"أنا صرت مسلمة".. مدونة فيديو كورية تفاجئ متابعيها بنطق الشهادتين بعد إنكار للأديان
"أنا صرت مسلمة"، كان عنوان فيديو على يوتيوب نشرته شابة تدعى جنة كوريا، لاقى كثيرا من الترحيب على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت جعل فيه فيروس كورونا شعور السعادة غاية صعبة المنال.
من هي جنة كوريا؟
حياتي صعبة من دون ربي
منصات كورية للدعوة
المصدر:مواقع التواصل الاجتماعي
جنة هي فتاة من كوريا الجنوبية، تعمل على تدريس اللغة الكورية للعرب من خلال مقاطع فيديو على يوتيوب وتدوينات مصورة قصيرة على مواقع التواصل، لمساعدة السياح العرب في التواصل ببلدها بأبسط الكلمات، ومشاركة معلومات عن محلات وخدمات حلال للمسلمين. وحفزها اهتمام العرب بتعلم المزيد عن الثقافة الكورية ولغتها على تدشين موقعها الرسمي، وزادت لكنتها وعفويتها من جذب المتابعين على قناة يوتيوب.
ولدت جنة لأسرة بوذية، وعاشت حياتها السابقة منكرة للأديان ووجود الإله، وتحدثت مع متابعيها مرات عن ضرورة عدم الخوض معها في تلك النقاشات، وسؤالهم المتكرر لها عن ديانتها الحقيقية، في حين أنها ببلدها الأم لا يوجد من يهتم بتلك التفاصيل الخاصة. ثم في فترة قريبة، وتحديدا في العام 2018، مرت جنة بتغيرات نفسية بسبب أحداث مؤلمة عايشتها، مما دفعها للبحث عن دين تلجأ له.
درست الأديان، لكن تجربتها مع الإسلام كانت مختلفة، فشعرت بأنه الدين الأقرب لها وأنه "الدين الصحيح"، وتأخرت في تحديد موقفها بسبب خوفها من كثرة الفروض لتكون مسلمة صالحة، حسب قولها، من مثل الحجاب والصلوات الخمس والصيام.
سجلت جنة بداية إعجابها بالدين الإسلامي في الفيديو الأخير الذي أعلنت فيه إسلامها، ففي عام 2013 تعرفت على شاب مسلم، وبسببه كوّنت فكرة جيدة عن الإسلام. وفي يناير/كانون الثاني 2016 كانت المرة الأولى التي دخلت فيها جنة إلى مسجد في كوريا، واحتاجت إلى ثلاث سنوات لكي تكرر التجربة، وتزور مسجدا كوريا آخر من أجل تصوير فيديو وهي تتعلم خطوات الصلاة، ولكنها فوجئت بشيء خارج خطتها حين جاءها إمام المسجد ليخبرها أن "الله يحبك كثيرًا". لمست الكلمات الثلاث قلب جنة، وأخذت تبكي بشدة.
كررت جنة التجربة بعد أشهر عند زيارتها لبنان، فدخلت أحد المساجد، والتزمت بالرداء الشرعي، وأخذت تصلي وتبكي. ومنذ ذلك الوقت أصبح لديها العديد من الصديقات المسلمات اللواتي ساعدنها على تخطي القلق من عدم الالتزام بأركان الإسلام من اليوم الأول، وتلقت العديد من الهدايا والدروس لتحفيظها القرآن وفهمه، وقررت نقل حياتها للبلدان العربية، حتى نشرت فيديو تجربتها الأولى مع صيام شهر رمضان في أبريل/نيسان الماضي.
يشارك العديد من الشباب الأجانب، وخاصة الكوريين، تجربتهم مع الإسلام والمسلمين عبر يوتيوب، ربما أشهرهم هو الكوري داود كيم، الذي أعلن إسلامه قبل ثمانية شهور، وأصبحت قناته منذ ذلك الوقت منصة لتعريف الكوريين كثيرا من تعاليم الدين الإسلامي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وكان أجرأ فيديوهاته عندما أقام الصلاة في مكان عام بكوريا، ورصد ردود الفعل.
تجذب هذه الفيديوهات ملايين العرب والمسلمين، المهتمين بمتابعة أجانب يتحدون أسرهم ومجتمعاتهم، ويقرؤون القرآن بلكنة مميزة. ويسعى الكثيرون لمساعدتهم والدعوة لهم بالصلاح، وإرشادهم أحيانا إلى بعض الشيوخ وسور القرآن لشرح قلوبهم.
في الجانب الآخر يقف من يرون في ذلك متاجرة بالدين والعبادات من أجل جمع المشاهدات، لا سيما من الجمهور العربي.