النسور: أنا من يقرّر.. بني هاني: وأنا أعتذر
اعتذر الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلّة للانتخاب حسين بني هاني عن تولّي منصب الناطق الإعلامي للانتخابات البلديّة، موضحا أسباب رفضه بأن دور الهيئة يقتصر على الإشراف على الانتخابات البلديّة دون ان يتجاوز ذلك إلى إدارتها، بعكس الانتخابات النيابيّة التي كان للهيئة دورها في إدارتها، الأمر الذي من شأنه أن يعطي انطباعا خاطئا بأن الهيئة المستقلة للانتخاب تدير الانتخابات البلديّة في حال تولى بني هاني هذه المهمّة.
وأضاف بني هاني، في الكتاب الذي تضمّن اعتذاره عن قبول هذه المهمّة، إنه تمّ إقرار خطّة إعلاميّة تتعلّق بالدور الإشرافي للهيئة، ما يجعل من توليه للمهمّة الجديدة عبء إضافيا، ناهيك عن مخالفة ذلك للدستور الذي لا ينبغي تجاوزه تحقيقا لرغبات الأشخاص.
وكان رئيس الوزراء د. عبدالله النسور قد طالب الهيئة المستقلّة للانتخاب بتكليف حسين بني هاني بمهمّة الناطق الرسمي للانتخابات البلديّة قبل أكثر من أسبوع، إلا أن مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب رفض طلب النسور لذات الأسباب التي أوردها بني هاني لاحقاً، وضمّن رفضه في كتاب رسميّ كان من المفترض أن يتسلّمه النسور.
الغريب أن رئيس مجلس مفوضي الهيئة بالإنابة رياض الشكعة قام بالاتصال بالنسور عوضاً عن تسليمه الكتاب الرسمي الذي أعلنت فيه الهيئة قرارها، فما كان من الأخير إلا أن طلب من أعضاء المجلس لقائه يوم أمس الأوّل لمناقشة المسألة.
النسور قال في هذا اللقاء حرفيّاً: "لستم أنتم من تقرّرون، بل أنا من يقرّر"، فما كان من المجلس إلا ان انصاع لرغبة النسور، حيث صدر كتاب رسمي بتكليف بني هاني بمهمّة الناطق الإعلامي للانتخابات البلديّة رغم أن الهيئة المستقلّة للانتخاب غير مسؤولة عن إدارتها وفقا للدستور.
بني هاني رفض الانصياع لرغبات النسور ووجّه كتابا رسميّا لمجلس المفوضين يعلن فيه رفضه لتولّي هذه المهمّة، حيث أورد في الكتاب ما نصه:
"معالي نائب رئيس الهيئة.. أعتذر عن هذا التكليف للأسباب التالية:
1- اقتران اسمي عبر وسائل الإعلام ولدى الناخبين بالهيئة المستقلة للانتخاب مما سيظهر الهيئة وكأنها الجهة التي تدير العملية الانتخابية وإقحامها بما ليس لها به حق وهو الامر الذي يخالف احكام المادة 67 من الدستور واحكام المواد 4 و 20 من قانون الهيئة والمادة 25 من قانون البلديات.
2- إن العقد المبرم بين الهيئة وبيني يتحدث طرحه بتعييني مستشارا وناطقا اعلاميا باسم الهيئة، ولم يشر لا تصريحا ولا تلميحا بحق الهيئة بتكليفي بأي عمل خارج الهيئة وحتى انتهاء مدة العقد.
3- إقرار مجلس المفوضين للخطة الإعلامية للاشراف على الانتخابات البلدية والتي أفردت فيها مساحة كافية للناطق الإعلامي للتحدث عن إشراف الهيئة، فكيف سأقوم بالتحدث عن هذه الخطة في وقت لم يشر فيه كتابكم الموجه لدولة الرئيس بأنني لم اعد ناطقا باسم الهيئة.
4- الهيئة مؤسسة مستقلة أنشئت بموجب الدستور وهي بمثابة سلطة جديدة وغير تابعة للسلطة التنفيذية ولا يجوز تكليف الموظف العامل لديها لأية سلطة حكومية اخرى وفقا لأحكام المادة 90 من نظام الخدمة المدنية، خاصة وأن الهيئة لا تخضع لاحكام ذلك النظام وهي تعمل وفق نظام خاص.
لكل هذه الأسباب أعتذر
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام"
وتاليا صورة الردّ الذي أورده بني هاني في كتاب رسميّ..
...
وتاليا قرار مجلس المفوضين الذي جاء استجابة لرغبة النسور قبل ان يرفضه بني هاني..