jo24_banner
jo24_banner

الجارديان : مستشارو الملك مرتاحون !

الجارديان  : مستشارو الملك مرتاحون  !
جو 24 :

د.حسن البراري - نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا جديدا عن الأوضاع في الاردن واصفا المزاج العام في القصر الملكي بأنه مزاج مرتاح، فمستشارو الملك عبروا عن راحتهم مما يجري لأن الملك تجاوز مسألة الأصلاح بعد تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات وبخاصة وأن هناك عددا من القوانين في مراحلها النهائية وأن هناك انتخابات ستجري مع نهاية العام الحالي. بمعنى أن الملك قام بما عليه وأوفى بتعهداته.

فمستشارو الملك يروا بأن هناك نسيما ناعما للربيع العربي يجتاح الأردن وان الأردن يقدم إنموذجا في ادارة التغيير بحيث يكون تغييرا مسيطرا عليه، ويرى التقرير أن الكرة الآن في ملعب الطراونة لتسريع الأمور وهو رجل معروف بأنه yes man لا يقول لا على حد معد التقرير.

ويرى مالك الطوال امين عام وزارة التنمية السياسية بأن الملك يمتلك رؤية وأن الانتخابات ستجري لأن الاردن لا يمكن له أن يتحمل عدم اجراء انتخابات مع نهاية العام لأن من شأن عدم اجراءها أن يؤثر على استقرار الأردن وبقاء النظام، فالانتخابات ليست ترفا أو هدية من الأعلى.

ويتناول التقرير زيارات الملك الأخيرة للعشائر والوعود بمزبد من الوظائف في الشرطة والدرك ويقول التقرير أن ما يقوم به الملك من زيارات تهدف لإثبات بأنه ما زال يبحث عن قواعده الأكثر ولاء. وأثناء زيارته لعشائر الحويطات قال الملك أنتم رمز النبل والشجاعة بعد أن قام عدد من الجنود البدو على الجمال والخيول بمرافقة موكب الملك الى مكان الاستقبال.

رئيس الوزرا فايز الطراونة الذي وصفه التقرير بأنه رجل لا يقول لا قد دخل في مرحلة صعبة لأن المحتجين الذين يخرجون من المساجد رفعوا شعارات وهتفوا ضد الطراونة وضد الفساد وضد رفع الأسعار وضد معاهدة السلام مع اسرائيل. لكن ليس هناك ما يقلق الطراونة لان أعداد المتظاهرين الذي يهاجمون وينتقدون الحكومة هم مئات، وفي وقت ما زالت فيه سوريا تنزف ومصر تواجه انتخابات رئاسية بعد رحيل مبارك ونظامه فإن النخب الأردنية ما زالت تعلب لعبة الكراسي على حد تعبير النقاد من المعارضة.

ومع ذلك هناك من يشكك في التزام رأس الدولة، فكما يقول الدكتور محمد المصري من مركز الدراسات الاستراتيجية فأن النتائج لغاية الآن تظهر مظاهر الاصلاح بدلا من الاصلاح الحقيقي. المدون نسيم الطراونة يعترف بأنه لا يعرف فيما إذا كان رأس الدولة جاد، ويقول بأن الملك يبحث عن الاستقرار وإذا كان ذلك يتطلب التضحية بالاصلاح فأنه سيفعل ذلك لأن الاستقرار يعني شراء وقت قدر الإمكان. ومن جانبه اكد القيادي الاسلامي علي ابو السكر اننا في الاردن ما زلنا نراوح مكاننا .

ويرى التقرير بأن الانتخابات لن تحل مشاكل الاردن الاقتصادية بسبب اعتمادية الاردن على المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والسعودية، وهناك من يقول بأن موازنة الكافيار بالاردن في وقت لم يعد بوسعها تحمل نفقات حمص وفلافل ، ففي عام ٢٠١١ هناك ما يقارب من ١٥٪ من السكان تحت خط الفقر، من هنا فإن التحدي الأول الذي يواجه فايز الطراونة سيكون كيف يمكن له من معالجة ارتفاع اسعار الكهرباء وهو أمر تم ترحيله في السابق. فسياسة شد الأحزمة هي محفوفة بالمخاطر بسبب حجم القطاع العام الذي يعيل ما يقارب ٤٠٪ من السكان.

وتناول التقرير سياسة الاحتواء الناعم التي وضعت من قبل جهاز المخابرات العامة وهي سياسة مستمرة مع بعض الاستثناءات مثل اعتقال بعض نشطاء العشائر، وقد امر الملك باطلاق سراحهم بعد أن قابله وفد من الطفيلة في الديوان الملكي. ويرى التقرير ان السخط الشعبي يتركز على الفساد وبخاصة الملفات التي لم تحل وهناك همسات بأنها مرتبطة بالقصر، وتم سجن احد الصحفيين، وهنا الاشارة إلى جمال المحتسب، لأنه كتب مدعيا بأن هناك اوامر عليا لمجلس النواب لتعطيل التحقيقات في الفساد. كما أن محمد الذهبي مدير المخابرات الأسبق ما زال في السجن بتهمة غسيل الأموال واستغلال وظيفته واختلاس مع أن هناك من يقول بأنه قدم كبش فداء مناسب.

الرواية الرسمية للاصلاح تفيد بأن الاصلاح يجب أن يكون تدريجيا وان تأخذ بعين الاعتبار خصوصية الأردن وتعقيداته، فهناك الكثير يتحدثون عن ملكية دستورية وعن احتمال تسلم الاسلاميين السلطة وهنا يقول مالك الطوال أن الأغلبية الساحقة لا تريد ان تمس صلاحيات الملك. والحديث عن خصوصية الاردن هي شيفرة تعني العلاقات الحساسة بين الشرق أردنيين والغرب أردنيين وبخاصة وأن الكثير من الفئة الثانية تدعم الإخوان المسلمين. وهذا الأمر يقلق الذين يخشون خطط اسرائيل لضم الضفة الغربية وتحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين.

الدكتور محمد المصري يتهم الدولة الأردنية بأنها تستعمل وتوظف الانقسام الاردني الفلسطيين على قاعدة فرق تسد ولاحتواء الحراك. فصناع القرار مرتاحون ويشعرون بأنهم يسيطرون على الوضع، لكن العالم يتغير وهناك حاجة إلى قادة يفكرون بالمستقبل ويرون الأمور بمنظار أوسع وأن لا يلجأوا فقط لحلول سريعة على حد تعبير المصري.

ويرى نقاد بأن الملك عبدالله الثاني يبدو وكأنه يفكر بأن الأمور تسير لصالح فكرة الوضع القائم، فهناك الوضع السوري وبقاء الأسد في مكانة بسوريا وبعثرة وشرذمة الإسلاميين في مصر وغياب الضغط الأميركي على الاردن هي عوامل تدفع على ارتياح بالنسبة لرأس الدولة في الأردن. لكن عون الخصاونة لا يتفق مع هذه القراءة بقوله أن الربيع موسمي سيأتي مرة أخرى، وتقول لميس أندوني بأن النظام في الاردن وصل إلى نتيجة أنه بإمكانه أن يستمر دون احداث تغييرات جوهرية، فالنظام يراهن على اضعاف الحراك و بإمكانه الاعتماد على قواعده التقليدية من القادة العشائريين. وأكثر من ذلك يفترض النظام بأن أكثرية الفلسطينيين في الاردن لن ينقلبوا ضده، غير ان الظروف الاقتصادية ستقوض هذه الافتراضات حسب التقرير..

تابعو الأردن 24 على google news