الحظر الليلي.. الحكومة تتنازل عن ميزتها خلال أزمة كورونا
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - تتمسك الحكومة بالقول إنها أعدّت مصفوفة إجراءات للتعامل مع أزمة كورونا تحدد موعد الغاء كافة أشكال الحظر، حيث تشترط الانتقال إلى مستوى منخفض الخطورة "المنطقة الخضراء" من أجل رفع الحظر بشكل كامل واعادة نشاط مختلف القطاعات الاقتصادية والفعاليات الاجتماعية.
ويأتي اصرار الحكومة في الوقت الذي كان الأردنيون على بعد 24 ساعة من اعلان دخول "المنطقة الخضراء" لعدم تسجيل أي اصابة محلية جديدة بفيروس كورونا عشرة أيام، إلا أن تلك الآمال تبددت باعلان الحكومة تسجيل اصابة محليّة جديدة لمخالط أحد المصابين في العاصمة عمان.
اللافت أن تلك الاصابة كانت قيد الحجر الذاتي لدى اكتشاف الاصابة، وظهرت نتيجتها الايجابية بعد أسبوع من فحص أثبت سلامتها، حسب ما ذكرت الحكومة، أي أنها لم تُخالط أحدا خلال تلك الفترة. لكن المشكلة أن الحكومة تواصل التمسّك بالمصفوفة وكأنها دستور أو كتاب مُنزل من السماء لا يمكن تعديله!
لا نعلم لماذا يجب أن تتوقف المنشآت عن العمل عند الساعة (11) مساء، أي بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة واحدة، لماذا يجب أن تغلق المطاعم أبوابها؟ لماذا تُغلق الأسواق في وجه المتسوقين؟ لماذا تُغلق المقاهي؟ لماذا يتوقف عمل سائقي التكاسي الذين يعانون أوضاعا صعبة؟ لماذا يجب أن تُغلق الصيدليات والعيادات أبوابها عند الساعة (11)؟ كيف نسمح بالاختلاط طيلة اليوم وتصبح الساعة (11) مفصلية في التصدي لفيروس كورونا؟!
الأصل أن تسمح الحكومة للمنشآت بممارسة نشاطها الكامل، وتلغي حظر التجوّل في ظلّ هذه الأوضاع، خاصة وأن حدودنا مغلقة ولا يدخل أحد البلاد دون الخضوع للحجر الالزامي.
لعلّ أكثر ما ميّز ادارة الحكومة لأزمة كورونا كان اخضاع كلّ الاجراءات التي تتخذها للتقييم وأخذ التغذية الراجعة عليها، والتراجع عن بعض تلك الاجراءات أو تعديل أخرى، إلا أنها اليوم تتخلّى وتتنازل عن هذه الميزة، وتضرب عرض الحائط بكلّ النداءات والمقترحات الخاصة باجراءات الحكومة.