عندما ينشغل وزير العمل بما هو أعمق وأهم من قضايا العمال!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية_ وزير العمل، نضال البطاينة، منشغل تماما ولا وقت لديه على الإطلاق، على ما يبدو، للرد على استفسارات الإعلام، حول الانتهاكات والتجاوزات التي يتعرض لها العاملون في مختلف المنشآت والمؤسسات. قد يكون الوزير مهتما بقضايا فلسفية أكثر عمقا، جعلته ينسى، أو لنقل يسهو، عن كونه هو رئيس الفريق الوزاري لاستمرارية العمل، وأنه جاء إلى منصبه أساسا لمتابعة هذه الشكاوى، والتعامل معها؟!
لا ندري ما هي القضايا التي تشغل بال الوزير، و"تجبره" على تجاهل اتصالات وسائل الإعلام المتكررة، حول المخالفات المستمرة، وتظلمات العاملين المتواصلة، والتي كانت آخرها رفض إدارة المدارس العالمية صرف رواتب المعلمين منذ ثلاثة أشهر. الأردن 24 حاولت المستحيل للتواصل مع معاليه بهدف معالجة القضية، ولكن دون جدوى. على الأرجح هنالك ما يشغل وقته الثمين، أكثر من لقمة عيش من وجد منصبه لخدمتهم؟!
مادام الوزير البطاينة منشغلا إلى هذه الدرجة، ولا يملك الوقت الكافي للرد على هاتفه، أو الرسائل الواردة إليه، حول مختلف الشكاوى والتظلمات، فقد يكون من الأجدى أن يتفرغ لما يشغل باله، ويترك هذا المنصب الذي لا "يرقى" إلى مستوى اهتماماته وأولوياته، لمن يريد حقا أن يعمل!
لا معنى للتصريحات الاستعراضية التي يتباهى بها البطاينة عبر شاشات الإعلام الرسمي، مادام أساسا يتجاهل الإعلام والشكاوى الواردة إليه. الرجل يفتي عبر تلك الشاشات بأن 91٪ من المشتكين استلموا رواتبهم، و70٪ من المسرحين عادوا إلى أعمالهم، ولكن للواقع رأي مختلف تماما، وقد حاولنا التواصل مع معاليه لوضعه بصورة الحقائق، غير أن تجاهله الدائم لا يترك سوى تفسيرا وحيدا، مفاده أن الوزير منهمك تماما بملفات أخرى، قد لا تكون لها صلة بالعمل والعمال، ربما هي ما يشغل جل وقته وتفكيره!!
البلاد تعيش في ظل قانون دفاع منذ نحو ثلاثة أشهر. ورغم أوامر الدفاع الواضحة والمباشرة، يستمر استغلال العاملين وسلب مستحقاتهم دون وجه حق.. ووزير العمل منشغل بعوالم لا صلة لها بما يجري على أرض الواقع، ويعتقد أن وقته أثمن من الرد على الإعلام والتعامل مع ما يرده من شكاوى ومعلومات.. فما العمل يا رئاسة لجنة استمرارية العمل؟!
لماذا لا يتفرغ البطاينة لما يشغله من قضايا، طالما أن استحقاقات منصبه لا تلبي طموحه، ليترك المجال لمن يقبل أن يتكرم ويتعاطف مع حقوق العمال، ويتابع ما يوردونه من شكاوى عبر مختلف وسائل الإعلام، التي يبدو أن صاحبنا لا يدرك حتى وجودها؟!