المشاركة بالانتخابات النيابيّة.. مؤشر حاسم وغاية بحد ذاتها!
جو 24 :
محرر الشؤون المحليّة_ الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب، جهاد المومني، قلّل من أهميّة نسبة المشاركة في الانتخابات النيابيّة، معتبرا أن "الانتخابات تجري ولو بنسبة 2٪"، وذلك خلال استضافته على برنامج "هذا المساء"، الذي يبثّه التلفزيون الأردني.
المومني، الذي قال خلال ذلك اللقاء أن الهيئة غير مهتمّة برفع نسبة المشاركة بالانتخابات النيابيّة كغاية وهدف، تناسى على ما يبدو الأهميّة الكبرى التي تعكسها هذه النسبة باعتبارها مؤشر حاسم على حجم الثقة بالعمليّة الانتخابيّة، بل وبالتجربة الديمقراطيّة برمّتها.
نسبة المشاركة بالانتخابات النيابيّة مسألة في غاية الأهميّة لما تعكسه من دلالات سياسيّة تعبّر عن المشهد الأردني.. بصراحة التقليل من أهميّة هذا المؤشر ودلالاته يتناقض جوهريّا من الهدف الذي وجدت من أجله الهيئة المستقلّة للانتخاب.
ليس صحيحا أن رفع نسبة المشاركة لا يحتلّ أهميّة قصوى لدى الجميع، بدليل الجهود التي بذلتها الهيئة، ومازالت تبذلها، لإجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها، رغم أزمة الكورونا، ونشر المتطوّعين للتوعية بأهميّة وضرورة هذه المشاركة.
الغريب أن صاحبنا قال إن من لا يشارك هو الذي يخسر، وكأن المركب يسير رغم أنف أي معترض، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فعدم المشاركة بنسبة مشرّفة تعني أن الجميع قد خسر، وخاصّة دوائر صنع القرار.
التغوّل الذي تمارسه السلطة التنفييذيّة على المؤسّسة التشريعيّة سيقود بالضرورة إلى فقدان الثقة بمؤسّسات الدولة، ما يعني أن الخسارة هي خسارة وطنيّة عامّة، لا تقتصر على فئة دون غيرها.
في الدول التي لديها تقاليد ديمقراطيّة راسخة، لا تكون هنالك أهميّة كبرى لنسبة المشاركة في الانتخابات، بل إن ارتفاع هذه النسبة يكون فقط خلال الأزمات، ولكن بالنسبة للدول الناشئة، التي مازالت تبني تجاربها الديمقراطيّة، فالأمر مغاير تماما.
عدم تحقيق نسبة مشاركة مشرّفة في الدول التي تحاول إنجاح تجاربها يعني أن التجربة تؤول إلى الفشل.. وفي حال كانت نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة متدنية فالمسؤول الأول والأخير هو الحكومة التي جرّدت الشعب من ثقته بمؤسّساته، وليس من اللائق إلقاء اللوم على الناخب، الذي يريد فعلا ملموسا على أرض الواقع، يعيد له ثقته بالسلطة التشريعيّة، التي قوّضتها سطوة النخب المتجبّرة!