مصر: ارتفاع قتلى الاحتجاجات إلى 10
جو 24 : قتل 10 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 600 آخرين خلال أعمال عنف صاحبت الاحتجاجات العارمة المستمرة في مصر منذ الأحد، ضد حكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
وسقط قتيل بالرصاص مساء الاحد خلال مواجهات عنيفة اندلعت امام المقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة بين مؤيدين للرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة ومعارضين له يطالبونه بالتنحي وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما افاد مصدر طبي.
وقال المصدر ان القتيل شاب في ال26 من العمر قتل بعد اصابته بطلق ناري في رأسه، في حين اصيب عشرات آخرون بجروح في هذه المواجهات العنيفة التي اندلعت اثر تعرض المقر الواقع في حي المقطم بشرق القاهرة لهجوم.
واندلعت المواجهات امام المقر عند المساء في حين كانت البلاد باسرها تشهد تظاهرات ضخمة تطالب الرئيس بالرحيل.
ومع هبوط الليل تواصلت الاشتباكات وعنفت وتخللها خصوصا رمي زجاجات حارقة باتجاه المقر مما اسفر عن اندلاع النار فيه.
وافاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان نشطاء في جماعة الاخوان المسلمين مزودين ببنادق صيد عمدوا الى اطلاق النار على المهاجمين لمنعهم من الوصول للمقر، وفي وقت لاحق من المساء تطور اطلاق النار الى طلقات رشاشة سمع دويها في محيط المقر.
وكان جهاد الحداد المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان قال مساء الاحد ان حوالى 150 "من البلطجية غير المعروفين" هاجموا المقر الرئيسي للجماعة بقنابل المولوتوف والحجارة مطلقين ايضا الخرطوش.
وبث التلفزيون مشاهد ظهر فيها عشرات الاشخاص وهم يهاجمون مقر الجماعة.
من جهته، دعا احد قادة جبهة الانقاذ الوطني المصرية المعارضة مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي الجيش الى التدخل "اذا لم يستجب مرسي لارادة الشعب".
وقال صباحي ان "مصر شهدت (الاحد) يوما تاريخيا وهذا خروج غير مسبوق لشعب مصر في التاريخ"، معتبرا ان السيناريوهات المحتملة في المستقبل "تخرج عن اثنين، الاول ان يستجيب مرسي طائعا لارادة الشعب المصري التي برهن عليها اليوم او ان يرفض فيضطر للاستجابة مكرها".
واضاف ان وزير الدفاع "الفريق اول عبد الفتاح السيسي قال منذ ايام انه يحترم ارادة الشعب وقد عبر عنها بالفعل، وسؤال الشعب الان اين القوات المسلحة؟".
وتابع "اننا نطلب من القوات المسلحة احتراما لتقاليدها العسكرية واهمها انها تعبير عن الوطنية المصرية ومنحازة لارادة الشعب وهو ما فعلته في 25 يناير" 2011 ابان الثورة على الرئيس السابق حسني مبارك.
واعتبر صباحي ان "الفريق السيسي وعد بالدفاع عن ارادة الشعب، والشعب ينتظر من القوات المسلحة ما تعهدت به وينتظر البيان رقم 1 للقوات المسلحة"، في اشارة الى البيانات المرقمة التي اعتاد الجيش المصري ان يصدرها عندما يتدخل لتأمين عملية انتقال للسلطة.
واعتبر صباحي انه "اذا انصاع مرسي طواعية لارادة الشعب فان هذا سيؤمن مخرجا آمنا ليس لشخصه فقط ولكن لجماعة الاخوان المسلمين".
وكان الفريق السيسي قال في بيان قبل اسبوع ان الجيش قد يضطر الى التدخل في الحياة السياسية "لمنع اقتتال داخلي"، مشددا على ان الجيش المصري ينحاز الى "ارادة الشعب".
واكد وزير الدفاع في ذاك البيان ان "المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة".
