ما هو العلاج بالماء الياباني؟ وكيف يُنقص الوزن؟ إليك الرد..
جو 24 :
اشتهر منذ فترة غير قصيرة نظام العلاج بالماء الياباني والذي يرتكز على تناول عدة أكواب من الماء قبل الإفطار بفترة قليلة، وتحديد مدة زمنية لتناول كل وجبة غذائية وفترات صيام بين الوجبات على مدار اليوم.
ونشر موقع "هيلث لاين" Healthline تحقيقًا حول مدى نجاح هذا النظام العلاجي لإنقاص الوزن لمن يعانون من سمنة أو بدانة، كما تطرق إلى فوائد تناول كميات معينة من الماء وآثارها الجانبية المحتملة.
تم إجراء عدد قليل من الدراسات العلمية على العلاجات اليابانية بالمياه، إلا أن النتائج شابها حدوث خلط في الأدلة على مدى تأثير الماء تحديداً على فقدان الوزن بسبب عدم توافر أنماط متماثلة من استهلاك المياه بين كافة المشاركين في الدراسات.
وعلى الرغم من أن النتائج ترجح أن الماء، كأحد عناصر النظام العلاجي لإنقاص الوزن، يساعد في إنقاص الوزن إلى جانب العديد من العوامل الأخرى، مثل جودة النظام الغذائي العام ومستويات الحركة والتمرينات الرياضية.
تجنب الجفاف
وأفاد الخبراء أنه ربما يكون لشرب المزيد من الماء تأثير بشكل معين في إحداث الشعور بالامتلاء، حيث تشغل المياه مساحة في المعدة. وبالتالي، يتم كبح جماح الرغبة الشديدة والإفراط في تناول الطعام، بما يسفر عن تجنب الزيادة في الوزن.
وأفادت إحدى الدراسات أن البالغين، الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة، والذين قاموا بشرب 2.1 كوب (500 مل) من الماء بشكل منتظم قبل 30 دقيقة من تناول الوجبات الغذائية، تناولوا كميات أقل من الطعام بنسبة 13%، بالمقارنة مع بالغين لم يشربوا أي سوائل قبل تناول الطعام.
كما توصلت إحدى المراجعات العلمية إلى أن مياه الشرب تزيد بشكل كبير من استهلاك السعرات الحرارية بدون قيام البالغين بنشاط بدني مما يعني زيادة ما يعرف اختصارًا بـ REE وهو العدد الأساسي من السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم أثناء الراحة.
بدلًا من المشروبات المحلاة
وتظهر الأبحاث العلمية أن تناول الماء بدلًا من المشروبات المحلاة بالسكر يمكن أن يقلل من تناول السعرات الحرارية التي تؤدي لزيادة في الوزن.
ويساعد تحديد مدة تناول وجبات الغذاء، بحيث لا تتجاوز 15 دقيقة، والصيام خلال فاصل زمني كبير بين الوجبات الرئيسية والخفيفة، على تقليل عدد السعرات الحرارية، التي يتم تناولها.
آراء معارضة
إلا أن بعض الدراسات توصلت إلى أن الماء ليس له آثار رئيسية في مسألة فقدان الوزن. بل ذكرت بعض الدراسات أن تحديد مدة 15 دقيقة لتناول الوجبة الغذائية ربما يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل لأن الأمعاء لا يوجد لديها الوقت للإشارة إلى الدماغ بأنها ممتلئة.
كما أنه من الممكن أن يتناول المرء الكثير من الطعام بسرعة كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، بما يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن وليس العكس. كما يرى البعض أن تناول الطعام ببطء يرتبط بشكل مباشر بتقليل معدلات زيادة الوزن.
أسلوب العلاج الياباني
ويرتكز برنامج العلاج الياباني على مكونين رئيسيين هما، شرب 4 إلى 5 أكواب (180 مل) من الماء بدرجة حرارة الغرفة على معدة فارغة كل صباح، قبل 45 دقيقة من أي طعام أو شراب.
ويراعى في بداية اتباع هذا النظام أن يتم تناول من 1-2 كوب فقط وزيادة الكمية تدريجيًا. ويتم تناول الماء بشكل عادي بقية اليوم، مع ملاحظة عدم التعرض للشعور بالظمأ في أي وقت.
ويوصي معظم من يثقون في نجاعة هذا النظام بتناول وجبات الطعام لمدة 15 دقيقة فقط في كل مرة، مع استراحة لمدة ساعتين على الأقل قبل تناول أي مأكولات أو مشروبات أخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود قيود تحد من أو تحدد مقدار ما يتم تناوله من كميات طعام في برنامج العلاج بالماء، فإن فقدان الوزن المستدام يتطلب خيارات غذائية صحية ولا يقتصر الأمر على مجرد شرب الماء. كما أن بعض من قاموا باتباع نظام العلاج المائي أفادوا بأنه لا توجد مدة محددة لاتباع هذا النظام إلا أن الفوائد تبدأ في الظهور في غضون أسابيع قليلة إلى شهور، ويستمر اتباع النظام طالما أنه يتم تحقيق نتائج إيجابية.
فوائد الماء
ويؤكد المؤيدون لهذا النظام العلاجي بالماء أنه يساعد على تطهير الجهاز الهضمي، ويحسن صحة الأمعاء، ويعالج حالات الإمساك، فضلًا عن احتمالات تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مثل داء السكري من النوع 2 والسرطان وارتفاع ضغط الدم.
ولكن لا يوجد دليل علمي يدعم مثل هذه الأقاويل، وإن كان المثبت علميًا أن شرب كمية كافية من الماء يبقي الجسم رطبًا، مما قد يعزز وظيفة الدماغ المثلى ومستويات الطاقة وضغط الدم، بالإضافة إلى منع الصداع والإمساك وحصوات الكلى.
ويجب في كل الأحوال أن يوضع في الاعتبار أن الاحتياجات الأساسية للمياه تختلف من شخص لآخر. وفي حين أن 8 أكواب (أي ما يعادل 1.9 لتر) ماء في اليوم هي الكمية الشائع التوصية بتناولها، ولكن لا يوجد دليل علمي وراء تحديد هذه الكمية. وفي كل الأحوال ربما يمثل العلاج المائي حوالي نصف احتياجات الإنسان اليومية من الماء.
المخاطر المحتملة
ولكن في حين أن شرب كميات كافية من الماء مفيد للصحة بصفة عامة، فمن الممكن أن يؤدي شرب الكثير من الماء إلى الإصابة بما يسمى تسمم المياه، الذي يصيب بعض الأشخاص عند شرب كمية كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة.
كما أنه من المحتمل أن تؤثر كمية الماء الزائدة بشدة على تركيز الصوديوم في مجرى الدم ويؤدي إلى حالة خطيرة تسمى نقص صوديوم الدم، والتي تؤدي بدورها إلى الإصابة بالغثيان والقيء وربما يصل الأمر إلى الغيبوبة أو الوفاة، إذا لم يتم علاجها.
العربية نت