jo24_banner
jo24_banner

جمهور المناظرات العربية الجديدة في عمان لا يرى تراجعا لنفوذ الإخوان بعد خلع مرسي

جمهور المناظرات العربية الجديدة في عمان لا يرى تراجعا لنفوذ الإخوان بعد خلع مرسي
جو 24 :

رفض 51% من المشاركين في مناظرة عامة سجلها برنامج المناظرات العربية الجديدة في الساحة الهاشمية وسط عمان فكرة الحلقة بأن "نفوذ الإخوان المسلمين تلقى ضربة قاسية في المنطقة" بعد أن عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي.

وتراجعت نسبة المؤيدين لطرح الجلسة أثناء النقاش الحيوي الذي استمر لساعة متأخرة من مساء الخميس بمشاركة زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الاردن، معارضا لطرح الحلقة، والمحامي والناشط السياسي سائد كراجة مؤيدا للفكرة.

حيث كان 52% من الجمهور قد صوت مع فكرة الحلقة قبل بدء تسجيل النقاش من خلال رفع الأيدي في أول مناظرة يعقدها برنامج المناظرات العربية في ساحة مفتوحة في قلب عاصمة عربية منذ انطلاقة هذا المنبر النقاشي الحر بعد الإطاحة بنظامي زين الدين عابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر بداية 2011.

وأنقسم الجمهور الذي مثل غالبية الشرائح الاجتماعية في البلاد وبعض المصريين المقيمين في عمان بين من يعتقد بأن القوات المسلحة المصرية قامت بانقلاب عسكري على رئيس منتخب قادم من رحم الإخوان، وبين من قال بأن الجماعة دفعت ثمن فشل سياساتها في إدارة الدولة خلال العام الاول من استلامها الحكم، وأن الجيش وقف مع مطالب غالبية شعبية نزلت إلى الشارع تطالب برحيل مرسي.

وأعلنت مديرة النسخة العربية من برنامج المناظرات العربية الزميلة الإعلامية المصرية المعروفة مي الشربيني نتيجة التصويت الأولي والنهائي في أعقاب انتهاء الحلقة التي ستبث على تلفزيون دويتشه فيليه الألماني باللغة العربية وأيضا على تلفزيوني "أون تي في" و"القاهرة والناس" في مصر، و"رؤيا" في الاردن و"هنيبعل" في تونس.

نظمت المناظرة بالتعاون مع مبادرة "ديوانية" الاردنية – اول منبر شبابي حواري حر في المملكة.

جاءت المناظرة التي سجلها البرنامج بعد 24 ساعة فقط من إعلان قائد الجيش المصري اللواء عبد الفتاح السيسي تعطيل الدستور المصري ونقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية المصرية بعد عزل مرسي الذي انتخب قبل عام.

انتقلت سخونة أجواء ميدان التحرير في القاهرة مكان الحشد الرئيسي لمناوئي مرسي وميدان رابعة العدوية حيث يتواجد أنصار الجماعة إلى ساحة النقاش المجاورة للمدرج الروماني في قلب العاصمة الاردنية. وأنقسم المتناظرون الرئيسيون والحضور المشاركين حول دور الجيش والإخوان والمعارضة السياسية لحكم مرسي في تسريع التغيير.

شدد المحامي كراجة في بداية النقاش انه لا يستند في طرحه إلى تقييم "الدين" بل إلى تقييم سياسة جماعة الإخوان وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة الذي صعد إلى الحكم بعد ثورة 25 يناير 2011. وطالب الجماعة "بمصارحة نفسها ومراجعة الأخطاء التي ارتكبتها خلال السنة الاولى في حكم مرسي والتي أثرت على الأحوال المعيشية والأمنية والاقتصادية في مصر وقلبت الشارع عليهم.

وقال بأن الجيش لم يقم بالانقلاب على مرسي بل انحاز للشعب. فما جرى هناك "ثورة شعبية ثانية ليس ضد الإسلام وإنما ضد برنامج الإخوان في الحكم وخروج حوالي 20 مليون مواطن مصري للشوارع دليل على ذلك ولا يستطيع أحد تغطية الشمس بغربال".

وقال انه في بداية الربيع العربي تسيدت جماعة الإخوان المسلمين المشهد الشعبي و"حصدوا ما حصدوا" من مواقع في تونس وليبيا ومصر والمغرب وكانوا يخططون لتعزيز نفوذهم في الاردن وفي سوريا.

لكنه قال أن أخوان مصر "خلطوا بين الدعوة والدولة ولذلك فشلوا في إدارة دولة كبيرة كمصر وفي قيادة المستقبل، وأظهر ما حصل معهم أنهم محترفي معارضة بدلا من إجادتهم للحكم" من خلال وضع برنامج سياسي اجتماعي واقتصادي متكامل.

وقال "في بلد يبلغ تعداد سكانه 95 مليون نسمة لا تستطيع أن تقود الحكم بالدعوة" مشددا على أن الرئيس المخلوع لم ينفذ إلا 24 من 100 وعد قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية وغالبيتها وعود غير حيوية للشعب المصري.

ورفض كراجة مقولة أن الإخوان في مصر لم يعطوا وقتهم لإثبات برنامجهم. وقال: "الواقع بعد الربيع العربي تغير حولنا والشعوب لا يمكنها الصمت طويلا على واقع لم يلمسوا فيه تغيير للأمام، والكلمة الأولى والأخيرة هي للشعب".

وخلص للقول أن فشل الجماعة في مصر سيكون له انعكاسات على نفوذهم في المنطقة وفي الاردن.