واستنزفت مصر نفسها أمس في تظاهرات معارضة للرئيس محمد مرسي تطالب برحيله، واخرى مؤيدة له بدا أن اعدادها توارت أمام تدفق المعارضين الى غالبية ميادين البلاد وساحاتها.
وفيما بدا تصعيدا يستحضر ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك، دعت جبهة الإنقاذ الوطني (ائتلاف المعارضة الرئيسي) المصريين أمس، الى "البقاء في الميادين" حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة.
وقالت الجبهة في بيان بعنوان "بيان الثورة رقم 1" إن "الجماهير صدقت" بنزولها الى الشوارع أمس على "سقوط نظام محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين".
واضاف البيان ان "الشعب المصري مستمر في استكمال ثورته، وسوف يفرض إرادته التي وضحت بجلاء في جميع ميادين تحرير مصر".
وتابع البيان أن "جبهة الإنقاذ على ثقة بأن الشعب المصري سيحمي ثورته حتى يتم الانتقال السلمى للسلطة، وتهيب بجميع القوى الثورية وجميع المواطنين أن يستمروا في البقاء السلمي في جميع ميادين وشوارع وقرى ونجوع البلاد والامتناع عن التعامل مع الحكومة الإخوانية الساقطة حتى سقوط آخر معاقل هذا التنظيم المستبد".
ونزل مئات الآلاف من المصريين الى الشوارع في القاهرة وعدة محافظات للمطالبة باستقالة الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الذكرى الاولى لتوليه السلطة مرددين شعار "ارحل" ورافعين اعلام مصر والبطاقات الحمراء استجابة لدعوة حملة "تمرد" التي اعلنت انها جمعت 22 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفيما كان مئات الآلاف يهتفون "مرسي باطل" عصر أمس في ميدان التحرير، انطلقت مسيرات حاشدة في معظم ميادين القاهرة متجهة الى الميدان، الذي كان بؤرة الثورة على حسني مبارك العام 2011، والى قصر الاتحادية الرئاسي.
وانطلقت تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف كذلك في العديد من المدن في مختلف انحاء البلاد من بينها الاسكندرية ومنوف والمحلة وطنطا والمنصورة والسويس وبورسعيد واسوان والزقازيق والفيوم المعروفة تقليديا بأنها من معاقل الإسلاميين.
وعلى صعيد المواجهات، قالت مصادر وزارة الصحة المصرية إن أربعة قتلى سقطوا أمس فيما جرح 223 آخرون، بينهم قتيل و26 جريحا باشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري محمد مرسي في مدينة بني سويف جنوبي القاهرة.
وفي القاهرة، قالت مصادر طبية إن نحو 50 شخصا أصيبوا بطلقات الخرطوش خلال مسيرة لمعارضي الرئيس المصري محمد مرسي امس أمام مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين بمدينة حوش عيسى في دلتا النيل.
وقال مصدر ان خمسة من المصابين نقلوا الى مستشفى العيون في مدينة دمنهور القريبة لعلاجهم.
وقال شهود عيان ان المسيرة التي شارك فيها ألوف المطالبين بتنحي مرسي تعرضت لطلقات الخرطوش عند مرورها أمام مقر الحزب وان سكانا حاصروا المقر بعد الحادثة.
وقال الحزب في بيان ان بلطجية حاولوا التعدي على المقر وان أعضاء فيه ألقوا القبض على عدد منهم لتسليمهم للشرطة.
وقال شهود ان مئات من معارضي مرسي أحرقوا مقرا لحزب الحرية والعدالة وأحرقوا واجهة مقر آخر للحزب في مدينة بني سويف جنوبي القاهرة في الساعات الاولى من الصباح.
وقال شاهد ان المحتجين هاجموا المقرين بالزجاجات الحارقة وان أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين اشتبكوا مع المهاجمين أمام المقر الذي أحرقت واجهته. وأضاف أن طلقات الخرطوش والحجارة استخدمت في الاشتباك.
وقالت مصادر صحية ان شخصين أصيبا في الاشتباك ونقلا الى مستشفى بني سويف العام.
