jo24_banner
jo24_banner

حياصات لـ الاردن24: السياحة العلاجية "منجم الاقتصاد الوطني" .. وهكذا نحول الأزمة لفرصة

حياصات لـ الاردن24: السياحة العلاجية منجم الاقتصاد الوطني .. وهكذا نحول الأزمة لفرصة
جو 24 :
 خاص - "ونحن على مشارف استقبال مرضى السياحة العلاجية، وفقا للبروتوكول الذي أطلقته الحكومة، علينا أن نعيد قراءة النظام الصحي، لتطويره بما يواكب متطلبات المرحلة". بهذه الجملة، استهل وزير الصحة الأسبق، مدير مستشفى الكندي، الدكتور علي حياصات، حديثه لـ الاردن24، حول بروتوكول الحكومة للسياحة العلاجية، ورؤيته للمشهد الطبي بعد جائحة فايروس كورونا المستجد التي أضرّ بالاقتصاد الأردني والعالمي.

ولفت حياصات خلال حديثه إلى نجاح الحكومة في إدارة أزمة جائحة كورونا، وعن جهودها المتواصلة لتحقيق التطلعات الملكية الخاصة باستثمار وتطوير قطاع السياحة العلاجية، باعتباره "منجم" الاقتصاد الوطني، وحول تطلعاته كمدير عام لمستشفى الكندي.

وتاليا نصّ المقابلة:

* الاردن24: كيف تقرأ المشهد العام الطبي بالأردن بعد جائحة كورونا؟

- لا بدّ من إنصاف الأردن، حيث شهدت القطاعات المختلفة تطوراً كبيراً على كافة الأصعدة والقطاع الصحي - برأيي- بحاجة إلى مراجعة كل مدة، للتطوير المستمر بما يتواكب مع متطلبات المرحلة.
وعلينا أن نتعاون جميعا، لنكمل بناء ما حققناه حتى اليوم ليبقى القطاع الصحي قوي ومتين، حيث أن القطاع الطبي الخاص ثروة وطنية، بل (منجم اقتصاد وطني) وعلينا أن نتعاون ونشبك مع كافة الجهات ذات العلاقة في الأردن والخارج ، لنعطي الصورة البهية عن الأردن، في كل المحافل الدولية.
اليوم ونحن نفعل حقل "السياحة العلاجية" والاستشفائية، علينا ان نقرأ بحرفية، طبيعة المرحلة الراهنة والمستقبلية، ومراجعة الأنظمة الصحية ومؤسساتها وطريقة عملها.

* الاردن24: ما رأيك بأداء الحكومة أثناء الجائحة ؟

- برأيي أن الحكومة أعادت تنظيم القطاع الطبي خلال الأزمة وتمكنت من السيطرة على الوباء، وأثبتنا أن نظامنا الصحي قوي بالرغم من وجود بعض العثرات الإدارية.
غير أنه لا يجب الوقوف عند هذا الحد، والاستمرار في إغلاقنا على أنفسنا، حتى لا نتأخر عن دول العالم، ونخسر قطاع مهم في رفد الاقتصاد الوطني.
اليوم فرصة ثمينة لاستحداث أنظمة وترتيبات على صعيد الدولة والعاملين بالقطاع الطبي، بما يحمي القطاع وكوادره، والمواطن، والمريض القادم من الخارج.

* الاردن24 : ما رأيكم بخطة الحكومة للسياحة العلاجية؟

- خطوة صحيحة واحترمها، واقدّر للحكومة تجاوبها مع ايعازات جلالة الملك للعمل على تنشيط قطاع السياحة العلاجية، إذ أن جلالة الملك يتقدم دائما بقراراته ورؤاه وتطلعاته لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
وفكرة الخطة بحد ذاتها ممتازة، بيد أنها تتضمن جملة اشتراطات اخشى أن تكون عائقا أمام المرضى من الخارج.
أفهم تخوفات الحكومة وحرصها على سلامة الوضع الوبائي في الأردن، المهم أن تتكاتف جميع الجهات ذات العلاقة، لاستثمار قطاع السياحة العلاجية، بطاقته القصوى، في هذه الظروف تحديدا.

* الاردن24: لو أتيح لكم المشاركة في وضع الخطة، ما البند الذي ستسعى إلى تعديله؟
شرط الحجر تحديدا، وخاصة أن المريض القادم من الخارج سيجري عدة فحوصات قبل وصوله المطار، إضافة إلى فحص المطار، والمستشفى القادم إليه، ومن ثبت خلوه من العدوى لن يقبل بالحجر سواء في فندق أو مستشفى.
الحجر ايضا سيحرم سلسلة من القطاعات الدخل المتأتي من مرضى السياحة العلاجية، بداية من التكسي وانتهاء بالأسواق والمطاعم وغيرها .
وأدعو الحكومة هنا، إلى النظر بشرط الحجر، وتصنيف الدول وفقا للوضع الوبائي لها، فلا يجوز استثناء مريض يرغب بالعلاج في الأردن، وفقا لعدد المصابين في دولته ، بل يجب أن يدرس كحالة خاصة، فهناك دول عدد سكانها مئات الملايين والمصابين فيها بضعة آلاف، فهل نستثني جميع القاطنين في الدولة.
اعتقد، أن هناك فرصة لإعادة النظر بهذه القيود، واستبالها بتكثيف الفحوصات وتقليل مدة الحجر، وخاصة لمن تثبت الفحوصات خلوه من الفيروس.

