أبو عودة يتحدث عن الانقلاب الاستباقي للملك حسين على حكومة النابلسي "فيديو وصور"
أحمد الحراسيس- قال رئيس الديوان الملكي الأسبق، عدنان أبو عودة، إن الأردن تنبه إلى أهمية التحول للديمقراطية في نهاية الثمانين، وتحديدا بعد هبة نيسان في معان، التي دفعت الملك حسين آنذاك للتحول إلى الديمقراطية من خلال انتاج حكومات تمثل الشعب عبر برلمان يضم كافة الأطياف.
وأوضح أبو عودة خلال لقاء صحفي عقده في نادي نقابة الصحفيين، إن الديوان الملكي فوجئ بنتيجة انتخابات الـ89 والتي منحت جماعة الاخوان المسلمين 24 مقعدا، في حين ان تقرير المخابرات الذي سبق الانتخابات قال إن الاخوان سيحصدون 14 مقعدا على الأكثر.
وأضاف أبو عودة، إن مسألة حصد الاسلاميين لأغلبية برلمانية جعلت التعددية أمرا غائبا عن البرلمان، وهو ما أزعج بعض الراغبين بالتحول إلى الديمقراطية، التي من مبادئها التعددية الحزبية البرامجية، وليس الأحزاب القائمة على شخصيات محددة فقط.
وأكد على أهمية دعم الحزبية البرامجية للوصول إلى دولة ديمقراطية حقيقية.
وشدد أبو عودة على أن الفضل باعادة الملك حسين النظر في سياسة الدولة والتفكير باجراء انتخابات ديمقراطية وتمكين الأحزاب هي هبة نيسان، وإن حصد جماعة الاخوان المسلمين للأغلبية في برلمان الـ89 "جعلنا نفكر بالتعددية". مشيرا إلى أن الديوان الملكي آنذاك أحسن في تلقي الرسالة من هبة نيسان وتعامل معها بالطريقة الأمثل.
وأضاف، "إن ذلك العام، تصادف مع بداية انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو ما أثر سلبا على الأحزاب اليسارية في الأردن والمنطقة"، حيث أصيبت تلك الأحزاب بالاحباط "بعد أن انهار النموذج الذي كانت تبيعه للناس على أنه النموذج القادر على مواجهة الغرب".
وعن غياب الأحزاب السياسية وشكل نظام الحكم في العالم العربي والأردن، قال أبو عودة "إن الأردن لم يكن استثناء لظاهرة سادت العالم العربي منذ نهاية الأربعين، حيث أن الدول العربية نشأت على نسق الدول المستعمرة آنذاك فرنسا وبريطانيا، فاتبعت كل دولة عربية الجهة التي استعمرتها، فقامت الأنظمة الجمهورية الشبيهة بفرنسا، وكان النظام في الأردن شبيها بالنظام البريطاني؛ ملكي وبرلمان بغرفتين: نواب، أعيان".
وتابع، إن الملك حسين بعد عام الـ89 لم يرغب بتكرار ما حدث في عام 1957 "عندما انقلب استباقيا على حكومة النابلسي"، فكان الميثاق الوطني الذي حرص على ضمان انتخابات ديمقراطية، وتعددية حزبية داخل البرلمان.
وعن انقلاب الملك حسين الاستباقي على حكومة النابلسي، أوضح أبو عودة، إن الأردن في عامي 1952 - 1954 شهد ولادة حزبين سياسيين؛ ترأس أحدهما توفيق أبو الهدى وكان حزب الاستقلال، والآخر حزب الأمة برئاسة سمير الرفاعي.
وأضاف: "في تلك الحقبة، ظهر عبدالناصر بخطابه الثوري الذي راق الناس بعد النكبات العربية المتتالية"، وولد في الأردن "الحزب الوطني الاشتراكي، بميوله الناصرية، ونجح الحزب في انتخابات الـ1956، وأفرز حكومة النابلسي من خلال ائتلافه مع البعثيين والشيوعيين وأصدقائهم"، وكان ذلك بعد قيام الملك حسين بتعريب الجيش وطرد كلوب باشا بأشهر.
وأوضح، إن الملك حسين كان يعلم أن طرد كلوب باشا وتعريب الجيش يعني وقف المساعدات البريطانية عن الأردن، فعقد الملك اتفاقية مع "مصر، سوريا، السعودية" لتعويض الأردن عن تلك المساعدات، وهو ما التزمت به الدول الثلاث بداية، إلا أن "مصر وسوريا" تراجعت بعد تشكيل حكومة النابلسي عن تلك الاتفاقية، لأسباب عديدة، فيما بقيت السعودية ملتزمة بدفع حصتها.
وتابع: " وكما نعلم، الأردن يعيش على الرواتب؛ فاستغل بعض الناس هذا الوضع للتحريض على الملك، وخشي الملك أن يؤدي هذا التحريض لانقلاب عسكري، خاصة وأن المنطقة شهدت في تلك الفترة 3 انقلابات عسكرية في سوريا ورابع في مصر، وعليه قام الملك حسين بانقلاب استباقي".
وأضاف: "إن الانقلابات في الدول العربية جميعها، بما فيها الاردن، كان يتبعها حظر للأحزاب السياسية، لكن البرلمانات كانت تبقى، وهذه كانت المشكلة، حيث أصبح الراغبون بالدخول إلى البرلمان يلجأون إلى المسجد أو العشيرة للوصول إلى البرلمان، وهو ما أنتج (التمكين السياسي للمسجد والعشيرة)".
..
..
..
..
..
..
..
..
.
.