كورونا.. بكين تخشى حربا باردة وواشنطن تشبه سلوكها بكارثة تشيرنوبل وخبير بريطاني يتحدث عن تراجع الفيروس
جو 24 :
ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى أكثر من 5.5 ملايين في أنحاء العالم، توفي منهم أزيد من 346 ألفا، وتعافى أكثر من 2.3 مليون، في حين تتصاعد وتيرة التوتر بين الصين والولايات المتحدة.
وبينما تواصل أوروبا بحذر الخروج من الحجر المنزلي مع تخطي حصيلتها الوفيات فيها بسبب الفيروس 173 ألفا تتجه الولايات المتحدة لتخطي عتبة مئة ألف وفاة، ويتفاقم الوضع في البرازيل ومجمل أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي.
كارثة تشيرنوبل
ومع تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة، شبه مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أمس الأحد طريقة تعامل الصين مع تفشي وباء كورونا بإخفاء الاتحاد السوفياتي ما حدث من انصهار لقلب المفاعل النووي بمحطة تشيرنوبل عام 1986.
وقال أوبراين إن بكين علمت بتطورات الفيروس الذي نشأ في ووهان منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لكنها كذبت على منظمة الصحة العالمية، وحالت دون حصول خبراء من الخارج على المعلومات.
وأضاف أوبراين في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" "لقد أطلقوا (الصينيون) فيروسا على العالم دمر تريليونات الدولارات من الثروة الاقتصادية الأميركية ينبغي أن ننفقها للإبقاء على اقتصادنا حيا وللحفاظ على الأميركيين من تفشي الفيروس".
وقال أوبراين "عملية التستر على الفيروس التي قاموا بها سوف تسجل في التاريخ على غرار كارثة تشيرنوبل، وسنرى من يذيع عنها تقريرا خاصا خلال 10 أو 15 عاما مقبلة".
وكانت كارثة محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في جمهورية أوكرانيا السوفياتية السابقة قد أطلقت مواد نووية مشعة أودت بحياة عشرات الأشخاص في غضون أسابيع وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم، وأخرت موسكو الكشف عن حجم ما اعتبر فيما بعد أسوأ حادث نووي في التاريخ.
حافة حرب بادرة
وردا على الاتهامات الأميركية، حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من أن الصين والولايات المتحدة على "حافة حرب باردة جديدة"، رافضا "الأكاذيب" الأميركية بشأن فيروس كورونا المستجد، وأشار إلى انفتاح بلاده على جهد دولي لمعرفه مصدره.
وقال وانغ -في استمرار للحرب الكلامية المتصاعدة مع واشنطن بشأن الوباء وتحرك بكين لتشديد السيطرة على هونغ كونغ- إن الولايات المتحدة أصيبت بـ"فيروس سياسي" يجبر المسؤولين هناك على مهاجمة الصين باستمرار.
وأعلن أمام الصحافة "لفت نظرنا أن بعض القوى السياسية في الولايات المتحدة تأخذ العلاقات الأميركية الصينية رهينة وتدفع البلدين باتجاه حرب باردة جديدة".
وسجلت الصين اليوم 11 إصابة جديدة قالت إنها تعود لمسافرين قادمين من الخارج، في حين سجلت الولايات المتحدة 638 وفاة إضافية بالفيروس خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك الوفيات إلى 97 ألفا و686 في البلاد منذ بدء الجائحة، حسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز.
وفي المجموع، سجلت في البلاد رسميا مليون و641 ألفا و585 إصابة بكوفيد-19، حسب الجامعة التي تتخذ بالتيمور مقرا.
قيود أميركية على السفر من البرازيل
وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد تعليق الرحلات الجوية من البرازيل التي تحولت إلى مركز جديد لتفشي فيروس كورونا المستجد حسب ما أعلن البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني إن المواطنين غير الأميركيين -الذين تواجدوا في البرازيل خلال الأيام الـ14 التي سبقت تقديمهم طلب دخول إلى الولايات المتحدة- لا يمكنهم المجيء إلى أميركا اعتبارا من الخميس المقبل.
ويستثني القرار المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة والأجانب المتزوجين من أميركيات، والقادمين بدعوة من الحكومة الفدرالية.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة أكثر من 40 ألف شخص في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منذ بدء تفشيه.
