الطفلة المعجزة.. هند أنور تتحدى التوحد بموهبتها الفطرية في الإنشاد الديني
جو 24 :
بصوت عذب تميل إليه الآذان وتتعلق به القلوب، تتحدى الطفلة المعجزة هند أنور "مداحة النبي" مرض التوحد، بعد أن اكتشفت فيها والدتها بالصدفة موهبة فطرية في الإنشاد الديني ومدح الرسول الكريم.
وكانت هذه الموهبة بدون شك بمثابة خير معين لها خلال مواجهتها مع المرض كما لعبت دورًا في تحسن حالتها وقدرتها على التواصل إلى جانب تحقيقها شهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي وظهورها في أكثر من برنامج تلفزيوني.
وتحدثت سناء جلال، والدة الطفلة هند أنور عبد العزيز، ابنة مركز "إيتاى البارود" بمحافظة البحيرة، لموقع "صدى البلد" عن تفاصيل معاناة ابنتها مع مرض التوحد وكيفية اكتشاف موهبتها في الإنشاد الديني، كما سلطت الضوء على عدة مواقف وتحديات في حياتها تؤكد بالفعل أنها تستحق لقب "الطفلة المعجزة".
اكتشاف موهبة هند أنور في الإنشاد الديني:
أشارت السيدة سناء جلال إلى أنها بدأت تلاحظ موهبة ابنتها هند في الإنشاد الديني منذ حوالي ثلاث سنوات، حيث فوجئت بأنه عند سماع الطفلة لأنشودة دينية فإنها تحفظها عن ظهر قلب بلحنها وكلماتها دون تدخل أو مساعدة من أي من المحيطين بها، لكنها على الرغم من ذلك تبدو وكأنها قد تلقت تدريبًا عليها.
وتابعت الأم موضحة أن طفلتها كانت قد تأخرت في الكلام، واستغرق الأمر حوالي أربع أو خمس سنوات حتى بدأت في التحدث بشكل جيد نسبيًا ونطق بعض الكلمات، وأضافت أنها أمضت سنوات في التردد بها على مراكز التخاطب أملًا في تحسن حالتها، ولذلك فإن موهبة هند في الإنشاد الديني ومدح الرسول كانت بمثابة مفاجأة وهدية بالنسبة لوالديها.
وأكدت كذلك أن الأغاني العادية وحتى أغاني الأطفال لا تجذب انتباه طفلتها، إذ أن كل تركيزها يكون منصبًا على الأغاني الدينية وأناشيد مدح الرسول.
وبعد استشارة المختصين، خلصت الأم إلى أن ما لاحظته على هند يمكن أن يكون موهبة فطرية ونُصحت بالتمسك بها والعمل على تنميتها، ومن هنا حاولت تسجيل مقاطع فيديو تبرز موهبة طفلتها ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخطوة بخطوة بدأت المنشدة الصغيرة تتلقى دعمًا من قبل منشدين كبار، كما مهدت لها موهبتها الأخاذة فرصة الظهور في برامج تلفزيونية قدمت خلالها عددًا من الأناشيد الدينية.
وأعربت الأم عن سعادتها وفخرها كونها تمكنت من الوصول بابنتها إلى هذه المرحلة.
المنشدة الصغيرة تحقق ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي:
أوضحت والدة هند أن أنشودة بعنوان "مولاى صلي وسلم" كانت سببًا في بداية شهرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفة أن الفيديو الخاص بآخر أنشودة دينية شاركت فيها بالتعاون مع "أحمد المغيني" حقق أكثر من نصف مليون مشاهدة خلال فترة وجيزة.
وحققت أنشودة "سيدنا النبي روحي"، التي شاركت في أدائها مع المنشدة "إيمان محمد" حوالي 11 مليون مشاهدة، كما تجاوزت أنشودة "صلوا يلا عليه" التي شاركت فيها أيضًا 10 ملايين مشاهدة، في حين تخطى مقطع فيديو لأنشودة قدمتها مع المنشد "محمد يوسف" حاجز المليون مشاهدة؛ وتؤكد الأم أن الجميع لقبوا هند بـ"وش السعد".
