فيروس كورونا: كيف انتصر الفن على الوباء؟
ألم وخوف وعزلة وامتنان .. هذه هي المشاعر التي عبرت عنها فنانتان مصريتان عبر توثيق رحلتهما من الإصابة بفيروس كورونا إلى التعافي منه.
خلود كمال، مصممة جرافيك، وأختها عهود، مهندسة ديكور، قررتا مواجهة العدو الذي مازال غامضا وعصيا على الفهم، بما تجيدانه : الرسم والتصميم.
فرسمت خلود، البالغة من العمر 31 عاما، يوميات الإصابة بفيروس كورونا ودونت ما تشعر به من آلام جسدية ونفسية يوما بيوم طيلة أسبوعين قضتهما في العزل المنزلي.
أيضا عهود ، ذات الـ 24 عاما، استخدمت موهبتها في التعبير عن لحظات الألم و الضعف بالتصوير و إضافة مؤثرات تشرح طبيعة ما تشعر به يوميا خلال فترة العزل المنزلي ومكان الألم تحديدا.
تقول خلود إنها دونت يوميات المرض بقلم الرصاص فقط كمسودة لتتذكر الأحداث و المشاعر المرتبطة بكل يوم، ثم نقلتها للوحات أكبر قليلا استخدمت فيها الألوان المائية وركزت على التفاصيل بعد ذلك.
بدأت خلود رسم هذه اللوحات في اليوم الثالث لظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا عليها، وهو يوم عيد ميلاد أختها إذ لم تستطع أن تحتضنها أو أن تكون قريبة منها كما هو معتاد.
و بحسب خلود "الرسم هو اللغة التي أستطيع التعبير بها عن نفسي ومشاعري، إنها صرخة أستطيع إطلاقها مدوية، وأشعر بعدها بالراحة والسعادة .. لقد اخترت الرسم للتعبير عن حالتي".
و تقول عهود إن الهدف الأساسي من توثيق هذه الرحلة هو مشاركتها مع الآخرين لمنحهم أملا في الشفاء وطمأنتهم أنهم ليسوا وحيدين، و تضيف" أنا وأختي وكثيرون مررنا بهذه التجربة وتجاوزناها بنجاح".
رسمت خلود 18 لوحة، منها 15 لتوثيق يوميات المرض و 3 لوحات "شكر و امتنان" لكل من والديها والطبيبة التى تابعت حالتها وقريبتها التي كانت داعما نفسيا مهما طوال رحلة العلاج.
تقول خلود و عهود إنهما لم يفكرا في مشاركة رحلتهما مع المرض مع أحد خارج نطاق الأسرة، بل كانت هذه الصور في البداية بهدف التسلية والإمتاع بعيدا عن الألم، وكذلك للتوثيق والاحتفاظ بالذكرى كما هو الحال في اليوميات العادية التي يحتفظ بها أي شخص لنفسه.
وقررت الأختان لاحقا مشاركة يومياتهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليستفيد منها الآخرون سواء المرضى أو ذويهم أو من يشك بمرضه، وذلك في وقت يتكتم فيه بعضهم على خبر مرضه وكأنه سُبه.
تقول عهود وخلود إنهما تشعران بالقوة عندما تنظران لهذه الرسوم والصور لأنها توضح رحلة الألم و التعافي، وتتمنيان أن تعطي الأمل لكل من يراها من المرضى أو ذويهم.
التقطت عهود 7 صور ، تركز كل واحدة منها على الأعراض الأساسية للإصابة بالفيروس: كالتهاب الحلق وضيق التنفس وآلام المعدة وغيرها ، بالإضافة إلى صورة مجمعة توضح كل مواطن الألم في وقت واحد.
و تؤكد عهود و خلود أن الدعم النفسي الذي حصلتا عليه من الأسرة و من خارجها كان له عظيم الأثر في شفائهما.
بي بي سي