وقال مسؤول في جماعة الاخوان المسلمين في الشرقية طالبا ألا ينشر اسمه ان مقر الجماعة في مدينة أبو حماد في المحافظة هوجم وأشعلت فيه النار.
وأضاف أن الجماعة أخلت مقارها ومقر حزبها الحرية والعدالة في المحافظة بعد الهجوم الذي استهدف مقرها الرئيسي في الزقازيق يوم الجمعة والذي قتل فيه أحد أعضائها.
وقال شهود ان معارضين أشعلوا النار بمقر حزب الحرية والعدالة في قرية طناح القريبة من مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية.
وقالت أمانة حزب الحرية والعدالة في مدينة السنبلاوين احدى مدن الدقهلية إن بلطجية رشقوا مقر الحزب في المدينة بالحجارة أمس مما تسبب بتحطيم الزجاج وتكسير المدخل وإنهم مزقوا شعارات الحزب خارج المقر.
وشهدت ميادين مصر وساحاتها وشوارعها أمس، تدفق مئات الآلاف من المصريين للمطالبة باستقالة الرئيس مرسي في الذكرى الاولى لتوليه السلطة.
من جهتها، قالت الرئاسة المصرية أمس، إن الحوار هو "الوسيلة الوحيدة" لحل الأزمة الراهنة في البلاد".
وأكد المتحدث الرئاسة باسم إيهاب فهمي في مؤتمر صحفي ردا على سؤال حول سبل حل الأزمة الراهنة "الحوار هو السبيل الوحيد" مضيفا "لا سبيل إلا أن يجلس الطرفان (السلطة والمعارضة) معا ويسعيان للتوصل الى تفاهمات مشتركة".
وأضاف "الرئيس منفتح على حوار وطني حقيقي وجاد مع كافة الأحزاب السياسية والقوى الوطنية للتوصل الى توافق وطني حقيقي يخرج البلاد من وضع الاستقطاب الحالي".
وانتشرت قوات الجيش والشرطة لحماية التظاهرات والمنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة، كما كانت مروحيات عسكرية تحلق فوق مناطق التظاهر عصرا في إطار تأمين اسطح البنايات تحسبا لوجود اي قناصة، بحسب قنوات التلفزيون المحلية.
وانضم اثنان من قادة جبهة الإنقاذ الوطني هما محمد البرادعي وحمدين صباحي الى مسيرتين متجهتين الى ميدان التحرير.
كما نظمت مجموعة من ضباط الشرطة مسيرة في اتجاه ميدان التحرير بمشاركة وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين.
ونظم مثقفون مصريون مسيرة من مقر وزارة الثقافة في حي الزمالك (وسط القاهرة) حيث يعتصمون منذ ثلاثة أسابيع في اتجاه ميدان التحرير وكذلك نظم المحامون والصحفيون مسيرتين مماثلتين من مقري نقابتيهما الى التحرير.
ويواصل مؤيدو الرئيس المصري من جهتهم اعتصامهم امام مسجد رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بشرق القاهرة معلنين إصرارهم على الدفاع عن "شرعية مرسي" إلا أن هذا الاعتصام توارى خلف الأعداد الكبيرة للمعارضين واتساع النطاق الجغرافي لتظاهراتهم. وأعلنت الشرطة المصرية بعد ظهر أمس، القبض على عدة اشخاص وبحوزتهم اسلحة في القاهرة والاسكندرية والسويس والسلوم.
وبث المعارض محمد البرادعي مساء أمس، شريط فيديو قصيرا دعا فيه المصريين الى المشاركة في التظاهرات "السلمية"، وطالب الرئيس مرسي بـ"الاستماع الى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة".
وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه "فشل" في إدارة الدولة وبأنه يسعى الى "أخونة" كل مفاصلها كما تتهمه بـ"الاستبداد" منذ أصدر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 إعلانا دستوريا أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد.
ويرد أنصار الرئيس مؤكدين أن المعارضة ترفض احترام قواعد الديمقراطية التي تقضي بأن يستكمل الرئيس المنتخب مدته الرئاسية، متهمين إياها بأنها تريد "الانقلاب على الشرعية".
