السياحة العلاجية.. من يصحح انحراف مسارها؟
جو 24 :
هديل الروابدة - يبدو أن الحكومة لا ترغب في ايجاد حلول سريعة لتصحيح مسار الانحراف الطارئ على قطاع السياحة العلاجية تحديدا، والذي ضاعفت جائحة الكورونا انتكاسته، لتصبح حبلا اضافياً يلتف على عنق هذا القطاع، الى جانب حبال تقييد بعض الجنسيات العربية، ورفع الضرائب التي تكاد تصيبه بمقتل.
شهدنا جميعا الحزمة الحكومية التي أفردتها الحكومة لقطاع السياحة، عبر أمري الدفاع 13و 14، غير أن الحزمة بمضمونها استثنت إيجاد حلول لقطاع السياحة العلاجية بشكل خاص، متجاهلة بذلك شكاوى أصحاب ومدراء مستشفيات خاصة حول إبقاء التقييد على بعض الجنسيات، إضافة إلى ارتفاع الكلف التشغيلية وفاتورة الطاقة التي أنهكت هذا القطاع الحيوي الذي يدر دخلا كبيرا على الخزينة، عدا عن مساهمته في تنشيط قطاعات موازية ذات علاقة.
اليوم، يتمتع الأردن بسمعة طبية متميزة جراء حُسن التعامل مع جائحة كورونا والاجراءات التي اتخذت في هذا الصدد، ولكن يبدو أن الحكومة لا تجيد استغلال هذه الفرصة والميزة، رغم أن انعاش السياحة العلاجية من شأنه رفع قطاعات أخرى، كالفنادق، والمطاعم، والنقل، والأسواق والمحال التجارية، ولعلّ هذا ما قصده جلالة الملك لدى حديثه عن أهمية استغلال التعافي السريع صحيا وعكسه على الوضع الاقتصادي.
لا يمكن لبلد أثبت قدرته على التعافي السريع من آثار جائحة كورونا، ان تتباطأ حكومته عن الجلوس على طاولة واحدة مع أصحاب المستشفيات الخاصة لتقف على تفاصيل المعيقات التي يواجهونها، للوصول إلى حلول عادلة ومتوازنة فيما يخص الوضع الاقتصادي والصحي فيه.
وأقصد هنا، المستشفيات نفسها، وليست "جمعية المستشفيات الخاصة"، التي شهدت مؤخرا عدة انسحابات من قبل أعضائها على وقع اعتراضهم على ما وصفوه "عدم الرضا عن طريقة ادارتها" ويبدو أنها باتت بحاجة إلى رؤية جديدة وخطط مبتكرة قادرة على انتشال القطاع.
ففي الواقع، أن قطاع السياحة العلاجية، بات بحاجة إلى ضخ دماء جديدة في عروقه، تديره وتسوق له بابتكار وعدالة.
الاردن يزخر بالكفاءات الطبية، والمستشفيات المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وغرف العمليات المؤهلة لاستقبال المرضى من كل دول العالم، إضافة الى المعالم السياحية الطبيعية، كالبحر الميت وشلالات ماعين.
من المخجل اليوم أن نسمح باستمرار انتكاسة هذا القطاع الذي يعتبر "نفط الأردن" الحقيقي، وهذا الدور يقع على عاتق الحكومة وأبناء القطاع الطبي معا، لتصحيح مسار السياحة العلاجية، ووضعه في مكانه الصحيح على خارطة العالم.