طوارئ المدينة الطبية: 50 يوما والمسافة صفر بين 100 طبيب وممرض و25 ألف مراجع
جو 24 :
لم تتوقف سيارات الإسعاف منذ 15 من آذار الماضي حتى اليوم، وهي تنقل المرضى إلى طوارئ مدينة الحسين الطبية، ويستقبلها 100 طبيب وممرض وفني، والمسافة بينهما صفر، الواقي بعد الله هو أدوات السلامة العامة فقط، ليصل العدد الإجمالي للمراجعين خلال 50 يوما إلى 25 ألف مراجع.
لم تغلق أبواب قسم الطوارئ في مدينة الحسين بالخدمات الطبية الملكية منذ 1200 ساعة عمل، رغم حظر التجول وأوامر الدفاع، وجائحة كورونا، تناوب عليها كادر من الأطباء والممرضين والفنيين؛ لتقديم العلاج لكل حالة طارئة ألمت بالإنسان على هذا التراب.
وكالة الأنباء الأردنية "بترا" تواجدت برفقة رئيس قسم الطوارئ في المدينة الطبية، العقيد الطبيب عبدالله شاهر المهيرات، اليوم الثلاثاء، وشهدت قصة أخرى من مواجهات الجيش العربي على خط الدفاع الأول؛ لحماية الإنسان من خطر وباء فيروس كورونا المستجد، ورغم خطورة الفيروس، والإصابات المخفية التي قد تلازم المراجعين، إلا أن العمل يمضي بنجاح والتزام وصبر وعزيمة.
يقول المهيرات إن كل مستشفى من مستشفيات الخدمات الطبية الملكية، سواء تلك التي في الأطراف أو المركزية، يوجد بها قسم طوارئ متخصص، ومجهز بأجهزة حديثة، وبإشراف مباشر من قبل أطباء متخصصين في طب الطوارئ والاسعاف.
وبين أن طوارئ مدينة الحسين الطبية هي من أقسام الطوارئ الكبيرة في المملكة، فكان من الجدير بها الاستعداد التام، لمواجهة الفيروس، وتم استقبال توجيهات مدير عام الخدمات الملكية، واستحداث عيادة خاصة لمرضى فيروس كورونا، والأخذ بعين الاعتبار أنها يجب أن تكون بمعزل عن باقي الاقسام تجنبا للاختلاط وللحد من انتشار العدوى.
ولفت إلى ان آلية العمل كانت تتم باستقبال المريض، وعمل الفحوصات السريرية والمخبرية والشعاعية وفي حال التثبت من اصابته، يتم نقل المصاب إلى مركز العزل في مدينة الحسين الطبية بوساطة سيارات اسعاف مخصصة لذلك. وأكد أن قسم الطوارئ استطاع خلال جائحة كورونا استقبال مراجعيه المعتادين مثل مرضى القلب وذوي الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى تمكنه من التعامل مع الحالات الحرجة والمستعجلة مثل، حوادث السير وعمليات إنعاش القلب والرئتين، وما كان ذلك ليتم باحترافية إلا بتكافل كوادره الطبية والتمريضية، والذين تم توزيعهم على مناوبات صباحية ومسائية؛ حيث كانت كل مناوبة تضم 27 ممرضا وفنيا و15 طبيبا من مختلف التخصصات الفرعية والرئيسية.
وبين أن طوارئ مدينة الحسين الطبية تشهد على مدار الساعة كثافة بالمراجعين؛ حيث كانت قادرة على استقبال ما يقارب 500 حالة يوميا خلال جائحة كورونا وهو ما يتوافق مع قدرتها الاستيعابية؛ إذ تحتوي على 54 سريرا، وكانت تقوم بإدخال ما معدله 50 مريضا الى مختلف مراكز المدينة.
لا يخفي المهيرات المواجهة الصعبة التي تمت بين الكوادر الطبية في أقسام الطوارئ مع فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى اكتشاف حالات مفاجئة للفيروس أثناء عمل الفحوصات الاعتيادية في مركز الطوارئ، لكن الخطر مسيطر عليه خاصة مع الاجراءات الوقائية والتي حرصت جميع الكوادر ابتداء من الاطباء والممرضين والفنيين وصولا الى عمال التدبير على الالتزام بها طيلة فترة الجائحة ولم يستخفوا بها؛ لأنهم على دراية ووعي تام بأن كل مريض يعامل معاملة المشتبه به بالإصابة حتى يثبت العكس.
