لتجنب إغلاقات جديدة.. عودة لتشديد القيود الصحية حول العالم بمواجهة كوفيد-19
يشدد العالم القيود الصحية في مواجهة التفشي المتسارع لوباء كوفيد-19،من فرنسا إلى كندا، مروراببريطانيا، إذ تسعى غالبية الحكومات بأي ثمن إلى تجنب إعادة فرض عزل تام، ستكون له تداعيات اقتصادية كارثية.
ولم تتردد السلطات الصينية في اعتماد نهج متشدد، بإغلاقها مدينة رويلي الواقعة عند الحدود مع بورما، بعد تسجيل ثلاث إصابة فيها، مع الطلب من سكانها البالغ عددهم 210 آلاف نسمة، ملازمة منازلهم والخضوع لفحص كوفيد-19.
وأودت الجائحة بحياة أكثر من 929 ألف شخص حول العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر، من بينهم 4430 وفاة و296350 إصابة، نهار الاثنين، حسب تعداد أعدته فرانس برس استنادالمصادر رسمية.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن، إن بلادها "على مشارف وضع قد يتحول إلى موجة ثانية". وفرضت في البلاد قيود جديدة، ولا سيما إغلاق الحانات والمطاعم اعتبارا من الساعة 22,00 في كوبنهاغن.
وأوضح وزير الصحة، ماغنوس هونيكه، "مريض جديد من كل خمسة مرضى يبلغ بين العشرين والتاسعة والعشرين، لذا فإن القيود تطال حياة الليل والسهر".
وحذر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، من أن "ما نشهده من حيث الأعداد في هذه الأيام يجب أن يقلق العالم". وسجلت بلاده في نهاية الأسبوع الفائت أكثر من 1300 إصابة، في عدد غير مسبوق منذ بداية فصل الصيف.
وقال ترودو "آخر ما نريد أن نعيشه هذا الخريف، هو عزل مثلما حصل في الربيع"، مذكرابأهمية التزام توصيات الصحة العامة.
ومع أن احتمال فرض العزل التام مجددا، كما حصل في إسرائيللمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، غير مطروح بالنسبة لمعظم الدول، فإن بعض المسؤولين باتوا لا يترددون بالتهديد به.
وأكد دوغ فورد، رئيس وزراء أونتاريو، المقاطعة الأكثر اكتظاظا في كندا، "أحرص على أن أكون واضحاتماما: كل الخيارات مطروحة".
والوضع مقلق أيضافي فرنسا، حيث سجلت، الاثنين، أكثر من ستة آلاف إصابة بالمرض، بعد تسجيل عدد قياسي السبت بلغ 10561 إصابة. وأُعلنت الاثنين مجموعة من القيود، بينها منع حفلات الطلاب، والنزهات المدرسية، والتجمعات لأكثر من عشرة أشخاص في عدة مدن كبيرة، خصوصافي مرسيليا وبوردو جنوبي البلاد.
واعتبارامن الثلاثاء، منعت برمنغهام، ثاني مدن بريطانيا من حيث عدد السكان، كل اللقاءات بين العائلات والأصدقاء. وفي أنحاء انكلترا، يُمنع، منذ الاثنين، أن يجتمع أكثر من ستة أشخاص من عائلات مختلفة.
وبدأت آثار الجائحة تظهر على الصعيد الاقتصادي في بريطانيا، حيث ارتفعت نسبة البطالة 4,1 % في الأشهر الثلاثة المنتهية حتى آخر يوليو، في مقابل 3,9 % في الأشهر الثلاثة المنتهية حتى يونيو بسبب الإغلاق المفروض منذ الربيع لمكافحة وباء كوفيد-19، على ما أفادت الهيئة الوطنية للإحصاءات. وتوقع خبراء اقتصاد أن يتفاقم الوضع في الخريف.
وفي إيرلندا، أعلن الثلاثاء إرجاء إعادة فتح الحانات في دبلن وفرض قيود جديدة على التجمعات بين العائلات.
وسجلت منظمة الصحة العالمية، الأحد، عددايومياقياسيا،يقارب 308 آلاف إصابة في أنحاء العالم. وقال مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين، "نحن بعيدون عن الخروج" من الأزمة.
في المقابل، يبدو أن الوضع يتحسن في البيرو، إحدى دول أميركا اللاتينية الأكثر تضررامن الوباء، الذي أودى بحياة 31 ألف شخص على أراضيه. وسجلت 102 وفاة جديدة في البيرو، الاثنين، وهو أدنى عدد مسجّل منذ 24 مايو.
أستراليا، من جهتها، لم تسجلأي وفاة جراء الوباء للمرة الأولى منذ شهرين. ويأتي ذلك بالتزامن مع تخفيف القيود المفروضة في ملبورن.
وفي لبنان، حذر نقيب المحامين في بيروت، ملحم خلف، من تفشي المرض في سجن رومية، قرب العاصمة، الذي يؤوي نحو أربعة آلاف سجين، أي أكثر بنحو ثلاث مرات من قدرته الاستيعابية.
وقال خلف لوكالة فرانس برس إن "الفيروس داخل سجن رومية أشبه بقنبلة إنسانية لا أحد يستطيع أن يحملها".
ويجرب راهنا أكثر من 30 لقاحا على البشر في العالم، أملا بوضع حد للوباء. وأعلنت الصين، الثلاثاء، أن لقاحا سيصبح متوافرا للمواطنين اعتبارا من نوفمبر.
وأعلنت الإمارات أنها أجازت الاستخدام الطارئ لقاح ضد فيروس كورونا المستجد لا يزال في المرحلة الثالثة من الاختبارات لاستخدامه للعاملين في المجال الصحي.
وبدأت شركة سينوفارم الصينية العملاقة للأدوية، المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاح في الإمارات في يوليو الماضي، بينما قال مسؤولون إماراتيون إن النتائج ايجابية حتى الآن.