jo24_banner
jo24_banner

إسرائيل العنصرية: الموت للعرب

حمادة فراعنة
جو 24 :

في بلدة أبو غوش، غرب مدينة القدس، يعيش سكانها العرب على خدمات سياحية راقية من خلال سلسلة مطاعم مشهورة، يرتادها الإسرائيليون من اليهود والسياح الأجانب، يقدمون على طاولاتها الطعام العربي الصرف، بدءاً من الفلافل الفلسطيني وانتهاء بالكباب الحلبي والمازات اللبنانية والسورية اللذيذة، وهي من أشهر مطاعم تقديم المأكولات العربية في مناطق 1948، ولا ينافسها في ذلك إلا المطاعم الفلسطينية في يافا وحيفا وعكا. 
قادة إسرائيل من الرسميين ورجال الأعمال الأثرياء، يتباهون أمام ضيوفهم الأجانب من الأميركيين والأوروبيين، بوجود تعايش يهودي إسلامي مسيحي عندهم وأن أشهر المطاعم وألذها وأكثر رقياً، هي مطاعم عربية وخاصة في " أبو غوش "، ولذلك يتصف أهلها بالتقدم والرقي والثراء بسبب نجاح أعمالهم ومهنيتهم السياحية المتميزة.
أبو غوش هذه، وبهذه المواصفات تعرضت لموجة عنف عنصري، وتدمير ممتلكات وكتابة على الجدران "الموت للعرب" و "ارحلوا من هنا، من بلادنا" باللغة العبرية وتم تخريب 22 سيارة لمالكيها الفلسطينيين من أهالي أبو غوش القرية التي تعتبر نموذجاً للتعايش المشترك في أرض 48.
فإذا كانت أبو غوش هكذا وتعرضت إلى ما تعرضت إليه من مس وتخريب وتحريض، فليس مفاجئاً ما يواجه البدو العرب الفلسطينيين أهالي النقب، من عمليات ترحيل وطرد واستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية، بهدف تطهير النقب من أهله أو على الأقل تحجيم حضورهم في منطقتهم بهدف تهويدها وأسرلتها وصهينتها كما حاولوا في منطقتي الجليل والمثلث ذات الكثافة العربية الفلسطينية، حيث مدينة الناصرة في الأولى، ومدينة أم الفحم في الثانية.
قصة أبو غوش ليست فريدة عن باقي سلوك قطاع واسع من الإسرائيليين وأفعالهم ضد العرب، ولكنها تأكيد صارخ على تفشي العنصرية الصاعدة في المجتمع الإسرائيلي ضد خُمس السكان، ففي منتزه سوبر لاند المقام على أرض مدينة يافا المصادرة قرب تل أبيب، اتصل مدير مدرسة عربية ليحجز لطلاب مدرسته الأطفال كي يستمتعوا بمرافق المتنزه وملاعبه، ولكن إدارة المتنزة اعتذرت للمدير العربي لعدم وجود شواغر، وأن الأماكن محجوزة ولكنه عندما اتصل مرة أخرى وغير لكنته العبرية وادعى أنه يهودي، تم التجاوب معه وإعطاؤه موعداً لطلابه، وتوفرت لدى إدارة المتنزه، فوراً، الأماكن والأوقات لليهود وتبين لاحقاً أن للعرب أوقاتاً ولليهود أوقاتاً أخرى مفصولة بهدف عدم الاحتكاك، وأثارت القصة موجة من الاستياء لمدى عنصريتها ودلالاتها غير النظيفة.
وقائع ما تعرضت له أبو غوش، وسلوك إدارة منتزه سوبر لاند في تل أبيب، وخطة "برافر" لبدو النقب سلوك منهجي لمجتمع عنصري لا يقبل الآخر ويتعالى عليه، وسلوكهم هذا يدلل على مدى عنصريتهم، وأنهم غير قادرين على قبول الفلسطينيين عندهم كمواطنين متساوين في دولة واحدة.
التطرف الإسرائيلي ونجاح المتطرفين في مؤسسات الليكود وتحالفاته الحكومية مع جماعة ليبرمان وحزب المستوطنين يعيد الموضوع الفلسطيني برمته لجذوره وأساساته حول الصراع على الوطن كل الوطن، وليس صراعاً على منطقة دون غيرها وعلى حدود دولة وكيف تكون، صراعنا مع الإسرائيليين هو هل نصل إلى دولة واحدة ديمقراطية ثنائية القومية متعددة الديانات تحتكم لصناديق الاقتراع نتقاسم السلطة من خلالها؟ أم نتقاسم الأرض بإقامة دولتين متجاورتين وفق قرارات التقسيم مع حق اللاجئين في العودة إلى كامل أرض فلسطين، كما كانت وكما يجب أن تكون ؟؟.
(الراي)

تابعو الأردن 24 على google news