الأردنية: ثمانية وخمسون عاما من البناء والعطاء
جو 24 :
سناء الصمادي- في مثل هذا اليوم من عام 1962 كان الأردنيون على موعد مع صدور إرادة الملك الباني الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، بإنشاء الجامعة الأردنية، وها هي الجامعة الأم، بعد ثمانية وخمسون عاما على إنشائها، ما زالت تجسد مسيرة بناء وعطاء لا كللَ فيها.
ولأن الطالب هو محور العملية التعليمية ومستقبل الأردن؛ تمكّنت الجامعة من تحقيق إنجازات تُسارِعُ من تقدّمها وتُغني سجلّها بوصفها جامعةً متقدّمةً ورائدةً يفخرُ كُلّ من ينتمي إليها سواء أكانوا أعضاء الهيئة التدريسيّة أم الطّلبة أم الإداريّين.
كما استطاعت الجامعة الأردنية أن تتصدر قائمة الجامعات الأردنية بعد نجاحها في الحصول على دعم خمسة مشاريع يُقدّمها الاتّحاد الأوروبيّ ضمن مشاريع برنامج إيراسموس بلس للعام 2020 من أصل ثمانية حصل عليها الأردن، مع انفرادها بقيادة اثنين منها، فيما حلت شريكا استراتيجيا رئيسا في المشاريع الثلاثة المتبقية.
وفيما يخصّ التعليم عن بُعد، لم يكن نجاحها في إدارته وليدَ اللحظة، بل كان مسبوقًا بثلاثة ملامح واضحة. أوّلها؛ تأسيس كليّة الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات عام 2000، تماشيًا مع مبادرة جلالته في إدخال التكنولوجيا في العمليّة التعليميّة، التي وضعت نُصب عينيها، منذ لحظة تأسيسها "تخريج طلبة أكفياء في مجال تكنولوجيا المعلومات ومهارات البحث العلمي".
وثانيها؛ امتلاك الجامعة أكبر قاعة محوسبة في المنطقة، تلك المعروفة بـStudent.com، والتي تُعقد فيها امتحانات تتّسع لأكثر من 500 طالبٍ مجتمعين.
أمّا الملمحُ الثّالث، فيتمثّل في مبادرة التّعلّم المُدمج التي أطلقتها الجامعة منذ ثلاثة أعوام، وهي مبادرة بالغة الأهمية تقوم على الجمع بين التعليم المباشر داخل الحرم الجامعي، الذي لا غنى عنه خاصّة للطلبة المنتقلين حديثًا من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، والتعليم الإلكتروني.
تلك الملامحُ وغيرها، جعلت من تكيُّف الجامعة مسألة سريعة وسهلة، ما أكسب كوادرها من إداريّين وأعضاء هيئة تدريس وطلّاب خبرة كبيرة، استطاعت توظيفها في إنجاح الفصل الصّيفي دون مشاكل تُذكر.
واحتلت الجامعة المرتبة الأولى بين الجامعات الأردنية في تصنيف كيو أس العالمي للجامعات (QS World University Ranking 2021) للسنة الخامسة على التوالي، ما يؤكد الدور الريادي والمسيرة المتميزة الممتدة تاريخيا للجامعة الأم.
وتتوالى النجاحات واحدة تلو الأخرى أمام نظيراتها من الجامعات المحلّيّة والعالميّة، لتحل الجامعة الأردنية في المرتبة 151- 200 حسب تصنيفTimes Higher (Education (Golden Age University Rankings 2020 الصادر عن مؤسسة التايمز البريطانية.
كما تقدّمت الجامعة الأردنية لتصبح التّاسعة عربيًّا والأولى محلّيًا، وذلك حسب نتائج تصنيف ويبومتركس للجامعات التابع للمركز الوطني للبحوث في إسبانيا.
وفي إنجاز آخر حققت ثلاثة تخصصات ترتيبا عالميا ضمن تصنيف "شنغهاي" العالمي للتخصصات للعام 2020، لتظل الجامعة الأردنية أم الجامعات الأولى محليا بين نظيراتها، تقدم تخصص التمريض ليصبح ضمن الفئة 151-200 على مستوى العالم، فيما حافظ تخصص طب الأسنان على مرتبته العالمية ضمن الفئة 201-300 متصدرة كلها الترتيب المحلي، كما أدرج تخصص هندسة وعلم الحاسوب للمرة الأولى في هذا التصنيف ضمن الفئة 301-400 عالميا.
وحققت الجامعة الأردنية المرتبة الأولى بين الجامعات الأردنية في التصنيف العالمي Scimago Institutions Ranking، الذي يستند إلى مؤشرات تخص أداء البحث العلمي للجامعة ومخرجات الابتكار والتأثير المجتمعي.
إضافة إلى ذلك، تمكّنت الجامعة من إضافة عددٍ من الإنجازات إلى سجلّها وقد كان آخرها حصول قسمي الكيمياء والعلوم الحياتيّة على الاعتماديّة الدوليّة من قبل مؤسسة الاعتماد الأمريكي ABET-ANSAC، وذلك حتى عام 2025، إذ يُعدّ هذا إنجازًا نوعيًّا، ساهم في أن تكون الجامعة من أوائل الجامعات الدّوليّة الحاصلة على هذا الاعتماد.
الأردنية: من كلية واحدة التحق للدراسة فيها 167 طالبًا وطالبةً عام 1962، انطلقت في كنف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لتحقق الإنجاز الأكبر، حتى وصل عدد طلبتها إلى ما يقارب (50) ألف طالب وطالبة توزّعوا على (25) كلية و(18) مركز، في مختلف التخصصات الإنسانية والعلمية والتطبيقية والطبية والصّحّيّة.
وتماشيا مع خطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتوجيهات الملكية، وضعت الجامعة الأردنية خطة لتدريس حوالي 50% من مساقاتها إلكترونيا خلال السنوات القادمة. كما تتطلع الجامعة إلى تغيير شامل في خططها الدراسية لتواكب متطلبات العصر الرقمي، وهذا يتطلب حرما ذكيا جاذبا قائما على أسس مؤسسية، حيث قطعت الجامعة شوطا كبيرا في هذه المجالات.