هل نواجه خطة الضم الصهيونية بخنق الشارع؟
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية_ في مواجهة التهديدات الصهيونية، المتعلقة بخطة الضم وصفقة القرن، والتي تعد نكبة جديدة لفلسطين والأردن على حد سواء، نحتاج لما هو أكثر من الموقف الرسمي المعلن، والرافض لهذا العدوان الكارثي. ما نحتاجه صراحة هو خارطة طريق واضحة المعالم لمواجهة هذا المشروع، استنادا إلى موقف الشارع المبدئي، الرافض لوجود "اسرائيل" المحض، سواء على الأراضي المحتلة بعد نكسة حزيران، أو تلك المسلوبة منذ العام 1948.
الدبلوماسية الناعمة لن تفرمل هذا العدوان المباشر على أمن البلاد ومستقبلها، بل علينا التصعيد ما استطعنا، وعلى كافة المستويات.. هذه هي المعادلة باختصار، والتي لا يمكن في مواجهتها تبرير ما حصل يوم أمس السبت، حين منعت قوات الأمن اعتصاما احتجاجيا قرب مسجد الكالوتي في منطقة الرابية، وقامت باحتجاز المشاركين الذين كان كل هدفهم هو الاحتجاج على العدوان ضد الأردن وفلسطين.
الدبلوماسية الرسمية التي حاولت فرض التطبيع منذ إبرام معاهدة وادي عربة المشؤومة، لا علاقة لها من قريب أو بعيد بنبض الشارع الأردني، الذي تعد القضية الفلسطينية بالنسبة له خطا أحمرا لا يقبل المساومة على الإطلاق!
واليوم، في مواجهة هذه التطورات الكارثية، لا يمكن القبول بهذه الفجوة الواسعة بين الرسميين والشارع. مصير الدولة الأردنية في خطر حقيقي، وأبجديات المواجهة تستوجب التحام القيادة بالجماهير، التي هي وحدها صمام الأمان في مواجهة أي خطر خارجي.
القضية الفلسطينية تواجه خطر التصفية على حساب الأردن.. والقدس تفقد هويتها الحضارية التاريخية، فهل نواجه هذا بمحاولة خنق صوت الشارع؟!
على صناع القرار إدراك حقيقة ما نواجهه.. تصفية القضية الفلسطينية، وطمس هوية القدس، والتوسع الصهيوني، هي باختصار تقويض لوجود عمان.. المواجهة فرضت علينا.. وأمام هذا الواقع، لا ينبغي أن يعلو أي صوت فوق صوت الشارع!!