مدرسة الفتى الأسمر.. 9 مشاهد لن تمحى من الذاكرة لأحمد زكي
يبقى الفنان أحمد زكي أحد أيقونات التمثيل المصرية، بأدواره المتنوعة التي أداها كلها بإتقان، رغم تباينها؛ فكل مشهد يظهر فيه أحمد زكي على الشاشة يخطف عيون وقلوب الجماهير.
كل دور يقدمه كأنه دوره الأهم، لتصبح طريقته مدرسة تمثيلية في الأداء المتقن غير المتكلف. وفي هذا التقرير أجمل مشاهد الفنان أحمد زكي في أفلامه السينمائية.
فيلم البريء
يعد فيلم البريء من علامات السينما المصرية، وإذا حاولنا تذكر أهم مشاهد الفيلم، سنجد أن كلها تتداعى إلى أذهاننا، لكن يبقى مشهدان متضادان يمكن للمشاهد أن يلاحظ خلالهما التغير الذي حدث للجندي أحمد سبع الليل على مدار الفيلم.
المشهد الأول هو بداية تعرف الجندي سبع الليل على ما يحدث داخل السجن، ومشاهدته المساجين السياسيين وهم يعاملون معاملة غير آدمية، ويجبرهم الضابط على أكل الخبز مثل الحيوانات من دون استعمال أيديهم. عندما يتساءل الجندي عن هوية هؤلاء المساجين، فيجيب الضابط: "أعداء الوطن".
أما المشهد الثاني فهو مشهد حبس أحمد سبع الليل مع حسين وهدان (ممدوح عبد العليم) في الزنزانة نفسها بعدما رفض الجندي تنفيذ الأمر بقتل وهدان.
يكتشف أحمد سبع الليل كذب ادعاءات مأمور السجن وضباطه. ينفتح باب الزنزانة ويظهر مأمور السجن (محمود عبد العزيز) مع حراسه، مطالبا سبع الليل مجددا بتنفيذ الأوامر وتأديب وهدان بالسوط.
يرفض سبع الليل، فيطلق عليهم المأمور ثعابين داخل الزنزانة الضيقة ويخرج، تاركا إياهم يتقافزون في محاولات مستميتة لقتل الثعابين. ينجح سبع الليل في قتلها، لكن بعد أن يتسرب سم أحدها لساق وهدان. يموت وهدان بين ذراعي أحمد سبع الليل وهو يقول له "ضحكوا عليك يا سبع الليل، اللي هنا مش أعداء الوطن، وطنك هو بلدك، عدوك عاوز يسرقك وينهبك، يفرح إذا انت بكيت، يشبع لما إنت تجوع، كل اللي هنا أهلك وناسك، إحنا هنا عشان فهمنا يا أحمد".
"اضحك الصورة تطلع حلوة"
من أكثر مشاهد أحمد زكي إنسانية وجمالا، مشهد زواج "طارق" (كريم عبد العزيز) من فتاة أخرى بعد أن وعد ابنته بالزواج، ثم تركها.
صفعه أحمد زكي في حفل زفافه وهو بجوار عروسه الجديد، ورغم الصفعة لم يبد أحمد زكي شريرا، لكنه كان أبا يحب ابنته، ويتعاطف مع الألم التي شعرت به بعدما تركها حبيبها.
في نهاية المشهد قال زكي عبارته الشهيرة "كلمة أنا بحبك عقد.. الوعد بالجواز أكبر عقد"، وفي مشهد لا يُنسى حفر أحمد زكي تلك العبارة في وجدان الجماهير، وأبكاهم مع بكائه.
فيلم المدمن
يوضح الفيلم قدرة الفنان أحمد زكي العالية على تقمص الشخصية بالكامل. يصدق المشاهد نبرة صوته، واختلاجات وجهه، وحركة جسده التي يتحكم فيها ليبدو تماما كشخص مدمن، لا ينتظر ولا يتمنى شيئا من الحياة سوى جرعة المخدر.
في هذا المشهد تتكثف قدرة زكي التمثيلية، بعيونه الحمراء، والعرق الذي ينهمر منه، وجسده المرتعش، وهو يطلب من طبيبته (نجوى إبراهيم) جرعة المخدر، لكي تخفف عنه الألم غير المحتمل.