وردًا على سؤال حول إذا ما كانت قد توقعت تحقيق مقاطع الفيديو والأناشيد الدينية التي شاركت فيها هند لملايين المشاهدات، أكدت الأم أنها لم تكن تتوقع ذلك إطلاقًا، حتى أن احتمالية وصول أي من مقاطع الفيديو إلى المليون كانت بعيدة كل البعد عن تفكيرها، فالأهم بالنسبة إليها هو أن تقدم ابنتها عملًا هادفًا.
واستطردت قائلة إن الطفلة هند تسعد كثيرًا عند سماع تعليقات المتابعين الإيجابية على موهبتها وأدائها، حيث تدخلها مثل هذه التعليقات في حالة من البهجة، وأعربت عن أملها في أن يصل صوت هند إلى العالم بأكمله، مؤكدة على أنها ستسعى إلى تحقيق هذا الهدف بكل طاقتها.
تشخيص إصابة الطفلة هند بمرض التوحد:
ذكرت سناء جلال لـ"صدى البلد" أنها اكتشفت إصابة طفلتها بمرض التوحد عندما كان عمرها سنتين، مضيفة أنها دخلت الحضانة لفترة بعد ولادتها بسبب معاناتها من نقص الأكسجين، وكان هناك اعتقاد بأنه لا أمل في نجاتها، إلا أنها خرجت من الحضانة، لكن مشكلة نقص الأكسجين أثرت عليها سلبًا وتسببت في "موت خلايا معينة في المخ"، كما أوضحت والدتها.
ولاحظت الأم مع مرور الوقت أنها تعاني من مشاكل في المشي وفي الكلام، وترددت بها على المختصين، وبعد إجراء أشعة وفحوصات طبية تم تشخيص إصابتها بالتوحد، لكنها أفادت بأن حالة الطفلة تحسنت بشكل ملحوظ في الوقت الراهن.
التنمر:
قالت الأم إن طفلتها هند كانت تتعرض للتنمر من محيطين بها في المدرسة على سبيل المثال، لكنها أصبحت الآن وبفضل موهبتها حديث الجميع، و"يتباهى المحيطون بها بأنها من مركز إيتاي البارود ومن محافظة البحيرة".
موهبة تستحق الدعم:
أعربت والدة الطفلة هند أنور خلال حديثها لـ"صدى البلد" أيضًا عن أملها في أن تجد من يتبنى موهبة المنشدة الصغيرة ويبرزها بشكل أفضل ويكون مسئولًا عنها لأنها بدون شك موهبة تستحق الدعم، ولفتت إلى أنها عملت على تنمية موهبة ابنتها قدر المستطاع من خلال الاستعانة بمراكز مختلفة لتدريب الصوت على سبيل المثال.
الدراسة والإنشاد الديني:
أكدت الأم أنها تلازم ابنتها طوال الوقت وتصطحبها سواء إلى المدرسة أو تدريبات الإنشاد أو لتقديم الأناشيد الدينية، إلى جانب أنها تحرص على تعليمها الالتزام بأداء واجباتها المدرسية بانتظام ودون تأخير.
وأفادت بأن ابنتها متميزة في دراستها بالفعل، وبشكل خاص في اللغة الإنجليزية والرياضيات والخط العربي، وهو ما يعد بدوره إنجازًا، حيث كانت الطفلة في البداية غير قادرة على الإمساك بالقلم وتدربت كثيرًا حتى نجحت في ذلك.
يمكنكم فيما يلي مشاهدة عدد من الأناشيد الدينية التي قدمتها الطفلة المعجزة هند أنور "مداحة النبي":
صدي البلد