كيف تتم سرقة القلوب؟
كثيراً ما نجد من حولنا من يعتاد القيام ببعض الحيل؛ لكي يجعل إنساناً آخر يقع في حبِّه.
وعادة ما تنجح حيلته هذه، إذا ما عرف كيف يغزلها جيداً، ويتقن حبكتها. وكثيرون منَّا قد يجدون فيما يقوم به شخص ما من عمليات احتيال بغرض سرقة قلب وحبِّ إنسان يهمه أمره، شيئاً من الاستغلال الذي يعتمد على المبدأ القائل: إنَّ الغاية تبرر الوسيلة.
في كتابها «المغزل الكبير» تعرض الكاتبة «تريسي كوكس» لبعض الحيل التي يلجأ إليها البعض لإيقاع آخرين في حبِّهم، منها التواصل المستمر مع الإنسان المراد سرقة قلبه وعواطفه، ثم تعمد الابتعاد لفترة من الوقت، فعلى من يريد أن ينجح في إيقاع شخص في حبائل حبِّه أن يلتمس في بداية علاقته به كل سبب وعذر ومبرر؛ لكي يكون إلى جواره دائماً، وعند التأكد من أنَّه قد بدأ في مبادلته الشعور بالحبِّ يبدأ في التقليل من عدد اللقاءات، التي تجمعه به، سواء بادِّعاء الانشغال أو باستخدام أساليب المراوغة. وعندئذ يبدأ الشخص الآخر في إظهار شوقه، وفي التعبير عن عواطفه، وعن مشاعر الحبِّ القويَّة.
تقول الكاتبة إنَّ قيامنا بإنجاز شيء لطيف لشخص ما سوف يشعرنا بالتحسن على مستويين، المستوى الأول هو الشعور بالسعادة الداخليَّة، والمستوى الثاني هو الشعور بالدفء تجاه هذا الشخص، الذي بالطبع سيكون قد عبَّر لنا عن امتنانه وشكره.
وتضيف الكاتبة بقولها إنَّه يتعين علينا عندما نعجب بشخص ما أن نتيح له الفرصة؛ لكي يبذل جهداً من أجلنا، وينجز شيئاً لطيفاً لنا.
وأشارت الكاتبة إلى تجربة حاول فيها عالم النفس «زيك روبن» أن يقيس الحبَّ بأسلوب علمي، ونجحت محاولته بالفعل عن طريق قيامه بتسجيل الوقت الذي يستغرقه المحبون في النظر إلى بعضهم البعض، حيث اكتشف أنَّ الاثنين المتحابين يمضيان نحو 75 % من وقت حديثهما في النظر إلى بعضهما، ويكون ردُّ فعلهما بطيئاً عند النظر إلى طرف آخر يقحم نفسه في الحديث، لكن في المحادثات العاديَّة التي تجري بين الناس العاديين يمضون 30-60 % من وقت الحديث في النظر إلى بعضهم.
وبالطبع فإنَّ المحبين يمكن التعرُّف عليهم عن طريق استغراقهم في النظر إلى بعضهم البعض بحبٍّ، وأنَّ المحبَّ الذي ينظر إلى من يريد أن يوقعه في حبِّه 75 % من وقت حديثه ينجح في أن يجعله يتساءل عن آخر مرَّة ظل أحد ينظر إليه كل هذا الوقت وهو يتحدث إليه، ثم يهديه تفكيره بأنَّه يحبُّ هذا الشخص الذي ينظر إليه طويلاً بكل هذا الحبِّ، ويبدأ في إفراز هورمون «الفنيل ثيلامين»، وهو المادة الكيميائيَّة التي تفرز عند الوقوع في الحبِّ.
(سيدتي)