وأكد أن عددا كبيرا من هذه الكوادر الطبية كانت على تواصل مباشر مع مرضى فيروس كورونا، ولازموا اللباس الواقي والحامي لهم والذي لم يفارقهم طيلة فترات عملهم، ولساعات طويلة وصلت الى 15 ساعة، والهدف الأساسي هو إدامة مرفق حيوي طبي، وتخفيف آلام المرضى والابتعاد عن دائرة الخطر حتى اكتشاف الفيروس والقضاء عليه.
وأكد أن قسم الطوارئ في مدينة الحسين الطبية أخذ قلق روادها حيال فيروس كورونا بعين الاعتبار، فكان حريصا بشكل تام على التعقيم المستمر، واستطاع الالتزام بذلك بالتعاون مع سلاح الهندسة الملكي، الذي قدم جهدا كبيرا للإبقاء على الأمان الصحي لكل من يدخل هذه الأقسام.
وقال إن ما مرت به كوادر قسم الطوارئ من ضغوط عملية ونفسية واجتماعية، لا يستطيع أي منا إنكارها، ولكنها استطاعت تخطي ذلك بالتعاضد والتكاتف مع بعضها البعض وبالدعم المقدم لها من الهيئات والسلطات العليا والشعب الأردني وكل من ارتاد هذا الصرح الطبي الكبير الذي يبلغ عمره اليوم نحو 50 عاما، كل ساعة فيه تشهد على انجاز طبي عظيم وكبير.
حرب الأردن مع فيروس كورونا مستمرة؛حيث سجلت حتى 18 من أيار الحالي 613 إصابة بالفيروس، تعافى منهم 407 أشخاص، وتوفي 9 منهم، وبقي 131 مصابا تحت الإشراف الطبي الكامل في مستشفيات المملكة، وعالميا بلغ عدد المصابين بالفيروس نحو 5 ملايين مصاب ونحو 320 ألف وفاة.
وتعتبر المدينة الطبية أول مدينة متخصصة عربية، وتتبع للخدمات الطبية الملكية -القوات المسلحة الأردنية- وتضم كادرا طبيا يصل إلى نحو ألف أخصائي وممرض وإداري، وتمنح درجات الاختصاص في الطب لمعظم التخصصات، وهي مزودة بعقود طبية مع مؤسسات طبية دولية لزيادة الخبرة والتدريب لديها في المجالات الطبية كافة. وأجريت في مدينة الحسين الطبية أولى عمليات زراعة الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط، حيث سجلت فيها عملية زراعة القلب مطلع الثمانينات من القرن الماضي، رغم أنها كانت في وقتها مقتصرة على الدول المتطورة طبيا.
--(بترا)
لم تغلق أبواب قسم الطوارئ في مدينة الحسين بالخدمات الطبية الملكية منذ 1200 ساعة عمل، رغم حظر التجول وأوامر الدفاع، وجائحة كورونا، تناوب عليها كادر من الأطباء والممرضين والفنيين؛ لتقديم العلاج لكل حالة طارئة ألمت بالإنسان على هذا التراب.
وكالة الأنباء الأردنية "بترا" تواجدت برفقة رئيس قسم الطوارئ في المدينة الطبية، العقيد الطبيب عبدالله شاهر المهيرات، اليوم الثلاثاء، وشهدت قصة أخرى من مواجهات الجيش العربي على خط الدفاع الأول؛ لحماية الإنسان من خطر وباء فيروس كورونا المستجد، ورغم خطورة الفيروس، والإصابات المخفية التي قد تلازم المراجعين، إلا أن العمل يمضي بنجاح والتزام وصبر وعزيمة.
يقول المهيرات إن كل مستشفى من مستشفيات الخدمات الطبية الملكية، سواء تلك التي في الأطراف أو المركزية، يوجد بها قسم طوارئ متخصص، ومجهز بأجهزة حديثة، وبإشراف مباشر من قبل أطباء متخصصين في طب الطوارئ والاسعاف.
وبين أن طوارئ مدينة الحسين الطبية هي من أقسام الطوارئ الكبيرة في المملكة، فكان من الجدير بها الاستعداد التام، لمواجهة الفيروس، وتم استقبال توجيهات مدير عام الخدمات الملكية، واستحداث عيادة خاصة لمرضى فيروس كورونا، والأخذ بعين الاعتبار أنها يجب أن تكون بمعزل عن باقي الاقسام تجنبا للاختلاط وللحد من انتشار العدوى.
