اكتشاف صادم.. كيف تنتقل عدوى كورونا للكوادر الطبية؟
أفاد تقرير نُشر حديثاً أن تسعة من كل عشرة من العاملين في مجال الصحة والرعاية الطبية ممن يعانون من كوفيد-19 أصيبوا بعدوى فيروس كورونا المُستجد في محل عملهم بالمستشفيات أو العيادات.
وفقاً لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، تعرض واحد من كل خمسة مرضى بعدوى فيروس كورونا بعد تواجدهم في أقسام المستشفيات، مما يثير مخاوف كبيرة من مخاطر انتشار الوباء داخل أبنية المستشفيات.
وأضاف التقرير، الذي أعده علماء في مجموعة تقييم البيانات والتعلم لمجموعة الأوبئة الفيروسية DELVE، أن الإحصائيات كشفت أن حالة واحدة على الأقل من بين كل عشر حالات إصابة بمرض كوفيد-19 في إنجلترا في شهر مايو، كانت لأشخاص من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
المستشفيات بؤر عدوى
يقول الباحثون إن انتقال العدوى في المنازل والمستشفيات، يحدث غالبًا بين الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض ظاهرة، وتنتشر العدوى الوبائية مع تفشي المرض في المجتمعات بطريقة مثل "الباب الدوار"، إذ تنتقل العدوى من المرضى إلى الأطباء والممرضين ومن الأطباء وأطقم التمريض إلى مرضى آخرين.
وقدر التقرير أن 1% إضافية من حالات كوفيد-19 خلال شهر مايو كانت بين مرضى بحالات أخرى وأصيبوا بعدوى فيروس كورونا في المستشفى. وقال الباحثون إن 6% آخرين كانوا من سكان دور الرعاية.
وتشير البيانات إلى أن احتمال الإصابة بالعدوى بكوفيد-19 بين العاملين في مجال الرعاية الصحية أعلى بستة أضعاف من باقي الأشخاص في المجتمع، حيث كشفت اختبارات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن 1.87% من العاملين في الرعاية الصحية جاءت نتائج تحاليلهم ومسحاتهم إيجابية مقارنة بـ0.32% فقط من باقي المواطنين.
أسباب وراء الظاهرة
ويرجح الخبراء أن عدم كفاية معدات الحماية وأدوات الوقاية الشخصية، وعدم إجراء اختبارات كافية، وعدم فصل المرضى جيدًا بالدرجة الكافية، وربما عدم التزام بعض الأطباء وأفراد أطقم التمريض بشروط التباعد الجسدي، جميعها أو بعض منها سبب وراء ارتفاع نسب الإصابة بالعدوى بين أفراد القطاعات الطبية في الكثير من الدول.
وقال الباحثون إنه من المهم فهم أسباب انتشار العدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية لأنها ساهمت في بعض الحالات بنقل العدوى في مجتمعاتهم والعكس بالعكس صحيح أيضًا.
وأرجح التقرير أن "للعدوى في المستشفيات آثار مهمة على مدى انتشار العدوى موضحا أن الخطر يشمل المرضى في المستشفى وبعض الموظفين الذين يكونون خطر أعلى. ويحدث انتقال العدوى في المجتمعات من خلال خروج بعض المرضى المعديين من المستشفيات إلى الحجر الصحي المنزلي، والذين ربما ينقلون العدوى بدورهم إلى العائلات وغيرهم من المتصلين بهم وينطبق الأمر كذلك على المرضى ممن كانوا يتلقون العلاج من أمراض أخرى وانتقلت لهم العدوى بالمستشفى، وكذلك الحال بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
المعالجون والمرضى
وفي هذا السياق، يشير التقرير إلى دراسة، نشرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا في مايو، والتي توقعت أن تنتشر 89% من حالات كوفيد-19 بين العاملين في مجال الرعاية الصحية داخل المستشفيات.
وأضافت الدراسة أن نحو 20% من الإصابات في المرضى الداخليين بالمستشفى انتقلت لهم العدوى من مصاب بكوفيد-19 أثناء تواجدهم بالمستشفى للعلاج من مرض آخر.
وقال التقرير إن البيانات من 26 أبريل إلى 7 يونيو كشفت أن ما لا يقل عن 10% من جميع إصابات كوفيد-19 كانت من نصيب الطواقم الطبية بجميع كوادرها.
باب دوار
وتقول بروفيسور آن جونسون، من كلية لندن الجامعية: "إن العدوى المكتسبة من المستشفيات تضخم انتشار الحالات في المجتمع...مستعينة بتشبيه ورد في صحيفة "إيفنينج ستاندرد" بأن هناك باباً دواراً من المستشفى إلى المجتمع والعودة مرة أخرى".
عائلات الأطباء والممرضين
وقالت إنه من المرجح أن يصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالفيروس في العمل أثناء رعاية المصابين بكوفيد-19، ثم ينقلون الفيروس التاجي إلى منازلهم وينشرونه بين أفراد أسرهم والمخالطين لهم خارج العمل.
دراسة حالة
أيضا تضمن التقرير دراسة حالة واحدة لعامل في مستشفى بألمانيا ذهب للعمل رغم معاناته من ارتفاع بدرجة الحرارة، وأصاب 28 زميلًا و13 مريضاً و7 زوار. وأشارت التحقيقات في هذه الحالة إلى أن انتشار العدوى بشكل غير منضبط حدث بشكل أساسي نتيجة لعدم الالتزام بإجراءات الحماية الاجتماعية والتباعد الجسدي وعدم وجود معدات وقاية شخصية كافية، وقبل كل ذلك عدم بقاء العامل المصاب في المنزل.