ما حقيقة انتقال كورونا عبر الأسطح وتوصيات الصحة العالمية بهذا الشأن؟
منظمة الصحة العالمية نشرت في 15 مايو/أيار الجاري "توجيها مؤقتا" حمل عنوان "تنظيف وتطهير الأسطح البيئة في سياق كوفيد-19".
يتناول التوجيه توصيات وتوجيهات بشأن تطهير الأسطح لمواجهة انتشار كوفيد-19 الذي أصاب نحو أربعة ملايين و772 ألف شخص توفي منهم نحو 315 ألف شخص وتعافى نحو مليون و844 ألفا آخرين.
التوجيه المؤقت للمنظمة الأممية بدأ بخلفية عن الفيروس قائلا إن: "مرض كوفيد-19 هو عدوى تنفسية يسببها فيروس سارس-كوف-2 والمعروف باسم كوفيد-19".
وتابعت: "ينتقل فيروس كوفيد-19 بصورة أساسية عبر التواصل الجسدي اللصيق وقطرات الرذاذ التنفسي. بينما الانتقال عبر الهواء محتمل خلال الإجراءات الطبية لتوليد الهباء الجوي".
استطرد التوجيه قائلا إنه "في وقت النشر للتوجيه، لم يتم ربط انتقال فيروس كوفيد-19 بشكل قاطع بالأسطح البيئية الملوثة في الدراسات المتاحة. ومع ذلك اطلعت وثيقة التوجيه المؤقت على دليل بشأن تلوث الأسطح في منشآت الرعاية الصحية ومن خلال التجارب السابقة مع الأسطح الملوثة التي جرى ربطها لاحقا بانتقال العدوى لفيروسات أخرى من العائلة التاجية(فيروسات كورونا)".
وتابعت "بالتالي يهدف التوجيه إلى تقليل أي دور يمكن أن يضطلع بها أدوات العدوى في نقل كوفيد-19 في مرافق الرعاية الصحية والمنشآت العادية".
وقالت المنظمة إن " فيروس سارس-كوف-2 مثل باقي فيروسات عائلة كورونا هو فيروس مغلف بغلاف دهني خارجي هش ما يجعله أكثر عرضة للتأثر بالمطهرات مقارنة بالفيروسات الأخرى التي لا تحتوي على غلاف مثل فيروس الروتا والنوروفيروس وفيروس شلل الأطفال".
وذكرت المنظمة أن هذا التوجيه "يستهدف العاملين في الرعاية الصحية واختصاصي الصحة العامة والسلطات الصحية التي تطور وتنفذ سياسات وإجراءات التشغيل القياسية بشأن تنظيف وتطهير الأسطح البيئية في سياق كوفيد-19".
وقال التوجيه إن " الأسطح البيئية أكثر عرضة للتلوث بالفيروس المسبب لكوفيد-19 في مرافق الرعاية الصحية حيث تجرى إجراءات طبية معينة. وبالتالي فإن هذه الأسطح خاصة التي يجري رعاية مرضى كوفيد-19 فيها يجب أن تنظف وتطهر بشكل صحيح لمنع انتقال المرضي. وبالمثل، فإن هذه النصائح تنطبق على المرافق البديلة لعزل الأشخاص المصابين بكوفيد-19 والذين يعانون من حالة مرضية بدون مضاعفات ومعتدلة، بما في ذلك المنازل والمرافق غير التقليدية".
وأشارت المنظمة إلى أنه جرى "ربط انتقال الفيروس المسبب لكوفيد-19 بالاتصال الوثيق بين الأفراد في الأماكن المغلقة مثل المنازل والمرافق الصحية وبيئات دور الرعاية والمنشآت السكنية".
وقالت المنظمة إنه " لا يوصى برش أو تبخير المساحات الخارجية مثل الشوارع والأسواق، لقتل الفيروس المسبب لكوفيد-19 أو أي مسببات أمراض أخرى نظرا لأن التظهير لن يكون فعالا بسبب الأوساخ والركام ولن يكون ممكنا يدويا تنظيف ورفع كل الأشياء الطبيعية من كل تلك المساحات".
وتابعت المنظمة: "علاوة على ذلك، فإن رش الأسطح المسامية مثل أرصفة المشاة والممرات غير المعبدة سيكون أقل فاعلية هو الآخر. وحتى في ظل عدم وجود عناصر طبية فإنه من غير المحتمل أن يغطي الرشي الكيماوي بشكل دقيق كل الأسطح لمدة الاتصال اللازمة من أجل القضاء على مسببات الأمراض".
وتابع التوجيه أنه "بالإضافة إلى ذلك فإن الشوارع والأرصفة لا تعتبر مخازن للعدوى المسببة لكوفيد-19، كما أن رش المطهرات حتى في الأماكن الداخلية ربما يكون ضارا على صحة الإنسان".
وقالت المنظمة أنه لا توجد أدلة على أن مستوى مسببات عدوى كوفيد-19 في المرافق الصحية تكافئ مثيلاتها في المرافق غير الصحية إلا أنها أوصت بـ" ضرورة تقليل احتمالية التلوث بالفيروس المسبب لكوفيد-19 في المرافق التي ليست مخصصة للرعاية الصحية مثل المنازل والمكاتب والمدارس والصالات الرياضية والمطاعم".
وأضافت المنظمة أن " الأسطح التي يجري لمسها بكثرة في المرافق العادية يجب أن تعطى أولوية في عملية التطهير، بما في ذلك مقابض الأبواب والنوافذ، والمطابخ ومناطق إعداد الطعام وأسطح المناضد وأسطح الحمامات ومقاعد الحمام وصنابير المياه وشاشات الأجهزة الشخصية التي تعمل باللمس ولوح مفاتيح أجهزة الكمبيوتر وأسطح مكاتب العمل".
واستعرضت المنظمة خلال التوجيه النسب الدقيقة التي يجب استخدامها في مواد التطهير والتنظيف وكيفية تحضيرها وتوصيات الاستخدام.
واحتوى توجيه المنظمة على معلومات مستقاة من 49 مرجعا معتمدا