اكتشاف أحفوري جديد يُظهر اتصالا بين كندا وأستراليا عمره 50 مليون عام
جو 24 :
اكتشف العلماء حفرية تعود لنبات يشبه السرخس عاش قبل الديناصورات والثدييات التي جابت الأرض، كنوع جديد يقدر عمره بنحو 50 مليون عام.
ووقع العثور على الحفرية في الستينيات من قبل الجيولوجي الهاوي جون إيرفينغ، على ضفة نهر مانيلا في بارابا، بنيو ساوث ويلز في أستراليا.
وقام العلماء بفتح الأحفورة بقياس 2 بوصة (50 ملم)، وكشفوا عن صفوف من جدران الخلايا المحفوظة بشكل مثالي.
ويعد الاكتشاف المسمى Keraphyton mawsoniae مهما للغاية لأن الأحافير من العصر الديفوني المتأخر نادرة للغاية.
وتم الكشف عن الحفريات بعد أحداث الفيضانات الكبرى في عام 1964 ، وقدم إيرفينغ الأحافير للمسح الجيولوجي في نيو ساوث ويلز، حيث بقيت هناك لأكثر من 50 عاما دون أن تُدرس.
وتم تأريخ الأحافير من نهاية العصر الديفوني المتأخر، منذ ما يقرب 50 مليون سنة، وهي الفترة التي كانت فيها أستراليا جزءا من نصف القارة الجنوبي الكبير غندوانا.
وبدأت النباتات والحيوانات في استعمار القارات، وظهرت الأشجار الأولى. ومع ذلك، بينما كانت المحيطات تعج بالفعل بالحياة، لم يكن لدى القارات نباتات مزهرة، ولا ثدييات، ولا ديناصورات، وكانت النباتات الأولى قد حصلت للتو على الأوراق المناسبة وأنواع البذور المبكرة.
وتعد الحفريات المحفوظة جيدا من هذا العصر نادرة للغاية مما يرفع من أهمية أحافير نبات بارابا.
وتوجد الأحفورة حاليا في فرنسا، حيث تقود بريجيت ماير بيرثود، الخبيرة الدولية التي تدرس أولى نباتات الأرض، فريقا في المختبر الفرنسي لعلم النبات ونمذجة معمارية النباتات (AMAP) في مونبلييه. والذي يهتم بشكل خاص بمزيد من فحص الحفريات الأسترالية من العصر الجيولوجي Devonian-Carboniferous، لبناء فهم أكثر تفصيلا لتطور النبات خلال هذه الحقبة.
ودرس أنطوان شامبرو، طالب الدكتوراه في جامعة فلندرز، الأحافير الشبيهة بالسرخس خلال فترة تدريبه لدرجة الماجستير في AMAP وأكمل كتابة بحثه خلال دراسات الدكتوراه الحالية في جامعة Flinders.
ويقول شامبرو في الدراسة التي أجراها بالتعاون مع المتحف الملكي في كولومبيا البريطانية (كندا)، وفلاديمير ماكاركين، من الأكاديمية الروسية للعلوم في فلاديفوستوك : "ليس هناك الكثير للنظر إليه، مجرد عصا متحجرة، ولكن الأمر أكثر إثارة للاهتمام بمجرد أن نقطعها ونلقي نظرة في الداخل".
وأضاف: "يتم الحفاظ على التشريح، ما يعني أنه لا يزال بإمكاننا مراقبة جدران الخلايا التي يبلغ عمرها مليون عام. وقمنا بمقارنة النبات بالنباتات الأخرى من نفس الفترة بناء على تشريحه فقط، والتي توفر الكثير من المعلومات."
ووجد الفريق أن هذا النبات يمثل نوعا جديدا، وحتى جنسا جديدا من النبات، يتشارك ببعض أوجه التشابه مع السرخس الحديث.
وتابع شامبرو: "إنه اكتشاف استثنائي، لأن مثل هذه الأحافير المحفوظة بشكل رائع من هذه الفترة نادرة للغاية".
المصدر: ديلي ميل