوامل.
وسجلت القارة أكثر من 70 ألف إصابة أي 1.6% من الحصيلة الإجمالية في العالم، في حين أنها موطن 17% من سكان العالم، وتسبب الفيروس بوفاة حوالي 2500 شخص في أفريقيا.
كما أن دول أفريقيا جنوب الصحراء تسجل أدنى معدل وفيات (أقل من 3% من الحالات بحسب التقديرات) جراء المرض مقارنة بأوروبا.
ويطرح المجتمع العلمي عدة فرضيات للإجابة على لغز عدم تضرر أفريقيا بالفيروس لكن هناك تفسيران رئيسيان: فرض إجراءات العزل بشكل مبكر، وتدني عمر السكان.
وقال ميشال ياو من منظمة الصحة العالمية في برازافيل ردا على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية "اتخذت إجراءات احتواء في وقت مبكر، مما أبطأ منحنى الوباء، معظم الدول طبقت هذه الإجراءات بعد الكشف عن أول حالة تقريبا".
من جهته، قال الدكتور جان-ماري ميلليري خبير الأوبئة والمتخصص بالصحة العامة الاستوائية في أبيدجان "في فرنسا استغرق الأمر 52 يوما بعد الكشف عن أول حالة لاتخاذ إجراءات، وكان هناك بحلول ذلك الوقت 4500 حالة في ساحل العاج وبعد خمسة أيام على ظهور أول حالة تم إغلاق المدارس والحدود، وبعد أسبوع فرض حظر تجول".
التفسير الرئيسي الآخر هو أن 60% من السكان تحت سنة 25 عاما، وقال هذا الاختصاصي "يتراوح متوسط العمر حول 19 عاما، وهناك أيضا متوسط حياة أضعف مع عدد مسنين أقل، وبالتالي حالات أقل، وفيروس أقل انتشارا".
وقال البروفسور عمر سار -وهو أستاذ باحث بكلية الطب في جامعة الشيخ أنتا ديوب في دكار- إنه "في الغرب، الأكثر تضررا كانوا كبار السن". وأضاف أن المسنين غالبا "ما يعانون من أمراض مصاحبة" وهي عوامل تزيد مخاطر كوفيد-19.
هل هناك مناعة أفريقية؟
ليست هناك إجابة قاطعة عن هذا السؤال، لكن البروفيسور عمر سار يقول إن "هناك مناعة متقاطعة بسبب التعرض لفترة طويلة للكائنات الحية الدقيقة المختلفة والتغطية الجيدة باللقاحات، خصوصا لقاح السل، بي سي جي".
ويضيف الدكتور ميلليري "قد يكون هناك أثر مناعة محتمل اكتسب نظرا لضغط العدوى العالمي، هناك الكثير من الأمراض في أفريقيا وبالتالي قد يكون لدى السكان مناعة أقوى من الأوروبيين ضد فيروسات مثل فيروس كورونا المستجد، وتحدث أيضا عن "منافسة في العدوى، حين تكون عدة فيروسات مسببة للأمراض تتنافس فان بعضها قد يعيق تطور الأخرى".
الخسائر العربية
عربيا، تفيد الأرقام بأن الوفيات الناتجة عن الفيروس تتركز في أربع دول، هي مصر والجزائر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقد أعلنت مصر الخميس تسجيل 15 وفاة بكورونا، مما رفع إجمالي الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى 571.
وفي الجزائر، أفادت وزارة الصحة في بيان بتسجيل 7 وفيات جديدة بالفيروس ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 529.
وفي السعودية، سجلت السلطات حتى الحين 283 وفاة جراء فيروس كورونا المستجد.
وفي الإمارات العربية المتحدة، سجلت السلطات حتى 208 وفيات جراء فيروس كورونا المستجد.
وعلى صعيد الإصابات، تبقى السعودية في المرتبة الأولى بـ46 ألفا و869 إصابة، تليها قطربـ28 ألفا و272، ثم الإمارات بـ21 ألفا و84 إصابة، فالكويت التي سجلت حتى الحين 11 ألفا و975 إصابة.
المصدر : وكالات