ولفت إلى ان آلية العمل كانت تتم باستقبال المريض، وعمل الفحوصات السريرية والمخبرية والشعاعية وفي حال التثبت من اصابته، يتم نقل المصاب إلى مركز العزل في مدينة الحسين الطبية بوساطة سيارات اسعاف مخصصة لذلك. وأكد أن قسم الطوارئ استطاع خلال جائحة كورونا استقبال مراجعيه المعتادين مثل مرضى القلب وذوي الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى تمكنه من التعامل مع الحالات الحرجة والمستعجلة مثل، حوادث السير وعمليات إنعاش القلب والرئتين، وما كان ذلك ليتم باحترافية إلا بتكافل كوادره الطبية والتمريضية، والذين تم توزيعهم على مناوبات صباحية ومسائية؛ حيث كانت كل مناوبة تضم 27 ممرضا وفنيا و15 طبيبا من مختلف التخصصات الفرعية والرئيسية.
وبين أن طوارئ مدينة الحسين الطبية تشهد على مدار الساعة كثافة بالمراجعين؛ حيث كانت قادرة على استقبال ما يقارب 500 حالة يوميا خلال جائحة كورونا وهو ما يتوافق مع قدرتها الاستيعابية؛ إذ تحتوي على 54 سريرا، وكانت تقوم بإدخال ما معدله 50 مريضا الى مختلف مراكز المدينة.
لا يخفي المهيرات المواجهة الصعبة التي تمت بين الكوادر الطبية في أقسام الطوارئ مع فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى اكتشاف حالات مفاجئة للفيروس أثناء عمل الفحوصات الاعتيادية في مركز الطوارئ، لكن الخطر مسيطر عليه خاصة مع الاجراءات الوقائية والتي حرصت جميع الكوادر ابتداء من الاطباء والممرضين والفنيين وصولا الى عمال التدبير على الالتزام بها طيلة فترة الجائحة ولم يستخفوا بها؛ لأنهم على دراية ووعي تام بأن كل مريض يعامل معاملة المشتبه به بالإصابة حتى يثبت العكس.
وأكد أن عددا كبيرا من هذه الكوادر الطبية كانت على تواصل مباشر مع مرضى فيروس كورونا، ولازموا اللباس الواقي والحامي لهم والذي لم يفارقهم طيلة فترات عملهم، ولساعات طويلة وصلت الى 15 ساعة، والهدف الأساسي هو إدامة مرفق حيوي طبي، وتخفيف آلام المرضى والابتعاد عن دائرة الخطر حتى اكتشاف الفيروس والقضاء عليه.
وأكد أن قسم الطوارئ في مدينة الحسين الطبية أخذ قلق روادها حيال فيروس كورونا بعين الاعتبار، فكان حريصا بشكل تام على التعقيم المستمر، واستطاع الالتزام بذلك بالتعاون مع سلاح الهندسة الملكي، الذي قدم جهدا كبيرا للإبقاء على الأمان الصحي لكل من يدخل هذه الأقسام.
وقال إن ما مرت به كوادر قسم الطوارئ من ضغوط عملية ونفسية واجتماعية، لا يستطيع أي منا إنكارها، ولكنها استطاعت تخطي ذلك بالتعاضد والتكاتف مع بعضها البعض وبالدعم المقدم لها من الهيئات والسلطات العليا والشعب الأردني وكل من ارتاد هذا الصرح الطبي الكبير الذي يبلغ عمره اليوم نحو 50 عاما، كل ساعة فيه تشهد على انجاز طبي عظيم وكبير.
حرب الأردن مع فيروس كورونا مستمرة؛حيث سجلت حتى 18 من أيار الحالي 613 إصابة بالفيروس، تعافى منهم 407 أشخاص، وتوفي 9 منهم، وبقي 131 مصابا تحت الإشراف الطبي الكامل في مستشفيات المملكة، وعالميا بلغ عدد المصابين بالفيروس نحو 5 ملايين مصاب ونحو 320 ألف وفاة.
وتعتبر المدينة الطبية أول مدينة متخصصة عربية، وتتبع للخدمات الطبية الملكية -القوات المسلحة الأردنية- وتضم كادرا طبيا يصل إلى نحو ألف أخصائي وممرض وإداري، وتمنح درجات الاختصاص في الطب لمعظم التخصصات، وهي مزودة بعقود طبية مع مؤسسات طبية دولية لزيادة الخبرة والتدريب لديها في المجالات الطبية كافة. وأجريت في مدينة الحسين الطبية أولى عمليات زراعة الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط، حيث سجلت فيها عملية زراعة القلب مطلع الثمانينات من القرن الماضي، رغم أنها كانت في وقتها مقتصرة على الدول المتطورة طبيا.
--(بترا)