"الجزيرة" تشعل النيران وتهرب من منتدى الإعلام العربي
لم يستغرب حضور منتدى الإعلام العربي غياب قناة الجزيرة القطرية عن الحضور في جلسة خاصة كانت تتناول دور القنوات الإخبارية في اندلاع الربيع العربي، وهي العنصر الإخباري الأكثر تأثيرًا في ذلك، مع شبه اتفاق عربي على غياب الحياد عن مؤسساتها الإعلامية.
وجددت قناة الجزيرة غيابها المعتاد عن جلسات منتدى الإعلام العربي المقام حاليا في دبي، في جلسة كان مقررا لها أن تكون ضمن كوكبة المتحدثين حول "القنوات الإخبارية العربية ودورها في الربيع العربي"، وهي على وجه الخصوص العربي المتهم الأول في صب الزيت بتدفق على شعلة البوعزيزي في تونس.
وجاءت الجلسة بمشاركة قياديين في التحرير من قناة العربية، وقناة بي بي سي عربية، وقناة روسيا اليوم، إضافة إلى رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية، وجاءت الجلسة حاوية لأسئلة كبرى تخص القنوات الإخبارية العربية وهل كانت هي المحرض والمحرك لاندلاع الثورات العربية وفق أجنداتها الخاصة؟ مع حضور شرفي لمندوب روسيا اليوم، التي قوبلت بانتقاد كبير من بعض الحضور نظرا للموقف الروسي من أحداث سوريا.
كل الأسئلة كانت مفخخة وسط حضور يعلم أن الإجابة عليها ليست بالصعوبة في مكان يعرف الحقائق الكاملة والمختبئة وراء ستار "الحياد" المتفرع للانحياز، وهو ما أكدته مداخلات الحضور المتسمة بشيء كبير من الغضب على التعاطي الإعلامي مع الثورات.
الهدف الأساسي للجلسة وفق ما أشارت إليه مديرة الجلسة منتهى الرمحي مذيعة قناة العربية التي لم تخف تحيزها لقناتها؛ إنها محاولة رسم صورة واضحة للجمهور عن مدى صحة مقولة إن القنوات الإخبارية كانت مساهمة في رسم خريطة للثورات العربية.
رئيس تحرير جريدة الشروق عمرو خفاجي أوضح في مستهل حديثه أن لكل وسيلة إعلامية طريقتها في التعاطي مع الحدث، مستدلا ببعض المفاهيم الصحافية التي تعطي عمقا في تحليلاتها وموقفها، وأن لغة الحياد مفقودة في الوسائل الإعلامية العربية وهو ما كشفت عنه الثورات العربية، مكتفيا بقوله: إن الحياد من الخارج، وليس من الداخل.
رئيس تحرير الأخبار في قناة العربية نخلة الحاج قال في حديثه إنه لا يصدق أن الفضائيات الإخبارية تحرك الثورات، ويتمنى وفق حديثه أن يكون للقنوات الإخبارية القوة ليكون لها دور في صنع الثورات. مضيفا أن القنوات العربية كانت مجرد ناقلة فقط لأحداث الربيع العربي.
أما كبير محرري قناة بي بي سي عربية فارس خوري، فقال إن "الأهداف التي تهدف إليها الفضائيات هي نقل الواقع بحيادية" وأن مهمتهم في القناة تكمن في نقل الواقع بأقرب ما يكون للحقيقة. مضيفا أنهم في القناة قادرون على التمييز بين ما هو صحيح وغيره، وأنه ليس من شأن القنوات مخاطبة الأنظمة.
وأشعل مفهوم "الحياد" الجدال في جلسة تغطية القنوات العربية للثورات وهو ما أكده الاستفتاء على صفحة قناة العربية على الفيسبوك التي جاءت نتائجه حول مدى مساهمة القنوات الإخبارية في صنع الربيع العربي، حيث أجاب ٧٢٪ بأن لها دورًا في المساهمة في الربيع العربي، بينما رفض ذلك قرابة ٢٢٪ وجاءت النتائج الأخرى متفاوتة في الرفض والقبول.(ايلاف)