وسجلت 653 وفاة بفيروس كورونا أمس الأحد ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 22 ألفا و666 حالة، وبذلك أصبحت البرازيل الدولة الأكثر تضررا من كوفيد-19 في المنطقة، تليها المكسيك (7394 وفاة من أصل 68 ألفا و620 إصابة) والبيرو (3456 وفاة من أصل 119 ألفا و959 إصابة).
تراجع الفيروس
من جهة أخرى، قال الرئيس المشارك في جامعة أوكسفورد -الذي يعمل لتطوير لقاح مضاد لمرض فيروس كورونا- في تصريح لصحيفة ديلي تلغراف إن فرصة نجاح تجربة اللقاح لا تتجاوز 50%، لأن الفيروس يتلاشى على ما يبدو بسرعة في بريطانيا.
وأضاف أدريان هيل مدير معهد جينر في جامعة أوكسفورد -الذي يتعاون مع شركة أسترازينيكا لتطوير اللقاح- إن من المتوقع ألا تسفر تجربة مقبلة تضم عشرة آلاف متطوع عن نتيجة بسبب تراجع انتقال كوفيد-19 في المجتمع.
وقال هيل لصحيفة تلغراف "إنه سباق ضد اختفاء الفيروس وسباق مع الزمن، في هذه اللحظة هناك فرصة بنسبة 50% ألا نحقق نتيجة على الإطلاق”.
كما قال رئيس التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) لصحيفة سويسرية إن المؤشرات الأولى على فاعلية لقاح محتمل ضد فيروس كورونا يمكن أن تظهر في الخريف، متنبأ بطريق طويل بين حدوث هذا التطور وتوفر اللقاح على نطاق واسع.
عربيا.. إصابة وزيرة سودانية وتونس متفائلة
وعلى الصعيد العربي، أعلنت وزيرة الشباب السودانية ولاء البوشي إصابتها بفيروس كورونا، وقالت في تغريدة إنها تأكدت من إصابتها، وستلتزم بالحجر الصحي، كما أبلغت جميع من قابلوها خلال الفترة الأخيرة بإصابتها.
ودعت البوشي إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أصدرتها وزارة الصحة السودانية.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن 19 وفاة و192 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع عدد الوفيات إلى 165 والإصابات إلى 3820.
فيما أعلنت مصر أعلنت مصر أمس الأحد تسجيل 752 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ارتفاعا من 727 حالة في اليوم السابق، لكن ذلك العدد يقل عن الذروة التي وصلت إليها الإصابات يوم الجمعة الماضي وبلغت 783.
ووصل إجمالي الإصابات المسجلة بمصر وفقا للأرقام الرسمية إلى 17 ألفا و265 حالة، من ضمنها 4807 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و764 وفاة.
وفي العراق، أفادت وزارة الصحة في بيان بتسجيل 8 وفيات، و160 إصابة بكورونا، وتعافي 153 خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة أن إجمالي الإصابات ارتفع بذلك إلى 4 آلاف و469، منها 160 وفاة، وألفان و738 حالة تعاف.
وعلى الصعيد ذاته، رصدت وزارة الصحة الموريتانية 10 إصابات بالفيروس و9 حالات شفاء خلال الـ24 ساعة الماضية، وأعلن رئيس البلاد محمد ولد الغزواني في تغريدة عبر توتير شفاء 9 مصابين.
من جانبها، أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا باليمن (حكومية) تسجيل وفاتين بالفيروس، و10 إصابات، وتعافي 4 حالات.
وأشارت اللجنة عبر حسابها في تويتر إلى ارتفاع حصيلة الإصابات إلى 222، بينها 42 وفاة، و10 حالات شفاء.
وفي تونس، قال رئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ إن بلاده نجحت إلى حد كبير في السيطرة على فيروس كورونا، وإنها على وشك الخروج من مرحلة انتشار الوباء بأقل الأضرار، ولا سيما بعد تماثل أغلب المصابين للشفاء.
وأكد الفخفاخ خلال زيارة لأحد مراكز إيواء المسنين بمحافظة سوسة أن هذه النتيجة تعتبر نجاحا لتونس مقارنة بدول ذات إمكانيات أكبر لم تتحكم بعد في انتشار الجائحة.
المصدر : الجزيرة + وكالات