عندما تحاول حكومة الرزاز امتطاء موجة الكورونا!
جو 24 :
تامر خرمه_ رئيس الوزراء، د. عمر الرزاز، استهوته لعبة الكورونا على ما يبدو، لتحقيق رغبته الجامحة في البقاء بمنصبه، مهما كلف الأمر، رافضا الاعتراف بفشل حكومته، التي قاد إهمالها وتراخيها إلى ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كوفيد_19.
الحكومة التي تستمر في اعتدائها على الحريات بذريعة الكورونا، هي وحدها من يتحمل مسؤولية الإصابات الأخيرة، ورغم هذا تلجأ إلى التذرع بالموجة الثانية، لتفسر الماء بعد الجهد بالماء!
كان الأجدى أن يعترف الرزاز بخطأ وتقصير حكومته، عوضا عن التذرع بالموجات الفيروسية، للمضي في سلب الحريات، وجر البلاد إلى مراحل ما قبل الحداثة، التي كانت بالمناسبة أكثر تقدما مما نشهده اليوم..
آخر صيحات الإلحاح على البقاء، التي ندت عن رئيس حكومة ما يسمى بالنهضة تمثلت بترويعه للمواطنين، عبر تحذيرات، مختارة التوقيت بعناية مكشوفة، من موجة الكورونا الثانية، حيث قال: "إن العالم يشهد موجة ثانية من جائحة كورونا، ومؤشراتها اقوى من الموجة الأولى".
الرئيس، الذي لا نعرف إن كان ليبراليا أم اشتراكيا ديمقراطيا كما سوقه البعض، ذهب أبعد من التخويف والترويع عبر استخدام لغة تهديد واضحة، غير مقبولة ولا مبررة، قائلا خلال اجتماع في وزارة الداخلية: "نحن نسمع بين الحين والآخر من يشكك بالأرقام وفي هذه الظاهرة وتوقيتها وهناك من يتحدث انها مؤامرة داخلية او خارجية، وهذا يهدد سلامة مواطنينا ولن نتساهل مع هذا الامر اطلاقا لأن أمن وصحة وسلامة مواطنينا على المحك".
بصراحة، مستقبل الوطن برمته هو ما بات على المحك، في ظل هذه الحكومة، التي دفعت الناس إلى الترحم على حكومة الملقي، وغيرها من حكومات ناصبت الشعب العداء، دون أن تصل إلى هذه الدرجة من العنت والاستبداد. الرزاز جاء بما لم تأت به الأوائل، لتنجح حكومته في تسجيل نفسها كأسوأ حكومة شهدها الأردن منذ عهد الأنباط!
لا نريد التشكيك بالأرقام ولا الحديث عن نظرية مؤامرة يا دولة الرئيس، لكن استغلال الجائحة لفرض سطوة قانون الدفاع، والاستمرار في استغلاله بما يناقض الحقوق الديمقراطية الأساسية، مسألة لا يمكن القبول بها في هذا العصر.
موسيليني مات بالمناسبة، وكذلك أدولف هتلر، ونيرون تحول إلى مستحثة في قاع الأرض.. ربما يكون مفيدا تذكر ذلك، لتجنب محاولات العودة إلى الأساليب الفاشية البالية في إدارة شؤون البلاد والعباد.
اختيار الرزاز لمبنى وزارة الداخلية تحديدا لإطلاق هذه التهديدات يكشف وجه حكومته الحقيقي، التي يبدو أنها طفرة زمنية انسلخت عن العصور الوسطى!
باختصار، الشعب الأردني تاريخيا لا يقبل لغة التهديد والوعيد، ولا يمكن لأي مستبد على وجه هذا الكوكب امتطاء فرسان الصحراء، الذين أرقوا أعتى الإمبراطوريات منذ فجر العصور، ولاتزال مسلة ميشع شاهدة على طبيعة هذا الشعب، منذ عهد مؤاب!