(وكالات)
وسقط قتيل بالرصاص مساء الاحد خلال مواجهات عنيفة اندلعت امام المقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة بين مؤيدين للرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة ومعارضين له يطالبونه بالتنحي وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما افاد مصدر طبي.
وقال المصدر ان القتيل شاب في ال26 من العمر قتل بعد اصابته بطلق ناري في رأسه، في حين اصيب عشرات آخرون بجروح في هذه المواجهات العنيفة التي اندلعت اثر تعرض المقر الواقع في حي المقطم بشرق القاهرة لهجوم.
واندلعت المواجهات امام المقر عند المساء في حين كانت البلاد باسرها تشهد تظاهرات ضخمة تطالب الرئيس بالرحيل.
ومع هبوط الليل تواصلت الاشتباكات وعنفت وتخللها خصوصا رمي زجاجات حارقة باتجاه المقر مما اسفر عن اندلاع النار فيه.
وافاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان نشطاء في جماعة الاخوان المسلمين مزودين ببنادق صيد عمدوا الى اطلاق النار على المهاجمين لمنعهم من الوصول للمقر، وفي وقت لاحق من المساء تطور اطلاق النار الى طلقات رشاشة سمع دويها في محيط المقر.
وكان جهاد الحداد المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان قال مساء الاحد ان حوالى 150 "من البلطجية غير المعروفين" هاجموا المقر الرئيسي للجماعة بقنابل المولوتوف والحجارة مطلقين ايضا الخرطوش.
وبث التلفزيون مشاهد ظهر فيها عشرات الاشخاص وهم يهاجمون مقر الجماعة.
من جهته، دعا احد قادة جبهة الانقاذ الوطني المصرية المعارضة مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي الجيش الى التدخل "اذا لم يستجب مرسي لارادة الشعب".
وقال صباحي ان "مصر شهدت (الاحد) يوما تاريخيا وهذا خروج غير مسبوق لشعب مصر في التاريخ"، معتبرا ان السيناريوهات المحتملة في المستقبل "تخرج عن اثنين، الاول ان يستجيب مرسي طائعا لارادة الشعب المصري التي برهن عليها اليوم او ان يرفض فيضطر للاستجابة مكرها".
واضاف ان وزير الدفاع "الفريق اول عبد الفتاح السيسي قال منذ ايام انه يحترم ارادة الشعب وقد عبر عنها بالفعل، وسؤال الشعب الان اين القوات المسلحة؟".
وتابع "اننا نطلب من القوات المسلحة احتراما لتقاليدها العسكرية واهمها انها تعبير عن الوطنية المصرية ومنحازة لارادة الشعب وهو ما فعلته في 25 يناير" 2011 ابان الثورة على الرئيس السابق حسني مبارك.
واعتبر صباحي ان "الفريق السيسي وعد بالدفاع عن ارادة الشعب، والشعب ينتظر من القوات المسلحة ما تعهدت به وينتظر البيان رقم 1 للقوات المسلحة"، في اشارة الى البيانات المرقمة التي اعتاد الجيش المصري ان يصدرها عندما يتدخل لتأمين عملية انتقال للسلطة.
واعتبر صباحي انه "اذا انصاع مرسي طواعية لارادة الشعب فان هذا سيؤمن مخرجا آمنا ليس لشخصه فقط ولكن لجماعة الاخوان المسلمين".
وكان الفريق السيسي قال في بيان قبل اسبوع ان الجيش قد يضطر الى التدخل في الحياة السياسية "لمنع اقتتال داخلي"، مشددا على ان الجيش المصري ينحاز الى "ارادة الشعب".
واكد وزير الدفاع في ذاك البيان ان "المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة".
واستنزفت مصر نفسها أمس في تظاهرات معارضة للرئيس محمد مرسي تطالب برحيله، واخرى مؤيدة له بدا أن اعدادها توارت أمام تدفق المعارضين الى غالبية ميادين البلاد وساحاتها.
