حائكات في مخيم البقعة يحافظن على التراث الفلسطيني
تُمضي اللاجئة الفلسطينية أُم زيد أيامها في البيت بمخيم البقعة للاجئين في الأردن في حياكة أثواب ملونة تتيح لها دخلا ماديا وتحافظ في الوقت نفسه على جزء من التراث الفلسطيني.
وقالت أم زيد ”وإحنا فلسطينية وبنحب فلسطين كثير، وبنحب إنه تراثها ما يندثرش نهائي، فهي كانت بالأول هواية لبس، إنه بأحب ألبس الثوب الفلسطيني، وبعدين صارت لي مهنة".
وتعمل أُم زيد، وهي أُم لسبعة أطفال، مع خمس نساء أُخريات في حياكة الأثواب يدويا بخيوط زاهية الألوان. ويبعنها لزبونات في مناطق عصرية بمدينة عمان مقابل ما بين 150 و700 دينار أُردني (200 و 990 دولارا) للقطعة.
وتتذكر المرأة الفلسطينية، التي يبلغ عمرها 47 عاما وولدت في المخيم المترامي الأطراف الواقع على مشارف العاصمة الأردنية عمان، كيف غادر والداها قريتهم في الضفة الغربية المحتلة عندما استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.
وقالت ”بأحب أشوف التراث الفلسطيني على كل الناس، على كل امرأة فلسطينية، سواء هون أو في الخارج".
وينحدر العديد من سكان الأردن من نسل لاجئين فلسطينيين فرت عائلاتهم من بيوتهم عقب قيام إسرائيل عام 1948 ويتمسكون بجذورهم في القرى والبلدات الموجودة الآن داخل إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية.
وتوضح نعمت صالح، أمين سر جمعية الحنونة للثقافة الشعبية، أن أنماط وألوان الثوب الفلسطيني المطرز، الذي يُرتدي في الرقصات والمهرجانات لإحياء التراث الفلسطيني، تكون مميزة لكل قرية على حده.
وقالت ”زينا كتير مميز، وعلى صغر حجم فلسطين، مساحة فلسطين، لكن فيه تنوع هائل في الأزياء".
وتقول أُم نايف (74 عاما)، وهي لاجئة أُخرى في مخيم البقعة أيضا، إن ارتداء الزي التقليدي، الذي لم يعد يحرص عليه جيل الشباب، يحدد هويتها ويجعلها تشعر بالفخر.
وقالت ”إحنا ممكن تنعرف شخصيتنا من اللبس الفلسطيني، وهذا الشيء إحنا بنعتز وبنفتخر فيه، زي ما بيعتز الرجل بيلبس الكوفية الفلسطينية والقمباز، وإحنا كذلك بنعتز فيه… لما نشوف أولادنا ، بنلبسهم، وبناتنا، هيك بنفتخر، بنحس رؤوسنا بتوصل لعنان السماء".(رويترز)