"يخافون من التنظيف".. هل أوشك القطاع الصحي في العراق على الانهيار؟
حذرت رئاسة البرلمان العراقية، الأحد، من "انهيار الوضع الصحي في العراق"، مطالبة الحكومة بـ"التحرك الجاد لاستغلال كافة الأراضي والمواقع الحكومية غير المستغلة من قبل الدوائر الحكومية لتحويلها لمواقع حجر صحي في هذه الفترة الحرجة"، وسط شكاوى من الأطباء العراقيين الذين يعملون في ظرورف صعبة.
وتزداد الإصابات في العراق بصورة كبيرة، إذ سجلت البلاد 2125 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، و105 حالات وفاة.
وبينما تجاوز حاجز الإصابات 60 ألفا، يقول المختصون إن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير.
وأدى الضغط على المؤسسات الصحية إلى وفاة وإصابة عشرات الأطباء العراقيين، وطالب نائب رئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي باعتبار من يتوفى بمرض كورونا من الكوادر الطبية بمرتبة "شهيد" ومنحه الحقوق الرسمية لها.
وقال شهود عيان ومختصون لموقع "الحرة" إن الكوادر الطبية العراقية وصلت بالفعل إلى مرحلة قريبة من الإنهاك التام، وأن العديد من الأطباء يعملون لساعات طويلة بدون راحة وسط ظروف سيئة ومعدات قليلة.
ونشر مدونون فيديو لشخص قالوا أنه أدخل حيا إلى ثلاجة الموتى في أحد المستشفيات العراقية، في ما اعتبره البعض نتيجة للإنهاك الذي تعانيه الكوادر الطبية.
ويتفاقم تأثير كورونا مع التأخير في صرف الرواتب الحكومية، والذي طال الأطباء أيضا، الذين تأخرت رواتب بعضهم لأكثر من أربعين يوما، بحسب طبيب أمراض صدرية تحدث لموقع "الحرة" ورفض نشر اسمه.
ويشير الطبيب ذاته إلى أن "التعامل مع ذوي المصابين متعب"،ويقول:"لا نمتلك أجوبة واضحة، بعض المرضى يتحسنون فجأة ويعاودون الانتكاس، وبعضهم ينتكسون بصورة سريعة، والأهالي يلوموننا على كل شيء".
وقال س.أ، وهو أحد المتعافين من مرض كورونا في العراق، لموقع "الحرة"، إن "الخدمات المقدمة في المراكز الصحية الحكومية سيئة جدا"، مضيفا "هناك حمام واحد لأكثر من 50 مريضا في مركز الحجر، والكوادر الفنية الصحية تخاف من التنظيف، والمستشفى تحول إلى بؤرة كبيرة للفيروس".
والأسبوع الحالي، أعلنت نقابة الأطباء العراقيين إضرابافي محافظة ذي قار الجنوبية، بعد اعتداء طال طبيبة من قبل أقرباء أحد المرضى.
وشهدت ذي قار أزمة في اسطوانات الأكسجين التي تستخدم في علاج مرضى كورونا.
وحملت وزارة الصحة العراقية المسؤولية لإدارة المستشفى والأجهزة الأمنية وقالت إن خللا حدث في توزيع الأكسجين في مستشفى ذي قار.