الفيروس ونظام عربي جديد
المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
الا يكفي تمزق وتباعد واتساع الفجوة ما بين الشعوب العربية والانظمة الحاكمة ،اليس من الواجب علينا الان ان نبحث عن التقارب الحقيقي والابتعاد عن الخلافات السياسية والاقليمية خاصة بعد ظهور جائحة كورونا،ومن الظاهر والواضح ان العالم ما قبل هذه الجائحة لن يكون كما بعدها سواء اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً فهناك من يقول بان هذا الفايروس غريب جدا ويتطور وغير مسيطر على انتقاله وآخر يقول بانها حرب بيولوجية سببها انتاج نظام عالمي جديد في شتاء مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية .
لاشك ان هذا الفايروس قد كشف وعرى الدول وخاصةالكبيرة قبل الصغيرة أي الغنية قبل الفقيرة ،حيث ان اقتصادتها كانت تساعد على التسلح والتطور العسكري بقدر اكبر من الاهتمام بالقطاعات الطبية والبحثية والاجتماعية ،فهذه الكارثة أودت ا بحياة مواطنيها .
ما بعد كورونا لا اعتقد ان العالم سوف يبقى كما هو سياسيا واقتصاديا ،فهناك دول سوف تعاني كثيرا وتحاول العودة الى ما كان اقتصادها ونظامها قبل الجائحة ولكن اعتقد ان لعبة الامم سوف تظهر هذه المرة لإنتاج نظام عالمي جديد ولو بطريقة بطيئة نوعاً ما الا انه قادم هذا النظام لا محالة .
لن ادخل في التفاصيل حيث ان الجائحة مازلت قائمة ومن المبكر الحديث عن ما بعدها ولكن لنا الحق كشعوب عربية ان نفكر بالمستقبل بشكل جدي ومستقل عن التخبطات التي تنتجها بعض الانظمة في وطننا العربي .
ما المانع من انتاج نظام عربي جديد سياسي واقتصادي لمواجهة التحديات التي تعصف بأمتنا العربية ، يبتعد عن تخبط الجامعة العربية وحالة التشرذم التي نمربها فسياسياً نحن نعاني كثيراً،من انقسامات وتحالفات بين دول على حساب دول اخرى فالقضية الفلسطينية ومواجهة التعنت الاسرائيلي المتطرف بالتغول على الاراضي الفلسطينية وضم اراضي اضافية و الدعم الامريكي لهذه القرارات لا تواجه الا من النظام الاردني والشعب الاردني وحده وسبب ذلك انشغال الانظمة العربية بالقضايا الحديثة المتعلقة بالازمة السورية و اليمنية و الليبية ،وبذات الوقت لا تستطيع تلك الانظمة ايقاف التدخلات الاجنبية في العراق وسوريا و اليمن وليبيا .
فهذا التشرذم السياسي ليس بافضل من الوضع الاقتصادي لاغلب الدول العربية وشعوبها ،والسؤال هل يمكن للدول العربية الفقيرة الصمود بوجه التحديات الاضافية التي جاءت مع جائحة كورونا ؟! ،اعتقد من الصعب عليها الصمود حيث انها فيما قبل الجائحة كانت تعاني وتنزف اقتصادياً وتعاني من نسب بطالة مرتفعة و تضخم عالي و بطئ عجلة الاقتصاد و ضعف الاستثمار،وايضاً ينطبق هذا الامر على الدول الغنية ،والتي نعلم ان موردها الاساسي متأتي من النفط،واليوم اسعار النفط هوت كثيرا وانخفضت مما يعني انها سوف تتسبب ايضا بأزمات اقتصادية لهذه الدول فكيف ما بعد هذه الجائحة.
اما اقتصادياً لماذا لاتعمل الدول الغنية بدعم اقتصادات الدول الفقيرة والاستثمار فيها فاغلب الدول الفقيرة غنية في الموارد البشرية ولديها القدرة البشرية والجغرافية على النهوض، مما سوف ينعكس بطريقة ايجابية على جميع الدول،وخاصة ان الوطن العربي لديه نسبة الشباب مرتفعة والشعوب العربية شعوب فتية ،وهناك ارتفاع في نسبة البطالة وضعف التنمية ،وهذا النظام الجديد الذي سوف يبدأ من ناحية اقتصادية ليمتد للنواحي السياسية، يحتاج الى الايمان بالوحدة والاستقرار العربي ومواجهة التحديات بشكل جماعي ،وانهاء الصراعات والخلافات العربية وارادة قوية من انظمة الحكم تعمل من اجل انتاج هذا النظام الجديد،الذي هو شبيه بالوحدة العربية التي كنا نحلم بها،نتمنى كشعوب عربية ان نخرج من حالة الضعف العربي المستمرة والكبيرة خاصة وأن الشعوب العربية على حافة الانفجار،لهذا لنستبشر ونكون ايجابيين لعل كورونا تنقذنا من حالة الضياع والتفكك .