وفيما بدا تصعيدا يستحضر ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك، دعت جبهة الإنقاذ الوطني (ائتلاف المعارضة الرئيسي) المصريين أمس، الى "البقاء في الميادين" حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة.
وقالت الجبهة في بيان بعنوان "بيان الثورة رقم 1" إن "الجماهير صدقت" بنزولها الى الشوارع أمس على "سقوط نظام محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين".
واضاف البيان ان "الشعب المصري مستمر في استكمال ثورته، وسوف يفرض إرادته التي وضحت بجلاء في جميع ميادين تحرير مصر".
وتابع البيان أن "جبهة الإنقاذ على ثقة بأن الشعب المصري سيحمي ثورته حتى يتم الانتقال السلمى للسلطة، وتهيب بجميع القوى الثورية وجميع المواطنين أن يستمروا في البقاء السلمي في جميع ميادين وشوارع وقرى ونجوع البلاد والامتناع عن التعامل مع الحكومة الإخوانية الساقطة حتى سقوط آخر معاقل هذا التنظيم المستبد".
ونزل مئات الآلاف من المصريين الى الشوارع في القاهرة وعدة محافظات للمطالبة باستقالة الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الذكرى الاولى لتوليه السلطة مرددين شعار "ارحل" ورافعين اعلام مصر والبطاقات الحمراء استجابة لدعوة حملة "تمرد" التي اعلنت انها جمعت 22 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفيما كان مئات الآلاف يهتفون "مرسي باطل" عصر أمس في ميدان التحرير، انطلقت مسيرات حاشدة في معظم ميادين القاهرة متجهة الى الميدان، الذي كان بؤرة الثورة على حسني مبارك العام 2011، والى قصر الاتحادية الرئاسي.
وانطلقت تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف كذلك في العديد من المدن في مختلف انحاء البلاد من بينها الاسكندرية ومنوف والمحلة وطنطا والمنصورة والسويس وبورسعيد واسوان والزقازيق والفيوم المعروفة تقليديا بأنها من معاقل الإسلاميين.
وعلى صعيد المواجهات، قالت مصادر وزارة الصحة المصرية إن أربعة قتلى سقطوا أمس فيما جرح 223 آخرون، بينهم قتيل و26 جريحا باشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري محمد مرسي في مدينة بني سويف جنوبي القاهرة.
وفي القاهرة، قالت مصادر طبية إن نحو 50 شخصا أصيبوا بطلقات الخرطوش خلال مسيرة لمعارضي الرئيس المصري محمد مرسي امس أمام مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين بمدينة حوش عيسى في دلتا النيل.
وقال مصدر ان خمسة من المصابين نقلوا الى مستشفى العيون في مدينة دمنهور القريبة لعلاجهم.
وقال شهود عيان ان المسيرة التي شارك فيها ألوف المطالبين بتنحي مرسي تعرضت لطلقات الخرطوش عند مرورها أمام مقر الحزب وان سكانا حاصروا المقر بعد الحادثة.
وقال الحزب في بيان ان بلطجية حاولوا التعدي على المقر وان أعضاء فيه ألقوا القبض على عدد منهم لتسليمهم للشرطة.
وقال شهود ان مئات من معارضي مرسي أحرقوا مقرا لحزب الحرية والعدالة وأحرقوا واجهة مقر آخر للحزب في مدينة بني سويف جنوبي القاهرة في الساعات الاولى من الصباح.
وقال شاهد ان المحتجين هاجموا المقرين بالزجاجات الحارقة وان أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين اشتبكوا مع المهاجمين أمام المقر الذي أحرقت واجهته. وأضاف أن طلقات الخرطوش والحجارة استخدمت في الاشتباك.
وقالت مصادر صحية ان شخصين أصيبا في الاشتباك ونقلا الى مستشفى بني سويف العام.
وقال مسؤول في جماعة الاخوان المسلمين في الشرقية طالبا ألا ينشر اسمه ان مقر الجماعة في مدينة أبو حماد في المحافظة هوجم وأشعلت فيه النار.