فيلم أرض الخوف
ينتقل الفيلم منذ البداية بين عالمين: عالم الضابط الذي يلاحق تجار المخدرات، وهو العالم الواقعي، وبين "أرض الخوف"، الأرض التي اقتحمها يحيى أبو دبورة ليعرف خبايا العالم الآخر.
في نهاية الفيلم يفقد يحيى أبو دبورة هويته، لم يعد يمكنه الفصل بين الضابط وتاجر المخدرات، بعدما أصبح جزءا مهما ومؤثرا في عوالم تجارة المخدرات.
على خلفية موسيقى راجح داود، يغيب المشاهد في التفاصيل الأخيرة للحكاية، كما سردها أبو دبورة، في تلك المنطقة الرمادية التي فقد فيها نفسه، حتى أنه تمنى أن يستعيد حياته في أرض الخوف من جديد.
أنا لا أكذب ولكني أتجمل
يناقش الفيلم قضية إنسانية واجتماعية، لم يتوقف حولها الجدل أبدا؛ هل نصرح بحقيقتنا أيا كانت، أم نجمل تلك الحقيقة ببعض "الرتوش" التي تساعدنا على مواجهة المجتمع؟
لم يحسم الفيلم الجدل بطبيعة الحال، لكن في واحد من أهم مشاهد الفيلم يعرض إبراهيم (أحمد زكي) وجهة نظره لحبيبته، معتبرا أن كذبه بشأن نشأته وأسرته يشبه تماما أن تتجمل الفتيات بمستحضرات التجميل، ولكنه تجميل اجتماعي لوضع لم يختره بإرادته.
فيلم النمر الأسود
رغم اعتيادية الثيمة الخاصة بفيلم النمر الأسود على البطل الذي ينجح في الخارج، بعدما يكافح كل الصعوبات التي تواجهه، نتيجة الظروف المحيطة به، وعنصرية الغرب ضد أصحاب البشرة السمراء، فإن أداء أحمد زكي أضفى خصوصية على الفيلم، نتيجة تفاعل الجمهور مع البطل الطيب وانتظارهم نجاحه، كأنه نجاح شخصي لهم.
تعيد الأغنية إلى وجدان المشاهد العديد من المشاعر المختلطة، منها الفخر بنجاح الشاب المصري، خاصة عندما نعرف أن الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، بالإضافة إلى مشاعر التحفيز التي تتأجج مع الموسيقى والكلمات الحماسية، وفي النهاية تثير الأغنية حالة من الشجن والنوستالجيا، خاصة للمشاهد الذي شاهد الفيلم لأول مرة منذ سنوات طويلة.
فيلم البيضة والحجر
يناقش الفيلم قضية اجتماعية شديدة الأهمية، وهي تواجد الدجالين والمشعوذين ومدى تغلغلهم في المجتمع، ويُظهر أن الأمر لا يقتصر على الطبقات الشعبية أو البسيطة فقط، بل يمتد للأطباء ورجال الاقتصاد والسياسة، ليؤكد أن الجميع سواسية أمام الخوف من المستقبل، وضعفاء أمام الرغبة في التنبؤ به.
في المشهد الذي دار بينه وبين ضابط التحقيق في البلاغ المقدم ضده، نجد أداء رائعا لشخص قرر أن يفقد كل مكتسباته باختياره.
يعترف أحمد زكي في المشهد بأنه دجال، وأن الشك أصبح يحيط بكل شيء، مما دفع الناس للبحث عن اليقين في أي شيء يمكنهم التشبث به، وهو يعطيهم هذا اليقين المفقود.
فيلم معالي الوزير
بعد أن التقى بالصدفة زوجته السابقة زهرة (الفنانة يسرا)، يتساءل مساعده عمن تكون هذه المرأة؟ يحكي زكي في المشهد أنها زوجته السابقة، وأنه كان يكتب تقارير للأمن عن تحركات زملائه، ومنهم زوجته، التي اكتشفت بالصدفة ذلك.
يقول أحمد زكي في نهاية المشهد جملته الشهيرة "عمرك شفت سفالة أكتر من كده؟!"