jo24_banner
jo24_banner

مصلحة إسرائيلية

حمادة فراعنة
جو 24 : وصف الكاتب الإسرائيلي عمير ربابورت في معارف يوم 2/7/ 2013، حركة الإخوان المسلمين خلال سنة حكمها لمصر، على أنها « اظهرت براغماتية فوق كل التوقعات « وبرر ذلك بقوله: 1- سمحوا بإستمرار الحوار الأمني مع إسرائيل من خلال الأجهزة الأمنية، 2- وأداروا حرباً بالتعاون مع إسرائيل، بضغط من الولايات المتحدة، ضد تهريب السلاح من سيناء بإتجاه قطاع غزة، وبدأوا يخوضون حرباً ضد مجاهدي القاعدة المنتشرين في كل أرجاء سيناء، 3-وبرعاية مكتب الرئيس مرسي تم التوصل يوم 21/11/2012، إلى « تفاهمات القاهرة « بين إسرائيل وحماس وإلتزمت به حماس وإحترمت مضمونه، وإصطدمت مع الفصائل الفلسطينية الأخرى كلما حاولت هذه الفصائل خرقه، 4- وقفوا مع التحالف الذي يؤيد المعارضة السورية المسلحة، ويتصدى للتحالف المؤيد للنظام الحاكم في دمشق.
ويخلص عمير ربابورت إلى نتيجة واضحة حيث يقول حرفياً:
« هذه بشرى هامة جداً لإسرائيل « والسبب كما يقول أن « الأحداث في مصر تبعث خطر الحرب الداخلية لبضع سنوات طيبة أخرى، فكلما كانت الدول العربية منشغلة أكثر بالحروب الداخلية، كانت إستعداداتها أقل لمواجهة متجددة معنا «.
ربابورت شخّص الموقف بدقة، وإن كانت مؤلمة لنا وقاسية علينا، ومفرحة له ولإسرائيل، حيث عبر عنها بدون مواربة، لأن الصراع الداخلي في مصر سيوفر « سنوات طيبة لإسرائيل «.
هذه هي جوهر المشكلة وسبب الخلاف بين الأحزاب القومية واليسارية من طرف وحركة الإخوان المسلمين من طرف أخر، حيث تتوه الأولويات، في عدم إعطاء الإهتمام للعدو القومي ومواجهته، لحساب الإهتمام بالقضايا الجزئية والمحلية والحزبية، ففي سوريا يتم دمار الدولة وتخريب الأقتصاد وإضعاف الجيش على أيدي قوى المعارضة المسلحة والتي إن إنتصرت لن تلبي تطلعات الشعب السوري في التعددية والديمقراطية والإحتكام إلى صناديق الإقتراع. وها هي حركة الإخوان المسلمين تحكم منفردة في قطاع غزة منذ حزيران 2007، حيث لا إنتخابات لمجالس طلبة الجامعات، وللنقابات وللبلديات، ورفض للإنتخابات التشريعية والرئاسية على الرغم من إنتهاء ولايتي الرئيس والمجلس التشريعي. وفي العراق تم العمل عبر قوات حلف الناتو، وبمشاركة الإخوان المسلمين مع قوى المعارضة لإسقاط نظام حزب البعث بين 1991- 2003، إعتماداً على القوات الأميركية والتدخل الأجنبي، وهذه السوابق تجعل الخوف والقلق هو عنوان التعامل مع الإخوان المسلمين.
الإجتهادات السياسية مطلوبة، والتعددية كذلك، والإحتكام إلى صناديق الإقتراع ضرورة وهي مصدر الشرعية، وهي مطالب يجب عدم المساومة عليها، على أن لا يتم ذلك على حساب المصالح الوطنية والقومية، وأن لا يتم ذلك بالتحالف مع الأجنبي أو الإستقواء به بهدف الوصول إلى الحكم أو لتمرير البقاء في مؤسسات صنع القرار مهما كان الثمن وبأي ثمن.
(الراي)
تابعو الأردن 24 على google news