قد يصبح العنف سلوكا صحيا لطفلك.. لكن انتبهي لهذه الألعاب
يجد بعض الأطفال ملاذهم في الألعاب العنيفة دون الشعور بأي تذمر، لكن هذه السلوكيات لن ترضي الأمهات بأي حال، لكن ماذا لو علمن أن السلوكيات العنيفة قد تصبح صحية لأطفالهن. ربما تكون بعض المعلومات مفيدة للأمهات حول كيفية إدارة السلوك العنيف للأطفال بصورة مناسبة.
اللعب العنيف
قد يفاجئك أن اهتمام طفلك بالعنف الخيالي يمكن أن يكون طبيعيا أو حتى صحيا، حسب ما ذكرت الكاتبة المتخصصة بتحسين سلوك الأطفال لجين كاتش التي أكدت أن أفضل وقت لدى ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات هو اللعب في الفناء بعد الرسم.
وتابعت كاتش "ركضت مع الفتيات إلى الفناء وسمعت صرخات مبتهجة وكثيرا من الضرب بالعصى، فتوجهت إليها وسألتها إذا كانت تحتاج إلى وجبة خفيفة عندما تنتهي من البحث عن الأشرار، لتجيب بابتسامة رائعة: نحن الأشرار، لدينا بنادق، ونحن من نطلق النار على الجميع في القرية"، في هذه اللحظة فكرت كاتش هل تصادر العصي؟ أم تخبرهن أن هذه اللعبة ضد قواعد المنزل، أم تتصل بآباء صديقاتها لتخبرهم بأن البنات ظهر عليهنّ ميول القتل الجماعي؟.
أجابت كاتش، لا شيء مما سبق، فالأطفال يفضلون لعب دور الأشرار لأنهم يستكشفون قوتهم، فقد يستمتع الأطفال بالعنف الخيالي مثل هاري بوتر الذي يشن حروب حياة أو موت ضد الشر.
أما ما نقلق بشأنه فهو العنف الحقيقي مثل إطلاق النار في المدارس والتهديدات بالقنابل، فعليك أن تتساءل عما إذا كانت هذه الخيالات العنيفة صحية أم لا وكيفية التعامل معها؟
متى يصبح العنف صحيا؟
بحسب موقع "بيرنتس" (Parents)، يقول الطبيب النفسي مايكل تومسون إن "العنف هو محاولة لإيذاء شخص ما، لكن اللعب -بحكم تعريفه- فهو شيء ممتع، فإذا كان الأطفال يلعبون ولم يخف أحد أو يصاب بمكروه فهذا ليس عنفا".
ويتفق الخبراء على أن هذا النوع من اللعب هو جزء أساسي من تكوين شخصية الطفل، وتقول كاتش "لا يستطيع الأطفال دائما التعبير عن أفكارهم، لذلك يتعاملون مع الموضوعات التي تثير قلقهم أو تقلقهم من خلال اللعب".
لا تفترض أن لعبة الطفل التي تعتمد على بنادق أو موت تعني الشيءنفسهبالنسبة له ولك، وحسب تومسون، فإنه لا يمكن للأطفال أن يدركوا تماما دوام الموت حتى يبلغوا ما بين 6 و9 أعوام، فعلى سبيل المثال لعبة عن اصطدام طائرة في مبنى لا تثير ذكريات 11 سبتمبر بالنسبة له، فقد يكون مجرد شيء يبدو ممتعا.
وفي كتاب لها حول الآثار الصحية لعنف الأطفال، قالت كاتش "أسوأ شيء يمكننا القيام به هو إعطاء الأطفال إحساسا بأن حياتهم الخيالية سيئة أو خاطئة"، لافتة إلى أن الألعاب العنيفة ليست علامة على عقل مضطرب.
من ناحية أخرى، تقول الطبيبة النفسية كارلا فير، إن اللعب العدواني قد يوفر للأطفال طريقة للعمل من خلال عواطفهم.
العنف الضار بالطفل؟
تقول ديان ليفين أستاذة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في كلية ويلوك، في بوسطن، "ينبغي أن تكوني على اتصال بأنشطة طفلك، حيث يمكنك من خلالها أن تعرفي الاهتمامات التي تبهر طفلك وما يدور في ذهنه، سواء كانت لعبة الفيديو الجديدة أو أنشطة أخرى يجب متابعتها".
ويبدأ الخبراء في القلق بشأن الألعاب العنيفة إذا كان الطفل يقوم بنشاط عنيف متكرر، إذ تبدو اللعبة العنيفة عالقة في ذهنه طوال الوقت.
تقول الطبيبة النفسية كارلا فير إنه في هذه الحالة، يمكنك مساعدة طفلك على التوصل إلى حل لهذه المسألة، وطرح أسئلة مثل: هل يمكن للبطل تطوير قوة عظمى لهزيمة الأشرار؟ هل يمكن لشخصية جديدة مثل الطبيب، أن تأتي للمساعدة في إنقاذ شخصية تتأذى باستمرار؟ وإذا كان النشاط مرتبطا بتجربة مؤلمة، أو إذا تعرض طفلك لعنف حقيقي، فينبغي التفكير سريعا في إيجاد معالج لمساعدة طفلك للسيطرة على مشاعره وانفعالاته.
ستحتاجين أيضا إلى مراقبة ما إذا كان طفلك يؤذي شخصا ما، قد يكون ذلك علامة على أنه يواجه مشكلة في تنظيم عواطفه، وانتبهي أيضا إذا ما كانت مواضيع القصة العنيفة تستهدف طفلا بعينه.
كلمات مزعجة
إذا سمعت كلمات مزعجة في لعب طفلك، مثل "انفجر الرأس"، "تمزقت أطرافه"، فإن السؤال الذي يجب أن تطرحيه على طفلك: من أين تحصل على هذه المصطلحات؟ فمن المحتمل أن تكون وسائل الإعلام أو أفلام الكرتون أو ألعاب الفيديو لها دور في ذلك، حيث يمكن أن ينشأ العنف بطرق غير متوقعة.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو الطريقة التي يمكن للأطفال من خلالها التركيز على صور معينة، فهم قد لا يتمكنون من التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف، لذا تنصح كاتش بتقليل المحتوى العنيف على الشاشات قبل سن الثامنة وأن تكون حكيما حتى مع الأطفال الأكبر سنا.
وتقترح ليفين تقديم الكثير من البدائل في مرحلة ما قبل المدرسة، عبر الكتب والألعاب والأفلام التي لا تتضمن محتوى عنيفا.