بالمقابل تحدث ضد فكرة المناظرة المهندس بني ارشيد، الذي بدأ مداخلته بالاعتراض على السؤال الرئيسي للمناظرة من باب انه "منحاز". لكنه لم يوضح مكان الانحياز عندما طالبته بذلك مقدمة البرنامج. وطلب بني ارشيد من كراجة أن يسرد المؤشرات التي يملكها بأن نفوذ الإخوان قد تراجع في المنطقة؟.

ووصف ما حصل في مصر يوم 3 حزيران (يوليو) بأنه "انقلاب عسكري مكتمل الأركان" نفذه "الدكتاتوريين الجدد" وهم أسوأ من حسني مبارك، وتلقوا دعما من انظمة أكثر "قمعية ودكتاتورية" من نظام مبارك ومن خلال "مؤامرة امبريالية صهيونية أطاحت بالرئيس مرسي" فقط لأنه رفض الانصياع لرغبات هذه الأطراف على حساب مصلحة مصر القومية والوطنية.

وقال أن أول ما قام به "الدكتاتوريين الجدد" كان قمع أصوات المعارضة الإسلامية من خلال اعتقال مرسي وكبار أعضاء الجماعة والتنظيم، ووقف بث الفضائيات التلفزيونية الموالية للتيار الإسلامي لمنع أسماع الرأي الأخر المناهض للانقلاب على الشرعية.

وقال "الذين قاموا بالانقلاب خالفوا إرادة الشعب المصري شكلا ومضمونا".
وقال "الإخوان أصحاب رسالة وهدف سامي... والوصول إلى الحكم واحد من وسائل الإخوان، ولا يضيرهم أن مارسوا دورهم في القصور أو في السجون".

وشدد على أن الإخوان لم يخسروا نفوذهم بل سيظهر ذلك في حال جرت الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة في مصر بشرط أن تسودها معايير النزاهة والشفافية.

وتابع انه لو كان لهؤلاء الانقلابيين "وزنا في الشارع لما استعانوا بالجيش لتنفيذ الانقلاب ضد الشعب".

وتمنى بني أرشيد أن تقوم في الاردن انتخابات نيابية نزيهة في المستقبل "لنرى إن كانت شعبية الإخوان هنا تراجعت أم لا؟.

احد المداخلين سال بني ارشيد عن سبب عزوف الجماعة عن المشاركة في الانتخابات النيابية التي جرت في المملكة نهاية 2012 فأجاب: "هل تريدون منا أن نشارك في انتخابات نتيجتها معلومة مسبقا، ومعروف فيها من هو رئيس مجلس النواب قبل ان تجرى الانتخابات بستة شهور".

وشدد بأن أخوان الاردن لا يتلقون تعليمات من مرشد الجماعة في مصر، بحسب ما يصرح المسؤولين، وأن الإخوان في الاردن رفعوا شعار "إصلاح النظام" ولم يرفعوا شعار "إسقاط النظام" كما في مصر. وقال أنهم قاموا أيضا بمخالفة توجهات المرشد العام للإخوان في مصر الذي حثهم على المشاركة في الانتخابات الأخيرة فظهر لاحقا أن موقفنا صحيحا وموقفهم" خاطئ.

صفق الحضور مطولا عندما قال احدهم بأن "إخوان مصر تحالفوا مع أمريكا ووضعوا يدهم بيد الشيطان" بعد صعودهم لحكم مصر. وصفقوا أيضا عندما قال شاب بأن الرئيس المرسي هو أول رئيس عربي ديمقراطي لأنه اعترف في كلمته الأخيرة انه ارتكب أخطاء أثناء فترة حكمه ما لم يفعله احد من الرؤساء العرب من قبل.

وقال شاب أخر بأن الإخوان وصلوا إلى الحكم عبر ثورة شعبية "جاءت بالدكتاتور مرسي" وأخذته ثورة ثانية. بينما تابع أخر بأنه كان من الأفضل لو سمح لمرسي بالحكم لحين انتهاء فترة رئاسته حسب الدستور وتم اخراجه من الحكم من خلال صناديق الاقتراع.

وفي تعليقه على سؤال لأحد الحضور إن كان مرسي هو الذي كان يحكم مصر او أن الجماعة كانت تحكم قال بني ارشيد "انه لا ضير أن يحكم مصر الحزب الحاكم الذي فاز من خلال صندوق الاقتراع لافتا إلى أن من يحكم في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا هو الحزب الديمقراطي وليس الرئيس باراك اوباما" (القادم من الحزب).

لكن الشاب لم يقتنع بما سمعه من بني ارشيد وقال له إن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وليست "دولة جماعة".

كذلك رفض كراجة حجة بني ارشيد من أن "لا ضير في أن تحكم الجماعة إن فازت في الانتخابات" وأشار إلى أن جماعة الإخوان جماعة دعوية والذي فاز في الانتخابات حزب سياسي ولا يجوز للحزب أن يرتهن للجماعة تحت أي ظرف، فالشعب يحكم من خلال أحزاب وليس من خلال حركات" دينية.

وبعد الانتهاء من المناظرة أعتلقت قوات الامن الناشطين ثابت عساف وطارق خضر من شباب حزب جبهة العمل الاسلامي اثناء مغادرتهم الساحة الهاشمية، بحسب بني ارشيد. ولم يتسني معرفة تفاصيل أخرى عن اسباب التوقيف المفاجئ.

يشار إلى أن الحوارات العربية الجديدة تشكّل منبرا حرا لنشر ثقافة المساءلة والمحاسبة. ويشمل هذا المشروع الطموح الذي تموله حكومتا بريطانيا والسويد إطلاق حملات مكثّفة في المدارس والجامعات بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في إدارة شؤون بلادهم وتطوير الحياة السياسية فيها، من خلال المناظرات العامة.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير