ينتظره لقب البريميرليغ والأرقام القياسية.. كيف أعاد كلوب ليفربول لمنصات التتويج؟
يمضي ليفربول في طريقه للتتويج بطلا لإنجلترا للمرة الأولى منذ آخر تتويج له قبل 30 عاما بعدما حوّل سباق لقب الدوري الممتاز لكرة القدم إلى موكب احتفالي.
وبإمكانه تحقيق مجموعة من الأرقام القياسية كذلك، من بينها أكبر عدد من الانتصارات وأكبر حصيلة نقاط وأكبر فارق نقاط، حيث سيكون موسما للتاريخ، لكن ما الذي يجعل فريق المدرب يورغن كلوب بمثل هذه القوة التي لا يمكن إيقافها؟
نواة صلبة
بنيت الفرق العظيمة بحق على أسس متينة، وليفربول ليس استثناء. فحين أنفق مانشستر سيتي 35 مليون جنيه إسترليني (44 مليون دولار) على الحارس إيدرسون عام 2017 أثار الأمر الدهشة، لكن خلال العام التالي دفع ليفربول ما يقرب من ضعف هذا المبلغ من أجل حارس برازيلي آخر هو أليسون بيكر، وكانت صفقة موفقة جدا.
وحافظ أليسون على نظافة شباكه 21 مرة الموسم الماضي مع دخول ليفربول ومانشستر سيتي في سباق ملحمي على اللقب، وهو ما يزيد على أي حارس آخر. وحافظ على نظافة شباكه 11 مرة رغم غيابه لفترة طويلة بداية الموسم للإصابة.
ويمتاز أليسون بالهدوء ويوزع الكرة مثل ظهير حر متمرس ويجعل الصعب يبدو وكأنه شيء عادي، وأمامه كان قلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك عملاقا منذ انضمامه قادما من ساوثهامبتون عام 2018. ونادرا ما كان لصفقة دفاعية مثل هذا التأثير المذهل على أي فريق.
وتعني قدرة فان دايك على التمرير أن ليفربول بوسعه التحول من الدفاع إلى الهجوم في غمضة عين. وفي أساسيات الدفاع، يفعل المدافع كل شيء برشاقة مذهلة.
وبعد ذلك، يأتي أمام فان دايك محركات ليفربول التي لا تكل، حيث يوفر جوردان هندرسون وجورجينيو فينالدم وفابينيو -بالإضافة إلى البديل جيمس ميلنر- ضغطا لا هوادة فيه يجده المنافسون خانقا للغاية، وبدون عمل هؤلاء في تناغم وانسجام لم يكن بوسع "أساتذة هجوم" ليفربول التألق.
اللعب على الأجنحة
عندما رحل فيليب كوتينيو إلى برشلونة عام 2018، خشي البعض أن يفقد ليفربول اللمسة الإبداعية، لكنها ازدهرت بدلا من ذلك، وواجه كلوب بداية عهده صعوبات أمام الفرق التي كانت تركن للدفاع من الخلف وتترك ليفربول يمرر الكرة بلا جدوى.
ثم حدث شيء ما، عزز ترينت ألكسندر-أرنولد خريج أكاديمية الناشئين مكانته في مركز الظهير الأيمن وانضم الظهير الأيسر آندي روبرتسون من هال سيتي مقابل مبلغ زهيد بلغ ثمانية ملايين إسترليني (10 ملايين دولار).
ويعد الاثنان على نطاق واسع أفضل ظهيرين في العالم حيث يوفر كلاهما السرعة والاختراق والإبداع في فتح أفضل خطوط الدفاع تنظيما.
ويأتي ألكسندر-أرنولد في المركز الثاني وراء كيفن دي بروين ساحر مانشستر سيتي، في صناعة الأهداف هذا الموسم، برصيد 12 هدفا، في حين يحتل روبرتسون المركز الخامس بصناعة سبعة أهداف.
الثلاثي الهجومي
في وجود محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، يمتلك ليفربول ثلاثيا هجوميا من المستحيل تقريبا احتواء خطورته، وبالإضافة لسرعتهما البالغة وقدراتهما الفتاكة على إنهاء الهجمات، يعد صلاح وماني بمثابة الحلم لأي لاعب وسط، ويقومان بانطلاقات ذكية وغير متوقعة دائما.
وأحرز صلاح وماني 30 هدفا في الدوري معا هذا الموسم، لكن البطل المجهول في الأمام هو مهاجم كلوب رقم تسعة الحديث "فيرمينو" الذي يبذل كل ما في وسعه من أجل الفريق.
القائد المذهل
غرس كلوب حس المسؤولية الجماعية في ليفربول، وهي من سمات كل الفرق العظيمة. لكن القائد جوردان هندرسون هو تميمة النادي، حيث ظلسنوات عديدة ليخرج من ظل الموهوب بالفطرة ستيفن جيرارد.
ورغم أن موقع "ترانسفير ماركت" لتحليل كرة القدم يضع هندرسون البالغ 30 عاما بالمركز 13 عند مقارنة القيمة السوقية لتشكيلة ليفربول، فإن إسهاماته لا تقدر بثمن.
وتطورت قدرات هندرسون في التمرير الطويل، وطاقته التي لا تنضب، وفوق كل ذلك فإنه لا يتسامح مع أي تراجع في مستويات زملائه. ويتجنب اللاعب الأضواء لكن لا يوجد قائد يستحق أكثر منه رفع كأس الدوري الإنجليزي الممتاز عاليا.