وأضاف أن الجماعة أخلت مقارها ومقر حزبها الحرية والعدالة في المحافظة بعد الهجوم الذي استهدف مقرها الرئيسي في الزقازيق يوم الجمعة والذي قتل فيه أحد أعضائها.
وقال شهود ان معارضين أشعلوا النار بمقر حزب الحرية والعدالة في قرية طناح القريبة من مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية.
وقالت أمانة حزب الحرية والعدالة في مدينة السنبلاوين احدى مدن الدقهلية إن بلطجية رشقوا مقر الحزب في المدينة بالحجارة أمس مما تسبب بتحطيم الزجاج وتكسير المدخل وإنهم مزقوا شعارات الحزب خارج المقر.
وشهدت ميادين مصر وساحاتها وشوارعها أمس، تدفق مئات الآلاف من المصريين للمطالبة باستقالة الرئيس مرسي في الذكرى الاولى لتوليه السلطة.
من جهتها، قالت الرئاسة المصرية أمس، إن الحوار هو "الوسيلة الوحيدة" لحل الأزمة الراهنة في البلاد".
وأكد المتحدث الرئاسة باسم إيهاب فهمي في مؤتمر صحفي ردا على سؤال حول سبل حل الأزمة الراهنة "الحوار هو السبيل الوحيد" مضيفا "لا سبيل إلا أن يجلس الطرفان (السلطة والمعارضة) معا ويسعيان للتوصل الى تفاهمات مشتركة".
وأضاف "الرئيس منفتح على حوار وطني حقيقي وجاد مع كافة الأحزاب السياسية والقوى الوطنية للتوصل الى توافق وطني حقيقي يخرج البلاد من وضع الاستقطاب الحالي".
وانتشرت قوات الجيش والشرطة لحماية التظاهرات والمنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة، كما كانت مروحيات عسكرية تحلق فوق مناطق التظاهر عصرا في إطار تأمين اسطح البنايات تحسبا لوجود اي قناصة، بحسب قنوات التلفزيون المحلية.
وانضم اثنان من قادة جبهة الإنقاذ الوطني هما محمد البرادعي وحمدين صباحي الى مسيرتين متجهتين الى ميدان التحرير.
كما نظمت مجموعة من ضباط الشرطة مسيرة في اتجاه ميدان التحرير بمشاركة وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين.
ونظم مثقفون مصريون مسيرة من مقر وزارة الثقافة في حي الزمالك (وسط القاهرة) حيث يعتصمون منذ ثلاثة أسابيع في اتجاه ميدان التحرير وكذلك نظم المحامون والصحفيون مسيرتين مماثلتين من مقري نقابتيهما الى التحرير.
ويواصل مؤيدو الرئيس المصري من جهتهم اعتصامهم امام مسجد رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بشرق القاهرة معلنين إصرارهم على الدفاع عن "شرعية مرسي" إلا أن هذا الاعتصام توارى خلف الأعداد الكبيرة للمعارضين واتساع النطاق الجغرافي لتظاهراتهم. وأعلنت الشرطة المصرية بعد ظهر أمس، القبض على عدة اشخاص وبحوزتهم اسلحة في القاهرة والاسكندرية والسويس والسلوم.
وبث المعارض محمد البرادعي مساء أمس، شريط فيديو قصيرا دعا فيه المصريين الى المشاركة في التظاهرات "السلمية"، وطالب الرئيس مرسي بـ"الاستماع الى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة".
وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه "فشل" في إدارة الدولة وبأنه يسعى الى "أخونة" كل مفاصلها كما تتهمه بـ"الاستبداد" منذ أصدر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 إعلانا دستوريا أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد.
ويرد أنصار الرئيس مؤكدين أن المعارضة ترفض احترام قواعد الديمقراطية التي تقضي بأن يستكمل الرئيس المنتخب مدته الرئاسية، متهمين إياها بأنها تريد "الانقلاب على الشرعية".
(وكالات)