* الاردن24: هل من الممكن تحويل أزمة الكورونا إلى فرصة، وخاصة في مجال السياحة العلاجية؟

- بالتأكيد نستطيع، فالأردن غني بالكفاءات الطبية العريقة والمميزة، وزاخر بالمرافق الاستشفائية الطبيعية، مثل البحر الميت وشلالات ماعين، إضافة على ذلك، تحقق الأردن الميزة السعرية لكل مرضى العالم، فأسعارنا أقل من الدول الأخرى.
اليوم علينا أنّ نفك الحلقة الأولى ونبدأ باستقبال المرضى أسواقنا التقليدية، والأسواق القريبة مثل: سوريا العراق فلسطين، ضمن نظام واضح وموحد للمرضى من كل القارات.
وبالتوازي، استحداث رؤى لترويج القطاع الطبي أمام أسواق جديدة، وتسهيل الاجراءات لاستقبال المرضى من كل دول العالم، فهناك مرضى يأتون من أوروبا وافريقيا، وهذا دليل على قوة وكفاءة القطاع الطبي الأردني .
كما أن في الأردن قوانين تضمن حق المرضى بالحصول على خدمات علاجية فائقة الجودة، كقانون المسؤولية الطبية، والاعتمادية للمستشفيات وغيرها من الأنظمة التي تسهم بتحسين العملية الصحية من خلال القوانين والتشريعات.
وهنا، لا ننسى ايضا استقرار الوضع الأمني وضبط الوباء في الأردن، ووجوب استغلالهما، لتطوير قطاع السياحة بشكل عام، والسياحة العلاجية بشكل خاص.
وفي هذا السياق أدعو خلية الأزمة ولجنة الأوبئة، إلى إعادة النظر بقرار الحجر، والتفاعل مع المتغيرات على أرض الواقع، وتقصي "التغذية الراجعة" لخطة السياحة العلاجية، فلا يجوز التمترس خلف قرارات قد لا تأتي بالنتائج المتوقعة عند التطبيق.
ويسجل للحكومة وللخلية واللجنة، التجاوب المستمر مع نتائج القرارات وتغييرها بما يتناسب مع الواقع، وتقبل النقد البناء الهادف للتطوير وتحسين الأداء والخروج بنتائج ايجابية تخدم المصلحة الوطنية.

* الاردن24: مؤخراً.. قدت نشاطات تخص مستشفى الكندي الذي افتتح مؤخراً ولاقى إعجاب الزائرين من مرضى ومرافقين ومسؤولين.. ما الرؤية القادمة للكندي؟
- صحيح، استقبلنا سفراء كل من دول السودان والعراق والجزائر والكويت للتعريف بمقدرات الوطن العلاجية والسياحية، ولبث روح الطمأنينة لدى الدول على صحة رعاياهم وجودة الخدمات المقدمة لهم.
هذا النموذج من التشبيك مع سفارات دول العالم، يسهم في بناء علاقات صحية وتجارية واقتصادية، تنعكس على كافة قطاعات الوطن ويعطي صورة مشرقة وجميلة عن الأردن وكفاءاته وخدماته ومرافقه، وهذا واجب وطني، على الجميع القيام به.
وهذه جهود تكاملية وتتوافق مع الجهود الملكية في هذا السياق، فجلالة الملك يحث في كل المحافل واللقاءات على ترويج الأردن كوجهة سياحية وعلاجية عالمية وعلينا جميعا أن نعمل يدا بيد مع الملك للوصول إلى أفضل مكان على خارطة العالم.
للأردن خصوصية جاذبة، اجتماعيا وتراثيا وطبيا، ودورنا أبراز جمالية الوطن أمام دول العالم، فالقادم للاستشفاء، لا يقتصر حضوره على العلاج، بل يمتد إلى مجالات اخرى، تنعكس على كل القطاعات وبالتالي اقتصاد الدولة.

* الاردن24: مستشفى الكندي قصة نجاح شكلت بحرفية وباتقان مدروس.. كقطب طبي بارز أختير لإدارة صرح عريق ماذا تقول عنه ولماذا يعتبر من أفضل الوجهات للمرضى العالميين والعرب؟
- في البداية، أوجه الشكر لاستشاري جراحة وأمراض السمنة الدكتور محمد خريس على اختياره لوطنه كمكان ووجهة لإنشاء صرح طبي واستثماري "رائع" بمواصفات عالمية وهذا يكشف عن حس وانتماء وطني عميق.
اعتقد أن هذا الصرح سيكون نقطة تحول في مسار السياحة العلاجية الأردنية، وفقا لآراء الزائرين من سفراء ومرضى ومرافقين.
فالمستشفى، يختزل في تفاصيله خبرة الدكتور خريس، الذي جاب دول العالم، واختار ان يجمع ما عاينه من حداثة وعراقة وكفاءه وتنظيم، في مستشفى الكندي.
فالكندي، في تفاصيله، يراعي متطلبات المواصفات والمقاييس العالمية، من بوابة الدخول وخدمات الاستقبال وحتى غرف العمليات والخدمات الاشعاعية والمخبرية وأنظمة التشغيل والطواقم الطبية والتمريضية المؤهلة للتعامل مع كافة الاجراءات العلاجية.
ورغم ترددي سابقا في العمل في القطاع الخاص، إلا أنني فخور بإدارة مستشفى الكندي، وأدعو الأردنيين والسائحين للاطلاع على هذا الصرح الطبي المتميز.
تابعو الأردن 24 على google news