خريس في حوار حول "السمنة".. ومتى يلجأ المريض لجراحة السمنة

أجرى استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي والمنظار وجراحة السمنة الشهير، الدكتور محمد خريس، حوارا صحفيا تحدّث خلاله عن الحلول الجراحية للتخلص من السمنة المفرطة.

وأجاب خريس على عدة اسئلة هامة على رأسها الوزن المثالي، ومتى يفترض أن يلجأ الشخص لجراحة السمنة، وما هي العمليات المناسبة لكلّ مريض.

وتاليا نصّ الحوار:

* متى يلجأ المريض لجراحة السمنة ؟

- د. خريس: نلجأ عادة الى الحل الجراحي اذا كانت كتلة الجسم أكثر من 35 كيلو غرام لكل متر مربع، ويمكن حساب ذلك على الآلة الحاسبة دون اللجوء لطبيب، نقسم الوزن على مربع الطول بالمتر، فإذا كانت النتيجة أكبر من 35 يتم اللجوء إلى الحلول الجراحية، أيضا إذا كانت الكتلة (30 - 35) فيتمّ اللجوء إلى الجراحة إذا كانت السمنة مرتبطة بأمراض أخرى مصاحبة لها مثل السكري من النوع الثاني أو إذا كان يعاني من الضغط والكوليسترول أو النقرس أو الدهون الثلاثية أو تكيس المبايض عند النساء.

وبشكل عام، نلجأ للعمليات إذا كانت الكتلة أكبر من (35)، أما أنواع العمليات فهي متعددة، ويوجد أنواع لها علاقة بتقليل كمية الأكل كعمليات ربط المعدة وعمليات التكميم أو قص المعدة، ويوجد عمليات تقلل عملية الإمتصاص وكمية الأكل معاً مثل عمليات تحويل المسار بأنواعها، سواء تحويل مسار مصغر أو كلاسيكي أو ثنائي. ويوجد عمليات تلاشت في المرحلة الأخيرة والتي كانت تعتمد على قلة الإمتصاص فقط والتي يستطيع المريض أن يتناول ما يشاء ولكن لا يكون هناك امتصاص، وقد كان للنوع الأخير مضاعفات على المدى البعيد، الأمر الذي جعلها مستثناة من العمليات في الوقت الحاضر.

* ماهي أسس إختيار العملية المناسبة لكل مريض؟

- د. خريس: لكل عملية خصوصية معينة تخص المريض الذي يلجأ لإجرائها، وحالياً هناك نعمة من نعم الطب الحديث وهي تطوّر الوسائل الجراحية لإجراء مثل هذه العمليات؛ قبل 25 سنة عندما كنت في انجلترا كانت العملية تستغرق 5 ساعات للفتح و5 ساعات للاغلاق، ويوم كامل للعملية الواحدة، لكن حالياً، ومع التطور العلمي والجراحي أصبحت العملية تجرى بالمنظار ومهما كان الوزن، ولا تتعدى مدتها الساعة الواحدة، وهناك عمليه طردية بين مدة التخدير والمضاعفات عن مريض السمنة.

* هل يمكن أن نتحدث بشكل مفصل عن الجراحة بالمنظار؟

- د. خريس: حالياً، عمليات الجهاز الهضمي جميعها تتم بالمنظار، وهذا قلل من حدوث أي مضاعفات مستقبلية، بالإضافة إلى تسهيل العملية وتقليل تكلفتها وضمان النتائج، حيث نستطيع رؤية ما داخل البطن من خلاله بشكل دقيق، عكس ما كان عليه سابقا بالطرق التقليدية.

بالإضافه إلى أن الإقبال على جراحة المنظار أصبحت أكبر، ويمكن للجميع اجراءها بسبب عدم وجود مضاعفات على المدى البعيد.

* كيف يتم إختيار العملية المناسبة.. وهل يختارها المريض أم الطبيب؟

- د. خريس: 90% الخيار للطبيب، و10% على تقبّل المريض للعملية، وأن يكون متعاوناً فيما بعد، ويعتمد أيضاً على وعي المريض، والهدف من إجراء العملية تنزيل وزنه بأقل مشاكل وبأقل مضاعفات، واستمرارية انخفاض الوزن على المدى البعيد.

* ما هي أنواع العمليات الجراحية المتعلقة بالسمنة والتي تقوم بإجرائها وكيف يتم اختيار العملية الأنسب؟

- د. خريس: هناك (7) أنواع من الحلول الجراحية للسمنة، ويتم إختيار النوع المناسب بحسب كتلة الجسم والأمراض المصاحبة للمريض، بالإضافة إلى عمره، فصغار السنّ مثلا نحاول ابعادهم عن تحويل المسار وذلك لحاجتهم إلى الفيتامينات مدة طويلة، بالإضافة إلى الفحوصات المتتالية، فمن الصعب أن يلتزم صغير السن بذلك، ولهذا نلجأ لتحويل المسار للأوزان الكبيرة والأعمار الأكبر وأصحاب الحركة القليلة، لأن العملية قد تقلل من الحركة لذلك يتم الأخذ بعين الإعتبار الحياة الاجتماعية للمريض.

* هل تفضل عمليه على أخرى وتجد بأن نتائجها أفضل من باقي العمليات على المدى البعيد؟

- د. خريس: العملية الأفضل على مستوى العالم هي عملية قص المعدة أو التكميم والتي لا يكون بها مضاعفات ونلجأ لها بداية قبل العمليات الأخرى مثل تحويل المسار مثلاً.

* كيف تتم تهيئة المريض لما بعد العملية ودعمه للحفاظ على عملية نزول الوزن؟

- د. خريس: يتمّ الجلوس مع المريض قبل العملية مع أخصائية التغذية ومعالج وظيفي مختص بتهيئة المريض قبل وبعد العملية، ويوجد أيضاً جداول بروتوكولات مثل الجدول الغذائي والذي يلتزم به المريض لمدة شهر وتكون تحت إشراف اخصائية التغذية، والأهم هو تعاون المريض ما بعد العملية والإلتزام بالأدوية التي يتم اعطاؤها له.

ونشرح للمريض بأن الهدف من العملية ايصالك للوزن المثالي، ونقوم بتقوية الوازع الداخلي لتحفيزه على الإلتزام بعادات غذائية صحية لضمان عدم رجوعه الى الوزن السابق.