اعتراف صيني بتدمير عينات لكورونا.. والفيروس يسبب جلطات دموية مميتة
جو 24 :
تستمر المعطيات بالتكشف حول فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض "كوفيد-19″، آخرها أن الصين دمرت بعض العينات الأولى للفيروس، بعد أن اعتبرت المرض خطيرا للغاية بحيث لا يمكن التعامل معه في بعض المرافق. واكتشف علماء أن فيروس كورونا يتسبب في حدوث جلطات دموية مميتة.
ووفقا لتقرير في مجلة "نيوزويك" الأميركية، قال الكاتب توم أوكونور إن الصين اعترفت بأنها دمرت بعض العينات من فيروس كورونا في المراحل الأولى من تفشي المرض، لكنها تحدت ادعاءات الولايات المتحدة التي زعمت أن ما قامت به الصين جزء من عملية تستر.
وقال التقرير إن المسؤول في قسم العلوم والتعليم في اللجنة الوطنية للصحة الصينية، ليو دنغ فنغ، صرح في مؤتمر صحفي يوم الجمعة في بكين بأن الحكومة الصينية أصدرت أمرا في الثالث من يناير/كانون الثاني يقضي بالتخلص من عينات فيروس كورونا المستجد في بعض المنشآت غير المؤهلة للتعامل مع مثل هذه الأمراض شديدة العدوى، وذلك كإجراء "لتفادي الخطر الذي قد يهدد السلامة البيولوجية في المختبر وتجنب الكوارث الثانوية الناجمة عن مسببات الأمراض المجهولة".
وأوضح ليو أن هذه الخطوة جاءت بعد أن صنف فيروس كورونا المستجد من الدرجة الثانية أو "شديد العدوى"، وذلك بناء على توصيات وبحوث الخبراء. وأضاف أن هذا القرار اقتضى "متطلبات واضحة بشأن تدمير مسبب المرض" من أجل تجنب إمكانية وقوع حادث أو تسرب.
أعراض طويلة الأمد
ومع استمرار الأبحاث تبين أن هناك أعراضا جديدة ولم تكن معروفة لمرض "كوفيد-19″، منها حدوث اضطراب في المعدة وطنين في الأذن ووخز وضيق في التنفس ودوار والتهاب في مفاصل اليدين.
وفي تقرير نشرته صحيفة غارديان البريطانية، قال الكاتب لوك هاردينغ إن أحدث الأبحاث أظهرت أن شخصا من كل 20 مصابا بفيروس كورونا عانى من أعراض متقطعة دامت لفترة طويلة، دون أن يحدد الباحثون حتى الآن على وجه الدقة ما إذا كانت الفترة الطويلة تعني شهرين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك.
ووفقا للبروفيسور تيم سبيكتور من كلية كينغز لندن، يعاني عدد لا يستهان به من المصابين بفيروس كورونا المستجد من أعراض تستمر معهم لفترة طويلة. ويؤكد سبيكتور -الذي يترأس مجموعة بحثية في كلة كينغز لندن طورت تطبيقا لمراقبة مرضى كورونا وأظهر أن ما يقرب من 200 ألف شخص عانوا من الأعراض لمدة ستة أسابيع.
وأكد الكاتب أن العديد من المصابين بهذا المرض لا يعانون من الحمى والسعال، إنما يصابون بآلام في العضلات وبالتهاب في الحلق وبالصداع.
ووفقا للدكتورة لين تورنر ستوكس، المختصة في طب إعادة التأهيل في كلية كينغز، يعد فيروس كورونا من نوعية الأمراض التي يمكن أن تصيب أي عضو في الجسم.
وتضيف أن سبب استمرار أعراض المرض لفترة طويلة في بعض الحالات لا يزال غير واضح تماما، لكن أحد التفسيرات هو أن جهاز المناعة في الجسم يستنزف من خلال عمله المستمر على مقاومة الفيروس.
أدوية علاج تخثر الدم
وفي تطور غير متوقع، وجد أطباء بريطانيون أن أدوية علاج تخثر الدم يمكن أن تساعد في إنقاذ حياة مرضى فيروس "كوفيد-19″، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، للكاتبين توم مورغان وإدوارد مالنيك.
وحقق المختصون في لندن هذا الإنجاز بعد اكتشاف أن فيروس كورونا يتسبب في حدوث جلطات دموية مميتة في كل مصاب وقع إجراء اختبار عليه باستخدام التصوير المقطعي المحوسب عالي التقنية، وكانت حالته خطيرة.
وأفادت صحيفة "التلغراف" بأنه من المقرر أن تصدر هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا إرشادات جديدة حول أدوية تخثر الدم للمستشفيات، والتي من المحتمل أن يتم إعطاؤها بجرعات أعلى وبصفة مدروسة للمرضى الذين تكون حالاتهم خطيرة في نهاية المطاف.
