أيمن الصفدي: الأردن قادر على حماية حدوده ومصالحه.. والضمّ مرفوض حتى لو كان جزئيا
جو 24 :
أكّد وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، أن التنسيق الأردني مع الأشقاء في فلسطين والسلطة الوطنية الفلسطينية مستمرّ، مشيرا إلى أنه بحث خلال الزيارة تفاصيل وحيثيات ما تشهده القضية الفلسطينية من تحديات غير مسبوقة هذه الأيام، كما أنه نقل رسالة من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أكد فيها على موقف الأردن الثابت من رفض أي اجراء يعيق عملية السلام.
وقال الصفدي في مقابلته مع برنامج ستون دقيقة الذي يُبثّ عبر شاشة التلفزيون الأردني، الجمعة، إن الأردن يريد الوصول إلى آلية عمل تحمي المنطقة برمّتها من الخطر الذي سيمثّله أي ضمّ اسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مجددا تأكيده على موقف الأردن بالوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في سعيهم لاقامة دولة مستقلة على حدود حزيران 1967.
وحول خطة الضمّ الاسرائيلية، قال الصفدي إنها تتضمن فرض اسرائيل سيادتها على ما نسبته 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة؛ منطقة وادي الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، مشددا على رفض الأردن ذلك القرار من حيث المبدأ، لكون يشكّل خرقا لكلّ قرارات الشرعية الدولية، كما أنه يقوّض حلّ الدولتين.
وأكد وزير الخارجية على أن الضمّ مرفوض بكلّ أشكاله، حتى لو كان جزئيا، وذلك لكونه سيفصل القدس المحتلة عن باقي الأراضي المحتلة، ويقتل فرص اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، حيث سيفصل شمال الضفة عن جنوبها وشرقها عن غربها.
ونفى الصفدي وجود أي حديث عن التطاول على الأراضي الأردنية، قائلا: "إن الحدود الأردنية معترف بها، والتطاول عليها غير مطروح على الاطلاق، ولا تهديد للأراضي الأردنية، ونحن قادرون على حماية حدودنا، ولا حديث عن ضمّ أراض أردنية على الاطلاق، فالمقصود بغور الأردن وشمال البحر الميت هي المنطقة الموجودة داخل الأراضي الفلسطينية".
وأوضح الصفدي إن الرفض الأردني للضمّ يرتكز على حقيقتين؛ الأولى أن هذه أراض فلسطينية محتلة وجزء من الدولة الفلسطينية التي يجب أن تتجسد كدولة مستقلة وفق حلّ الدولتين، والضم يحول دون قيام دولة فلسطينية لأنه يعني أن لا ترابط بين شمال الضفة وجنوبها، والحقيقة الثانية أن الضمّ يُشكّل خرقا فاضحا للقانون الدولي لا يمكن أن يمرّ دون ردّ، وسيضع سابقة عالمية، حيث أنه يعني امكانية أن تعتدي الدولة الأقوى على الأضعف.
وشدد على أن خطر الضمّ لا يقع على الأردن وحده، بل على المنطقة والأمن والسلم الدوليين، لافتا إلى أننا في مواجهة لحظة حاسمة فارقة في مصير الصراع في المنطقة.
وعن الخيارات المطروحة أمام الأردن في حال أصرت اسرائيل على موقفها، قال الصفدي: "يجب أن نتذكر أن الأردن يعمل حتى ما قبل الاعلان عن الضمّ من أجل التصدي لأي سياسات اسرائيلية تخالف قرارات الشرعية الدولية"، مشيرا إلى أن الأردن سيبقى ثابتا على موافقه وسيبقي على اتصالاته مع الفلسطينيين ومع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية.
ولفت إلى أن الأردن ليس من صنع الصراع وليس مطلوبا منه وحده تحمّل مسؤولية الصراع، فالمسؤولية عربية اسلامية اقليمية، ولا يمكن أن تطلب من الأردن وحده أن يتعامل مع صراع شرس طويل وله أبعاد طويلة، مؤكدا أن المسؤول عن الصراع هو الاحتلال الاسرائيلي وأن التصدي له يجب أن يكون عبر جهد فلسطيني أردني عربي اسلامي دولي.
وجدد الصفدي تأكيده على أن الأردن سيقوم بكل ما يستطيعه ويتخذ كل ما هو ضروري من خطوات لحماية مصالحه واسناد الأشقاء وتحقيق السلام الذي تتطلع إليه الشعوب.