jo24_banner
jo24_banner

عن الوزير المتنمر..

فلحة بريزات
جو 24 :


صدمنا رد وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء سامي الداوود الذي أمضى في دار رئاسة الوزراء ردحاً من الزمن؛ ما يجعله أكثر لباقة وكياسة، مما بدا عليه، نهار أمس، خلال المؤتمر الصحافي الذي جلس فيه الوزير على طرف الطاولة فكان منذ الاستهلال يعزف على وتر التنمر والتهديد ..

ينطوي مشهد الوزيرالمستفز على كم هائل من الأسئلة الحائرة في وقت يواصل به الرئيس المثقف عمر الرزاز إدارته لأزمة كورونا وتفريخاتها بتغريدات تويترية، أسئلة عالقة حول أسباب غياب الإنسجام بين فريق الرزاز، وغرقهم في مناكفات انعكست على مجتمع فقد ثقته مبكرا بالحكومة وها هو يفقد أعصابه أيضاً.

في الحقيقة ليس هذا الوزير وحده من يثقل حمل الرزاز المثقل أصلا بالضعف والوهن، مؤخرا ظهر حجم التناقض والصراع بين الوزراء جليا في إدارة ملف التعليم الذي غدا علامة فارقة على فشل الرسمي في ضبط ملف استراتيجي لا يستوي معه إلا العمل وفق رؤى علمية تهتف الصالح العام.

الناس ليست مغفلة حد الطرافة يا معالي الوزير.. وكأنك تريد حرف رسالة الصحفي عن سياقاتها ومرتكزاتها بعد أن كسر الرسمي قلم الإعلامي في قضايا محورية، ولن يكن آخرها ملف المعلمين الذي هزت تداعياته بنية المجتمع.

التقطت الناس الرسالة من غضب الوزير الداوود على مجرد سؤال صحفي كثف به الزميل اسلام سمحان مشاهدته وزملائه ملاحظات صحافية على سلوك الناس خلال الجائحة، رسالة تقول إن الحكومة لا ترى أبعد من أرنبة أنفها، وليس أدل على ذلك من حنق الوزير الذي لم يحتمل دور الصحفي في وضع رسالته على طاولة المؤتمر الصحفي، فراح الوزير يُنظّر على الصحافي عن فلسفة ارتداء الكمامة في المؤسسات الرسمية، بطريقة مستفزة.

"مؤتمر" أظهر عقلية عرفية لا ترى في الإعلام سوى صدى لصوتها المبحوح، وفي ذلك تجلٍ لسلوك رسمي فردي، أعتاد خلق الأزمات بدلا من إطفائها.

لا أحد فينا يجهل أسباب توتر الوزير وقلقه، عقب أن سيطرت الحكومة على معاقل الإعلام الورقي والإلكتروني-إلا من رحم ربي- وصار يأتمر بأمره، بعيداً عن هموم الناس وقضاياهم.

يسبق تنمر الوزير وغضبه اغتراب المهنة عن أصولها وقيمها، فتاهت وتهنا معها.
 
تابعو الأردن 24 على google news