وأوضح تقرير الصحيفة أن المختصين في قسم الفشل التنفسي الحاد في مستشفى رويال برومبتون أنشؤوا الرابط الأكثر وضوحا حتى الآن بين فيروس "كوفيد-19" وتجلط الدم باستخدام تقنية التصوير المقطعي المحوسب لالتقاط صور لوظائف الرئة في مرضاهم المصابين بحالات خطيرة.
وكانت النتيجة أن جميع أولئك الذين وقع اختبارهم يعانون من نقص تدفق الدم، مما يشير إلى وجود تخثر داخل الأوعية الصغيرة في الرئة. هذا ما يفسر جزئيا سبب وفاة بعض المرضى بسبب فشل الرئة الناجم عن نقص الأكسجين في الدم، وفق ما قاله الأطباء لصحيفة التلغراف.
من جهته، قال البروفيسور بيتر أوبينشو، المختص في الطب التجريبي "إن هذا التخثر داخل الأوعية هو تطور سيئ لم نشهده من قبل مع العديد من الفيروسات الأخرى. إنه يفسر نوعا ما الصورة السريرية غير العادية التي يقع ملاحظتها مع الناس الذين يعانون من نقص التأكسج، وهي أن نسبة الأكسجين لديهم منخفضة جدا ولكنهم لا يعانون بالضرورة من صعوبة التنفس. وهذا يتناسب مع وجود مشكلة في الأوعية الدموية".
وفسر الكاتبان أنه نتيجة للدليل الجديد، سيتم التسريع في إجراء التجارب السريرية العشوائية لاختبار أدوية تخثر الدم على مرضى فيروس "كوفيد-19" باعتبارها جزءا من مجموعة الأبحاث العاجلة للحكومة التي تتناول الحلول المحتملة للطوارئ الصحية العالمية.
في المقابل، أكد الأطباء المشاركون في هذا الاكتشاف في مستشفى رويال برومبتون الحاجة إلى الاستخدام الحذر لأدوية تخثر الدم، التي يمكن أن تكون لها عواقب مميتة.
وقال الدكتور بريجيش باتل، أحد أطباء العناية المركزة البارزين في مستشفى رويال برومبتون: "أعتقد أنه من المهم إدخال أدوية تخثر الدم التي تكون مرتبطة بفيروس كوفيد-19، لكن عليك القيام بذلك بالطريقة الصحيحة، وإلا فقد تتسبب في ضرر".
وكشف الكاتبان أنه يتم إعطاء جرعات صغيرة من الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي ( low-molecular-weight heparin (LMWH، المستخدم لتقليل خطر تجلط الدم والانسداد الرئوي، للمرضى الموجودين في المستشفيات بالفعل، ويرجع ذلك جزئيا إلى طول الوقت الذي يقضونه دون حركة في السرير.
الحَر لن يكفي
ختاما خلص باحثون في جامعة برينستون الأميركية في دراسة نشرتها مجلة "ساينس"العلمية إلى أن الحر في فصل الصيف لن يكون كفيلا وحده بإنقاذ النصف الشمالي من الكرة الأرضية من وباء "كوفيد-19".
وكانت دراسات إحصائية أجريت في الأشهر الأخيرة، أقامت رابطا طفيفا بين المناخ والوباء. فكلما ارتفعت الحرارة والرطوبة تراجع انتشار الفيروس، إلا أن هذه النتائج لا تزال تمهيدية ولم يكشف بعد أساس الرابط البيولوجي بين المناخ وفيروس كورونا.
ونماذج المحاكاة التي نشرتها مجلة "ساينس" لا تستبعد هذا الرابط كليا لكنها تعتبره من دون أهمية كبرى حاليا.
وقالت المعدة الرئيسية للدراسة رايشتل بايكر الباحثة في برينستون في بيان صادر عن الجامعة "نرى أن المناخات الأكثر حرا ورطوبة لن تبطئ الفيروس في المراحل الأولى من الجائحة".
ويلعب المناخ خصوصا الرطوبة دورا في انتشار فيروسات كورونا أخرى والإنفلونزا إلا أن هذا العامل يتوقع أن يكون محدودا مقارنة مع عامل آخر أهم بكثير مع الوباء الحالي، وهو المناعة الجماعية الضعيفة جدا حيال فيروس كورونا المستجد.
وأضافت الباحثة "الفيروس سينتشر بسرعة مهما كانت الظروف المناخية".
وفي غياب إجراءات الوقاية أو اللقاح سيصيب الفيروس تدريجا جزءا أكبر من السكان على ما يفيد معدو الدراسة، مشيرين إلى أنه بعد ذلك قد يصبح موسميا مثل الفيروسات الأخرى من العائلة نفسها.
وقال الأستاذ الجامعي براين عينفل "فيروسات كورونا البشرية الأخرى مثل الزكام تعتمد بشكل كبير على العوامل الموسمية وتبلغ ذروتها في الشتاء، خارج المناطق المدارية. وفي حال كان فيروس كورونا المستجد موسميا -كما هو مرجح- يمكننا توقع أن يصبح فيروسا شتويا بعد إصابة الكثير من أفراد المجتمع".
المصدر : الفرنسية + ديلي تلغراف + غارديان + نيوزويك